60 عامًا مرت على بطولة شعب ناضل وكافح من أجل أن تظل راية الوطن مرفوعة ، فضحى بالغالي والنفيس وروى بدماء أبطاله تراب الوطن الغالى وضرب شبابه ورجاله وسيداته وأطفاله أروع صفحات النضال الوطنى عبر التاريخ واستطاع أن يتصدى لعدوان ثلاثي من ثلاث دول غاشمة أرادت أن تحتل بلده وكافح حتى نال النصر وخرج آخر جندى بلا عودة يوم 23 ديسمبر عام 1956.. وستظل بورسعيد الأبية بوابة الأمان والخير والنهضة لمصر والذى افتدى شعبها بروحه ودمائه الوطن.. شعب يستحق التحية عندما صد عدوان ثلاث دول غازية عام 1956 هى إنجلترا وفرنسا وإسرائيل تكتلوا لاحتلال مصر عن طريق بورسعيد واستطاعت هذه المدينة الصغيرة أن تصد هذا العدوان بإمكانيات ضعيفة وبسيطة صدوا بها الدبابات وطائرات وضربوا أروع صفحات النضال والتضحية والفداء.. كانت ملامح الأزمة والحرب قد بدأت عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية فى خطابه الشهير بمنشية الإسكندرية فى 26 يوليو عام 1956 بعد رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالى فقامت انجلترا وفرنسا بتجميد الأرصدة والأموال المصرية فى بنوكها وقرروا الحرب على مصر، وفى 29 أكتوبر عام 56 اتفق قادة الدول الثلاث على تنفيذ الهجوم على مصر، يبدأ من سيناء عن طريق إسرائيل واشتبك مع القوات المصرية وهو ما يعطى كلا من انجلترا وفرنسا الحق بإنذار الدولتين والتدخل بقواتهما لحماية قناة السويس، وأغارت الطائرات البريطانية والفرنسية على بورسعيد فدمرت الأهداف المدنية والعسكرية بما فيها المستشفيات والمدارس ودور العبادة وشددت القوات المعادية بإنزال أسلحتها وأفرادها على بورسعيد وخرج أهلها مدافعين عن تراب مصر، وواجهت القوات المعتدية صعوبات كبيرة نظرا لصمود أبناء المدينة الباسلة فى التصدى لهم وكبدوا القوات المعتدية خسائر كبيرة فى الأفراد والمعدات بعد اقتحام هذه القوات لشوارع وحارات بورسعيد، واستمرت المقاومة الشعبية لأبناء بورسعيد ضد القوات الغاشمة وشكلوا مجموعات فدائية للنيل من المستعمرين وتساقط الآلاف من أبناء المدينة شهداء وهم يتصدون لأساطيل الدبابات والمدرعات العسكرية من القوات البريطانية والفرنسية وشهد العالم ببطولة هذا الشعب العظيم الذى سطر بدمائه وأرواحه أروع صفحات النضال والتضحية وتناقلت وكالات الأنباء العالمية قصة صمود شعب بورسعيد ضد هذا العدوان ، وعلى مدار 48 يومًا ضرب أبناء بورسعيد أروع صفحات النضال الوطنى فى الصمود والتحدى للعدوان الغاشم، واضطر مواطنوها للهجرة عبر الطرق البرية والبحرية ببحيرة المنزلة وبقيت مجموعات المقاومة من رجال ونساء وشباب بورسعيد ونظرًا لكثافة العدوان والتدمير فقد انتشرت الجثث فى الطرقات والشوارع دفاعًا عن تراب هذا الوطن ودمرت العديد من المنشآت الحيوية بالمدينة. وبعد أيام العدوان اضطرت القوات المعادية إلى مغادرة بورسعيد عبر قناة السويس وذلك يوم 23 من ديسمبر عام 56 وعادت القطع البحرية الانجليزية إلى قواعدها فى قبرص وتوجه الأسطول الفرنسى إلى مرسيليا وغادرت آخر سفينة بريطانية ميناء بورسعيد فى الخامسة من مساء يوم 23 ديسمبر ليكون ذلك هو عيد النصر وعيد بورسعيد التى ضحى أبناؤها من أجل تراب هذا الوطن الغالي. وبالعودة للوراء لمدة 60 عاما نتذكر فيها بطولة شعب مدينة باسلة صمدت أمام قوى الظلم والطغيان.. لم ترهبهم المدافع أو القنابل، سطروا صفحات ستظل خالدة عبر العصور والأزمان لتظل بورسعيد قاهرة الغزاة.. كانت هناك شخصيات قادت حركة النضال الوطنى الحر.. منهم من لقى ربه آمنا ومنهم مازال على قيد الحياة، نحن نتذكر تضحياتهم ودورهم البطولى حتى تتعلم الأجيال... ومن أبطال معركة 56 مصطفى شردى أول رئيس تحرير لجريدة الوفد الذى نقل بكاميراته المجازر فى شوارع المدينة والبطل محمد مهران الذى فقد عينيه تضحية للوطن والأبطال فتحية الأخرس وشهرتها «أم علي» وجواد حسنى ونبيل منصور والسعيد حمادة والسيد عسران وطاهر مسعد وأحمد هلال ومحمد حمد الله وعلى زنجير ويحيى الشاعر وشوقى خلاف محمد نصر شحبر وزينب الكفراوى وأمينة الغريب وغيرهم كثيرون.