أعلنت إيران، على لسان وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، معارضتها لمشاركة الولاياتالمتحدة في مفاوضات أستانا بشأن تسوية الأزمة السورية. وردا على سؤال حول موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من مشاركة واشنطن في الاجتماع، الذي من المخطط عقده بالعاصمة الكازاخستانية، في 23 من الشهر الجاري، قال ظريف، في حديث لوكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء: "نعارض مشاركة أمريكا في الاجتماع ولم نوجه دعوة للولايات المتحدة، ونحن ضد مشاركتها". وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أعلن، في وقت سابق من الثلاثاء، أن من الصائب توجيه الدعوة لحضور الاجتماع إلى ممثلي الأممالمتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة، معيدا إلى الأذهان أن اللقاء سيعقد بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب. وأضاف لافروف: "نأمل في أن تتمكن الإدارة الأمريكية الجديدة من قبول هذه الدعوة، وفي أن يكون لخبرائها تمثيل على أي مستوى مناسب بالنسبة لهم". واعتبر أنه إن وافقت إدارة ترامب على حضور المفاوضات، فسيكون ذلك أول اتصال رسمي بين موسكو والإدارة الأمريكية الجديدة بشأن سوريا، سيتيح الشروع في زيادة فعالية محاربة الإرهاب في سوريا. بدورها، نقلت وكالة "إنترفاكس" عن مصدر مقرب من عملية إجراء مفاوضات أستانا، قوله إن الولاياتالمتحدة دُعيت لحضور الاجتماع بصفة جهة مراقبة. وتجدر الإشارة إلى أن إجراء مفاوضات السلام في العاصمة الكازاخستانية أستانا بين ممثلين عن الحكومة السورية وفصائل المعارضة السورية المسلحة يعد أول مبادرة واسعة حول تسوية الأزمة في سوريا تجري من دون مشاركة الولاياتالمتحدة. واعتبر عديد من المتابعين إطلاق هذه العملية مؤشرا على تراجع النفوذ الأمريكي في سوريا، فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، بهذا الصدد، إن روسيا تمكنت، ولا سيما بعد إعلانها للهدنة في سوريا، من "تهميش الولاياتالمتحدة بصورة فعالة... واحتلال موقع القوة الدولية المهيمنة" في البلاد. يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن، في 29 ديسمبر، عن توصل الحكومة السورية والقوات المعارضة لها إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام. وبين بوتين أن روسيا وتركيا وإيران أخذت على عاتقها الالتزامات بالرقابة على تنفيذ الهدنة ولعب دور الضامنين لعملية التسوية السورية.