كان لمصر وسوريا الاهتمام الابرز على صدارة صفحات الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء ، ونشرت تقارير ومقالات تتحدث عن تسارع الانتخابات البرلمانية في مصر من اجل تقصير مدة المرحلة الانتقالية ، بالاضافة الى انتقادها لمهمة رئيس بعثة التفتيش العربي في سوريا والمطالبة برحيل الفريق السوداني دابي. الجهاد المدنى تحدث الكاتب خالد القشطيني في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" تحت عنوان "حساب الربيع العربي" عن تحول الربيع العربي الى خريف بل وشتاء عربي ، مشيرا الى ان كل الثورات تنتهي بنكسات على المدى القصير. ويقول الكاتب: "لدينا أربعة عناصر من الربح. أولا أدركت الشعوب أن بإمكانها إسقاط النظام الظالم بأساليب الجهاد المدني دون الحاجة للسلاح أو النضال المسلح. الخطر هنا هو أن يبادر الشباب لاستعمال هذا السلاح الطيع بصورة فجة وفي أي مناسبة حتى ولو كانت خسران مباراة رياضية. فيعطلون أعمال الناس وحركة المرور ويسببون أضرارا اقتصادية بليغة لسبب تافه". المكسب الثاني هو أن الدول الكبرى أدركت أن أسلوبها القديم في الاعتماد على أنظمة ديكتاتورية وحكام فاسدين والحصول على ما تريد بالرشوة والعمولات لم يعد صالحا أو مقبولا من الرأي العام العالمي والمحلي. أدركت أن بإمكان الشعوب الآن إسقاط مثل هذه الأنظمة بسهولة وبالتالي نسف كل مخططاتها ومشاريعها. المكسب الثالث، هو أن الحكام أيضا أدركوا أنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الدعم الغربي. المكسب الرابع هو التوصل إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة، وأخص بالذكر منها الإنترنت والهاتف الجوال في مقارعة الأنظمة القائمة، أولا في الكشف عن جرائمها وتجاوزاتها، وثانيا في الحث على الانتفاض ضدها، وثالثا في تنظيم وقيادة الانتفاضة. الثورات مستمرة من جهته اشار الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقال نشرته "الشرق الاوسط" تحت عنوان "شدوا الاحزمة الثورات مستمرة" ، الى عن افلاس ستعاني منه الحكومة المصرية بعد اربعة اشهر وسترفع كل اسعار المواد المدعومة . ويقول الكاتب: "بعد أربعة أشهر سيبقى في خزنة البنك المركزي المصري خمسة مليارات دولار، ولن يكون بمقدور الحكومة، إخوانية أو عسكرية، لمسها لأنها وديعة احتياطية. وسيذهب ملايين المصريين صباح يوم ليجدوا أن سعر الرغيف صار سبعين في المائة أغلى، وسترفع كل أسعار المواد المدعومة، ولن تجد بعض القطاعات مرتبات تدفعها لموظفيها. والأصعب أنه لا حلول ولا مساعدات ولا صناديق، ومعظم الدول الغربية شبه مفلسة، والخليجية تورطت في وعود إنفاق داخلية ضخمة لتحصين نفسها ضد الثورات. والمشكلة ستواجه تونس أيضا، التي تعاني انخفاض مواردها، لا سياحة ولا معونات ولا استثمارات. أما اليمن فأعتقد أن حظه أفضل قليلا، لأن دور الدولة أصلا محدود، لكن بخروج علي عبد الله صالح من الرئاسة ستبقى معارضة الشارع ونظام جديد، وانفصاليون في الجنوب. والأكيد أن هذا عام سوريا، ومع أن النظام السوري يبدو، مثل منتخب البرازيل، صامدا وهجوميا، لكن حظه يوشك على النفاد. والكثيرون يعتقدون بنهاية نظام بشار دون أن يعرفوا كيف ستكون سوريا بلا بشار الأسد. السوريون يواجهون مخاطر أعظم، صراعات خارجية على الداخل وتهديدات بتقسيم البلاد، إن لم تنجح المعارضة في استيلاد قيادة توحد البلاد قبل إسقاط النظام. الانتخابات تتسارع وعن تطورات الاحداث في مصر طالعتنا