أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم داعش ما زال يستخدم البهرجة الإعلامية في حملاته الدعائية عبر الأذرع الإعلامية، لجذب مزيد من العناصر ومخاطبة جمهوره الغربي بالخطاب الإغوائي الذي يتناسب معه. وقال مرصد الإفتاء في تعليقه على صدور العدد الخامس من مجلة "رومية" التابعة للتنظيم الإرهابي، أن التنظيم لجأ إلى إصدار هذه المجلة إثر توقف إصدار مجلة دابق. وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية، أن التحول من "دابق" إلى "رومية" يكشف زيف الإدعاءات الداعشية الباطلة، ويفضح التنظيم أمام العالم أجمع، ويؤكد أن "داعش" لا يمت للنبوءات بأية صلة، كما أن استناده إلى روايات أو نصوص دينية يكون وفق فهمه الخاطئ لها، فيقتطع تلك النصوص عن سياقاتها وينسبها له بما يوافق مصالحه. وأضاف المرصد أن التنظيم لم يغير شيئًا من المجلة القديمة "دابق" سوى العنوان الذي أصبح "رومية" إلا أن المحتوى ظل كما هو يروج للتفسير الخاص بالتنظيم للشريعة ولأسطورة "الخلافة" والانتصارات المزعومة التي يحققها التنظيم. ولفت إلى أن المجلة الجديدة تختلف عن القديمة في أمور عدة، أبرزها أن المجلة الجديدة تصدر بلغات تصل إلى ثمانية، وبمحتوًى أقل قيمة من سابقتها، التي أثارت أعدادها الخمسة عشر اهتمامات وسائل الإعلام العالمية، كما أن "رومية" موجهة لعناصر التنظيم من غير العرب، وذلك لعلمه بأن طريقة التعاطي والمستوى الثقافي مختلفة بين جمهوره الغربي وجمهوره العربي. وفي قراءته للعدد الخامس من مجلة "رومية "المؤلَّفة من 44 صفحة :أوضح المرصد أن المقال الرئيسي للمجلة، الذي جاء بعنوان (لهيب العدالة) حث مناصريه في أوروبا على إستخدام سلاح الحرائق، وأنه أفضل سلاح يمكن استخدامه في إثارة الرعب لدى أعدائهم، لأنه أقل كلفة ولا يتطلب امتلاك البنادق أو الأسلحة المتفجرة، كما لا يتطلب استخدام المركبات كما حدث في عمليات الدهس الأخيرة في فرنسا وألمانيا، بل إن كل ما يتطلبه بعض المواد البسيطة القابلة للاشتعال. وسلط العدد الأخير من المجلة الضوء على عملياته في مصر، حيث تفاخر بأنه قام بذبح الشيخ سليمان أبو حراز شيخ الطرق الصوفية في سيناء، فضلًا عن إعلانه تبنيه العملية الإنتحارية في الكنيسة البطرسية، وتضمن العدد كذلك مقالًا بعنوان "تكتيكات الإرهاب" تناول فيهاتعليمات حول كيفية صناعة قنابل المولوتوف والنابلم وكيفية استخدامها والمواقع المثالية للاستهداف، وكان أبرزها كنيسة دالاس المعمدانية التي وضع صورتها داعيًا إلى حرقها. وكشف مرصد دار الإفتاء أن التنظيم الإرهابي يحاول دائمًا أن يظل عناصره مبهورين بإنجازاته الوهمية وانتصاراته المزعومة من خلال عملية غسيل أدمغة عبر الإصدارات المرئية والمسموعة والمكتوبة، التي يغطي بها على هزائمه المتكررة في سوريا والعراق.