أعدت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرًا تحت عنوان "صدق أو لا تصدق، أوباما يضع مصلحة إسرائيل في القلب"، عرضت فيه مدى اهتمام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته "باراك أوباما" بمصلحة إسرائيل ووضعها نصب أعينه خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة. واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة: على الرغم من الكره المتبادل بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أنه كان الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل منذ ترومان. وعلى الجانب الآخر، سيعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، على الدفع بالعصا تجاه آمال السلام. وقالت الصحيفة إن الساسة الأمريكيين من الحزبين غالبا ما يستخدمون شعار أن العلاقة مع إسرائيل غير قابلة للكسر.، لكن انجراف إسرائيل المستمر لليمين فرض ضغوطا شديدة على علاقاتها مع حليفها الرئيسي. ففي أمريكا، تعد مصلحة إسرائيل قضية تخص وتشغل السياسة الداخلية للبلاد وليس السياسة الخارجية. وهذا هو موضوع الخلاف العميق بين إدارة أوباما الراحلة وإدارة ترامب القادمة. وأضافت الصحيفة أن الخلاف وصل ذروته بعد امتناع أمريكا عن التصويت وتمرير قرار مجلس الأمن الدولي 2334 في 23 ديسمبر، الخاص بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية باعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي؛ ومطالبة إسرائيل على الفور وبشكل كامل وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية. وتكرر الإجماع الدولي لصالح حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتابعت الصحيفة تقريرها قائلة: سمحت إدارة أوباما بتمرير القرار لأنه وفقا لمعتقداتها لم يكن معاديا لإسرائيل، بل على العكس من ذلك، من الضروري الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. بالنسبة لهم كانت هذه المحاولة الأخيرة لمنع إسرائيل من الإنزلاق في الفصل العنصري والحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل سلمي. وفي هذا الصدد كان القرار يتفق تماما مع سياسة أمريكا منذ عام 1967 في إظهار المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة بأنها غير شرعية وتشكل عقبة أمام السلام. وعلى الجانب الآخر، كان قرار الأممالمتحدة بمنع الاستيطان بالنسبة لنتنياهو مثل "خرقة حمراء أمام وجه الثور"، شن هجوم في كل الاتجاهات، واتخذ قرارت سريعة تجاه الدول التي سمحت بتمرير القرار كإلغاء برنامج المساعدات إلى السنغال، واستدعاء سفراء دول أخرى، وتعهد للحد من تقديم التمويل لخمس مؤسسات تابعة للأمم المتحدة. وجاءت معاقبة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، واحدة من أكثر القادة الموالين لإسرائيل في أوروبا، عن طريق إلغاء لقاء معها في دافوس. واتهم إدارة أوباما ب"الغدر". وقالت الصحيفة إن كره أوباما لنتنياهو معروف. ولكن ما هو غير معروف جيدا أن تلك الكراهية الشخصية متواجدة ومتعايشة مع الإلتزام الحقيقي بتحقيق رفاهية وأمن الدولة اليهودية. وأكدت الجارديان أن سجل أوباما الفعلي خلال السنوات الثماني التي قضاها في منصبه يجعل منه واحدا من الرؤساء الأمريكيين الأكثر تأييدا لإسرائيل منذ هاري ترومان. فقد منح أوباما إسرائيل كميات من المال والسلاح أكبر بكثير من تلك التي منحها أيا من أسلافه، حيث أوفى بشكل كامل بإلتزام أمريكا الرسمي للحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل من خلال تزويد حليفه بأنظمة أسلحة أكثر تطورا من أي وقت مضى. أما هدية رحيله عن منصبه أو كما تعرف ب"هدية الفراق" فقدم لإسرائيل حزمة مساعدات عسكرية مذهلة تقدر ب38 مليار دولار للسنوات ال10 القادمة، وهذا يمثل زيادة عن المقدمة حاليًا والتي تقدر ب 3.1 مليار دولار في العام إلى 3.8 مليار سنويا، حيث تعتبر هذه أكبر حزمة مساعدات عسكرية تقدمها بلد إلى آخر في سجلات التاريخ البشري. في المقابل، يرد دائما نتنياهو على سخاء أوباما بالجحود وسوء المعاملة. فلم يفوت فرصة لمهاجمة أوباما.حتى أنه تدخل بصورة فجة في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 من خلال دعمه المرشح الجمهوري المنافس لأوباما، وأساء امتياز حضوره جلسة خاصة لمجلسي الكونجرس بإهانة رئيسهم. وأدار حملة عامة الأكثر حماسا لتخريب الاتفاق النووي مع إيران.ولذلك يمكن أن يكون أكثر الأمثلة المناسبة لموقف نتنياهو تجاه أوباما هو أنه "عض اليد التي مدت له".