صحيفة "السفير" اللبنانية على صدارة صفحاتها الاولى بتقرير عن تواصل الانتخابات البرلمانية ، مشيرة الى ان تتسارع من اجل تقصير الفترة الانتقالية. ويقول التقرير: "يتوجه المصريون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نوابهم في المرحلة الثالثة منالانتخابات التشريعية التي تشمل الثلث الأخير من البلاد، والتي ستحدد تشكيلة أولبرلمان بعد سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، وسط توقعات بهيمنة للإسلاميين علىالبرلمان الجديد، بعدما حققوا فوزا كبيرا في المرحلتين السابقتين." في هذاالوقت، قرر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي إجراء انتخاباتمجلس الشورى، الغرفة الثانية في البرلمان المصري، في دورتين بدلاً من ثلاث دورات،وذلك بهدف الإسراع في إتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية. الثقة المفقودة وعن الشأن السوري نشرت صحيفة "الشرق الاوسط" مقالا للكاتب طارق الحميد تحت عنوان " الفريق دابي: ارحل " ، مشيرا الى عدم الثقة بفريق التفتيش العربي في سوريا داعيا رئيس بعثة التفتيش الفريق السوداني الدابي للرحيل فورا. ويقول الكاتب: " على الفريق السوداني الدابي الرحيل فورا، واعتذاره عن عدم إكمال مهمته، فالثقة فيه مفقودة، وهذا أمر واضح، خصوصا بعد تصريحاته المتناقضة، حيث قام بالإدلاء بتصريحين، الأول صححه له نبيل العربي، والثاني كان محاولة لتفنيد تصريح أحد المراقبين العرب، وهو من وصفته ب"المراقب الوحيد الحقيقي"، والذي قال إنه رأى قناصة بدرعا، لكن الفريق الدابي قال إنه لم يقل ذلك، علما أن التصريح جاء بشكل واضح في شريط فيديو! فهل بعد ذلك يمكن الوثوق بالدابي، هذا عدا عن علاقته بنظام البشير!". والحل لا يكمن فقط برحيل الدابي، أو السحب الفوري للمتفرجين العرب، كما يطالب رئيس البرلمان العربي، بل إن الحل يكمن في تصحيح الخطأ، وتطوير عمل الفريق العربي في سوريا، ليقوم بمهام حقيقية، وليس المراقبة فقط. الشعب هو الضحية وسلطت صحيفة "القدس العربي" الضوء ايضا على الازمة السورية ونشرت مقالا للكاتب عبدالباري عطوان تحت عنوان " الشعب السوري ضحية النظام والعربي" ، ويقول الكاتب "من المؤكد ان النظام السوري يواجه عزلتين، عربية ودولية، وحصارا اقتصاديا خانقا،وانتفاضة شعبية لم تنجح حلوله الامنية الدموية في قمعها طوال الاشهر العشرةالماضية". وانتقد الكاتب فريق المراقبين قائلا:" وزراء الخارجية العرب جعلوا منفريق المراقبين 'حصان طروادة' الذي سيمكنهم من اقتحام قلاع النظام السوري، وتحطيماسوار ممانعته ومناوراته، وعندما فتح النظام قلاعه لهم بالحد الادنى من المقاومة،وبدأ المراقبون يقدمون صورة عن الواقع على الارض مغايرة 'شيئا ما' للصورة النمطيةالسائدة في الفضائيات، بدأت عمليات التشكيك في بعثة المراقبين، ونبش ماضي رئيسهاالسوداني علي الدابي، وسجله الحافل في انتهاك حقوق اهالي دارفور والمشاركة في ثورةالانقاذ السودانية التي قادها العسكر برئاسة الجنرال عمر البشير". الجنرال الدابي ليس سويديا، وهو مثل الغالبية الساحقة من زملائه الجنرالات العرب ينتمي الى مؤسسات اغتصبت السلطة عبر الانقلابات العسكرية، ثم انه لم يكن خيارا امريكيا او امميا،وانما خيار عربي محض، ومن قبل لجنة وزراء الخارجية التابعة للجامعة والمتخصصة بالشأن السوري، فإذا كان هذا الخيار خاطئا، فاللوم يجب ان لا يقع على الرجل ولا على دولته، وانما على الذين اختاروه لهذه المهمة.