وقفت متماسكة تحاول إخفاء دموعها أمام الحاضرين أثناء نظر دعواها التى أقامتها ضد زوجها لخلعه بسبب عدم قدرتها على الاستمرار فى الحياة معه. قالت أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعنى فأنا الآن على مشارف الثلاثين وما زال لديّ أطفال صغار يتمنون لى الحياة حتى أستطيع تربيتهم، لكنى أتمنى الموت لأرتاح من هذا الحمل الثقيل الذى أحمله على عاتقى، فأنا ابنة لأسرة تُكمل عشاءها نوماً، وصلت لسن الزواج، ومع تقدم أول عريس لى وافقت أسرتى على الزواج به، وكأنها أرادت التخلص منى، والحمد لله كان العريس ميسور الحال، تزوجت به وكانت سنوات زواجى الأولى مقبولة، ورزقنا بالبنين والبنات الذين أكملوا علينا سعادتنا مرت الأيام سريعاً وتعرض زوجى لخسارة مالية كبيرة فى تجارته طالبنى بالخروج للعمل حتى أستطيع تدبير نفقات الحياة معه وافقته على الفور نظراً للمسئولية الطاحنة الواقعة علينا، ومن خلال معارف زوجى استطعت الالتحاق بإحدى المصالح الحكومية وبعد سنوات من العمل كنت أحلم أن يتم تعيينى حتى أتمكن من الحصول على زيادة فى الراتب لأساعد بها أسرتى، وبالفعل تم تعيينى فرحت كثيراً وأخبرت زوجى، وبدلاً من أن يساعدنى على أعباء الحياة بدأ فى السهر ليلاً مع أصدقائه والخروج لساعات طويلة دون أسباب مبررة، وليت الأمر اقتصر على ذلك بل بدأ يتسرب إلى داخلى شعور غريب بأن زوجى يغار من عملى حاولت التماس الأعذار له نظراً لأزمته المالية وتوقفه عن العمل، ومنذ فترة فوجئت به يطالبنى بتسليمه راتبى بالكامل كل شهر وافقته دون تفكير خاصة بعد أن تصورت أن رفضى طلبه سوف يقلل من شأنه أمامى خاصة بعد أن صور لى أنه ما زال يمر بضائقة مالية، صدقته بالفعل أقنعت نفسى بذلك وربطت على بطنى وبطن أولادى حجراً وحرمنا أنفسنا من كل متع الحياة حتى نسانده فى عثرته ونقف إلى جواره، وليتنا ما فعلنا ظن زوجى أن ما نفعله معه إنما هو عادة اعتاد عليها، بينما كنت أظن أنا وأولادى أنها «فترة وحتعدى»، ومع مرور الوقت تغيرت أحواله وأصبح يسىء معاملتى، ولم أدر لذلك سبباً، ومع مرور فترة قصيرة اكتشفت أنه تزوج بفتاة صغيرة من قرية مجاورة، وفوجئت به ذات ليلة يصطحبها معه إلى منزلى ويخبرنى أنها ستعيش معنا وسقطت مغشياً عليّ، ولم أدر بنفسى من هول المفاجأة إلا وأنا داخل حجرة نومى وأولادى وزوجى وزوجته الجديدة حولى. عقدت الصدمة لسانى ولم أنطق بكلمة لكنى الآن أتجرع الألم جراء ما حدث لى، من نكران جميل وغدر لم يستطع عقلى إدراكه، وبين ليلة وضحاها أصبت بأمراض مزمنة وعجزت عن النوم بصورة طبيعية دون تناول العقاقير الطبية لتساعدنى على النوم، لدرجة أننى بدأت فى التفكير فى كيفية التخلص منهما، حيث زين لى الشيطان أن أقتلهما لأنتقم منهما، لكنى أدركت بأن لى أبناء يحتاجون إلى أمهم فقررت رفع دعوى قضائية ضده للتخلص من زوج أنكر كل ما فعلته معه منذ زواجنا. وهذه أقل طرق الغدر للخلاص من زوجى وزوجته الجديدة.. وطردت من رأسى فكرة التخلص منه بالقتل هو زوجته خوفاً على مستقبل أولادى ومستقبلهم، وها أنا بين يديك سيدى القاضى.. أرجو ألا أعانى من بطء التقاضي، فإننى لن أتحمل.. وربما ألجأ إلى الطريقة الثانية للخلاص منه.. فإما «خلعه أو قتله».