عندما تنتقد الثورة والثوار يظن كثيرون من ضعاف العقل أننا نقف فى المعسكر المناوئ لها.. بل ويسارعون باتهامنا بالعداء للثورة وكأن هذه الثورة العظيمة التى قام بها الشعب المصرى بأكمله، باتت ملكاً خالصاً لهم ولأهاليهم فيحتكرون الحديث باسمها ويمنحون النياشين للموالين ويصمون المعارضين لها بالخيانة، وعدم الوطنية وكأنهم باتوا أوصياء على هذا الشعب وثورته العظيمة، ومع بالغ الأسف لا تأتى هذه التصرفات والأفعال إلا من الرعاع والجهلاء والذين لفرط ضحالة ثقافتهم، لا يدركون أن من ينتقد تصرفات وسير الثورة هم الأجدى والأنفع لها من أولئك الذين لا يرون فيها إلا كعكة يتصارعون عليها، فالتعصب جهل سواء كان للثورة أو حتى للدين لأن المثقف لا تحمل نفسه جينات التعصب ولا يحتكر الحكمة أبداً وللأسف حدثت عدة أمور فى مصر خلال أحد عشر شهراً من قيام الثورة جعلت الناس يفقدون إيمانهم بها لا لعيب فيها ولكن لأخطاء من يتاجرون بها ويتكسبون من ورائها حتى أعدها البعض ثورة على الأخلاق بعد أن ارتكب هؤلاء المجرمون أفعالاً لا تليق بثورة ملهمة قدمت للعالم نموذجاً ومثلاً.. وإلا أخبرونى بالله عليكم ماذا نسمى قطع السكة الحديد يوماً بعد آخر احتجاجاً على أزمات متكررة كأزمة البوتاجاز والدقيق أو حتى لتعيين محافظ قبطى كما فعل أهلنا فى قنا، سامحهم الله، والأمر نفسه تكرار الاعتصامات وأشهرها اعتصام مجلس الوزراء التى قامت به مجموعة من الشباب وأغلقوا فيه الأبواب أمام دخول رئيس وزراء مصر لأكثر من تسعة عشر يوماً كاملة ماذا نسمى ذلك يا سادة؟! افتعال الأزمات والكوارث كل يوم حتى يسيل فيها الدم المصرى من فتنة ماسبيرو إلى كارثة محمد محمود حتى كارثة مجلس الوزراء.. ماذا نسمى ذلك؟! وعندما نصف المجرمين الآثمين الذين يتعطشون لدماء المصريين ويرقصون على أشلائهم وكأنهم كائنات شيطانية عندما نصفهم بأنهم ولاد حرام تقوم الدنيا ولا تقعد.. فأرجوكم ساعدونى فى البحث عن توصيف آخر لمن يبيع بلده وشعبه فى سوق النخاسة من أجل المال الحرام.. ما هو وصفه إذن؟ عندما نرى مجموعة من شباب مجرم تلقى بأكياس البول على الجندى المصرى الذى وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه خير أجناد الأرض.. كيف نصف هؤلاء بماذا نصف مجموعة من النخبة سواء كتاباً أو مذيعين أو مرشحين للرئاسة يتسابقون فى إذكاء نار الفتنة بين الشعب والشرطة والجيش ماذا نسمى هؤلاء يا سادة نحن أحرص منكم والله على الثورة ونجاحها ونخاف عليها من أمثالكم وإجرامكم لأنها ملكنا جميعاً وليست ملكاً لشلة مجرمة تحمل فى أيديها أختام الوطنية والشرف فتصف هذا بأنه شهيد والثانى وطنى والثالث خائن والرابع عميل.. فالخيانة والعمالة هى ما تفعلونه أنتم.. ومصر لها رب يحميها من آثامكم.