عرفت سمنود فى النصوص المصرية القديمة باسم (ثب نثر)، ثم أصبحت فى اليونانية (سبنيتس)، ثم سمنود فى العربية. كانت عاصمة الإقليم الثانى عشر من أقاليم الوجه البحري. وقد اختلفت مساحة الإقليم من عصر إلى آخر. وانقسمت فى العصر الرومانى إلى جزءين، جزء شمالى وآخر جنوبي. اشتهرت مدينة سمنود فى الأسرة الثلاثين حينما أصبحت عاصمة لمصر كلها، وأسس هذه الأسرة (نخت نبف) الأول، وموطنه سمنود. وقد اهتمت هذه الأسرة بمحاكاة فن الأسرة السادسة والعشرين. وكان المعبود الرئيسى لسمنود الإله «أنوريس»، وكان له معبد بالمدينة ما زالت آثاره باقية متمثلة فى بعض الأحجار الجرانيتية المتناثرة خلف المستشفى المركزى بمدينة سمنود الحالية، والتى تحمل اسم (نخت نبف) الثاني، والاسكندر الرابع، وفيليب أريدايوس، وپطليموس الثاني. ويمكن تقسيم المنطقة الأثرية إلى منطقة معابد، ثم المنطقة السكنية القديمة، ومنطقة الجبانات، ويطلق عليها الآن منطقة (سيدى عقيل)، والتى عثر فيها على بعض توابيت ضخمة من الجرانيت. كما عثر على تابوت من الجرانيت الأسود (شب مين) ابن (عنخت)، وهو كاهن الإله «أنوريس»، وقد نقشت على الجوانب الأربعة من الداخل والخارج مناظر ونصوص من كتاب (إمى دوات)، أى كتاب «ما هو كائن فى العالم الآخر»، وكتاب البوابات. ويدور موضوع هذه الكتب حول رحلة إله الشمس فى العالم السفلى أثناء ساعات الليل الاثنتى عشرة. وقد عثر على هذا التابوت عام 1921، ويعرض حاليًا بالمتحف المصرى بالقاهرة، كما عثر على تابوت ل«عنخ حور» ابن الكاهن، عنخت من الجرانيت الأسود، وموجود بالمتحف المصري. وعثر «دارسي» على مائدة قرابين من الحجر الجيرى من الأسرة الثالثة عشرة، وقد أودعت بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، كذلك عثر على بقايا عناصر معمارية من المعبد عبارة عن أجزاء من أعمدة وتيجان أعمدة، وكورنيش، وأعتاب لأبواب، وقطع حجرية من واجهة المعبد، كما عثر على جزء من جدار من الطوب اللبن. وقد اكتسبت سمنود شهرة أخرى، حيث إنها موطن المؤرخ المصرى «مانيثون» أول مؤرخ كتب تاريخ مصر القديم، وذلك فى عهد الملك بطليموس، وقد كتبه باللغة اليونانية، وإليه يرجع الفضل فى تقسيم التاريخ إلى ثلاثين أسرة رتبها زمنيًا، وهذا التقسيم لا يزال يعتمد عليه إلى حد كبير حتى الآن. والمعروف أن الكتاب قد حرق ضمن مخطوطات مكتبة الإسكندرية التى احترقت حوالى 48 قبل الميلاد. تمثال الملك نكتانبو الثانى السمنودى آخر ملوك الاسرة الثلاثين فى حماية حورس هذا التمثال معروض فى متحف المتربوليتان فى نيويورك أتمنى ان يتم عمل متحف مانيتون فى سمنود وأن يعود هذا التمثال لسمنود ويعرض فيه فقد تم نحته فى سمنود وهو لملك سمنودى. وسمنود مسقط رأس المؤرخ المصرى الأشهر على زمن البطالمة،«مانيتون» السمنودي، أبو التاريخ المصرى ومؤسس الأسرات الثلاثين وصاحب كتاب «تاريخ مصر». كذلك توجد آثار أبوصير البنا، إضافة إلى معابد مازالت قائمة أجزاء منها فى بهبيت الحجارة وأخرى مهدمة. ولا تزال توجد الآثار الباقية لمعبد «أنوريس-شو» تحت أساسات وخلف مستشفى سمنود المركزى- التى تم اكتشافها بالصدفة عند الحفر فى فناء المستشفى العام، وبدلاً من أن تتم إزالة البناء وتسليمه إلى هيئة الآثار المصرية، تجاهل المسئولون الاكتشاف تماماً، وقاموا باستكمال البناء على أنقاض تلك الآثار ضاربين عرض الحائط بعراقة حضارة المدينة وحاضرها المنكوب الذى- بعملهم هذا- دمروا آثاره وهويته التاريخية.