تحت عنوان "ثورة مصر الحقيقية لم تبدأ فى الشتاء الماضى ولكنها بدأت الآن" كتب جون الترمان فى صحيفة "الإنترناشيونال هيرالد تريبيون" أن الثورة لم تكن فى ميدان التحرير بل كانت فى القرى والمدن المصرية. وأضاف الكاتب أنه رغم أن المظاهرات والاحتجاجات التى تدور فى ميدان التحرير هى التى لفتت انتباه العالم كله، إلا أن المعركة الحقيقية دارت فى المدن والقرى المصرية فى أنحاء البلاد، حيث خرج الملايين من المصريين الى صناديق الاقتراع ليصوتوا للأحزاب الإسلامية، ويكتبوا بذلك مرحلة جديدة من الصراع على السلطة بين التيارات الإسلامية والمجلس العسكرى. وأشار الكاتب إلى أن المعركة القادمة ستكون تحت قبة البرلمان،عندما يصطدم الإخوان المسلمين الذين حصلوا على أغلبية مقاعد مجلس الشعب مع المجلس العسمكرى حول صياغة الدستور الجديد. ورأى الكتب أنه من مصلحة الغرب والولايات المتحدة على وجه التحديد أن يظل الخلاف بين الطرفين قائما، حتى لا يسيطر أى طرف على الحياة السياسية فى البلاد، وتتحول إلى دولة إسلامية أو دولة عسكرية . وأضاف الكاتب أن الأمور لم تتغير كثيرا عما كانت عليه قبل فبراير الماضى موعد تنحى الرئيس السابق" حسنى مبارك" عن السلطة، فهؤلاء الشباب والمثقفون الذين خرجوا للشورع لإزاحة الديكتاتور عن السلطة، لم يجدوا ما يشبع طلباتهم التى خرجوا من أجلها إلى الشوارع، فلازالت البلاد تحت الحكم العسكرى كما هو الحال منذ عام 1952. والإصلاحات الحقيقية أصبحت محل شك. وإذا كان بعض الناشطين مازال يتخذ من ميدان التحرير موقعا له، فإن اللعبة الحقيقية أصبحت الآن فى البرلمان. وأشار الكاتب إلى أن استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على 70% من مقاعد مجلس الشعب، أمرا ليس سهلا ولم يكن متوقعا بالنسبة لأمريكا . ولكنه كمراقب للانتخابات المصرية، فإن ما حدث من وجهة نظره طبيعيا، فى ظل التكتيك الرائع والفعال لتحركات الجماعة وحشدها لأنصارها فى المدن والقرى. بينما فشلت الأحزاب العلمانية والليبرالية فى ذلك. وختم الكاتب مقاله بأن هذا الوضع المعقد فى مصر، وفى ظل بوادر الصراع على السلطة، واختفاء التيارات الليبرالية الأكثر انفتاحا على الغرب من الصورة، فإن أمريكا يجب ألا تترك جهة ما تنفرد بالقرار وتسكت الأطراف الأخرى.