«نحن نريد للإسلام أن ينتشر فى كل مكان.. ولكن هذا لا يعنى أننا ننوى أن نصدر الثورة على أسنة الرماح.. إذا ما خضعت الحكومات وتصرفت وفقًا للمبادئ الإسلامية ودعمتها أما إذا لم تفعل، فحاربوها دون أن تخشوا أحدًا».. تلك كانت وصية الإمام آية الله الخومينى بعد نجاح ثورته وإسقاط الشاه وإقامة دولة ثيوقراطية (دينية) فى إيران. كان واضحًا وصريحًا فى وصيته، فمن يخضع ويستظل براية الشيعة السوداء فهو آمن، ومن لا يفعل، فأمه هاوية. حرب عاتية لا هوادة فيها ولا رحمة.. ومصر هى المراد ودرة الشرق التى كانت معقلاً من معاقل الشيعة فى زمن الدولة الفاطمية، لذلك لم يكن غريبًا أن يزور مصر الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى ويلوح بعلامة النصر، فكان جزاؤه الضرب بالأحذية على باب الجامع الأزهر والسباب والشتائم عند مسجد الحسين. كانت الأجهزة الأمنية بالمرصاد لكل حركات التشيع فى مصر، ومن أبرزها تنظيم حسن شحاتة الذى قبض عليه مرتين عام 1995 و2008، وقتل فى زاوية أبومسلم فى عام 2013 لتنتهى قصة الشيعى القادم من هربيط مركز أبوكبير بالشرقية. لكن المحاولات الشيعية لم تهدأ أو تتوقف.. فقد تمكن الثلاثة محمد عطية (محام من الإسكندرية) وشوقى محمد أبوالعينين (مهندس زراعى من مركز أبوكبير، ويسكن فى الزقازيق»، وعبدالعال سليمة (محام من دسوق)، من استئجار خمس شقق بحى الدقى وقاموا بتسكين عدد من الطلبة الشيعة من الأفارقة وإيران وأستراليا والعراق وإسبانيا وعقدوا ثلاث زيجات، من بينهم ابنة شوقى أبوالعينين ذات الاثنى عشرة عامًا لطالب إسبانى وكانوا يجتمعون لمبايعة أحمد حسن اليمانى، ومحل إقامته فى البصرة بالعراق باعتباره المهدى المنتظر، الذى كانوا يتواصلون معه عبر الإنترنت، ومن أهداف هذا التنظيم الشيعى تجميع أنصار لا يقلون عن 10 آلاف شخص تنفيذًا لتعليمات آيات الله فى إيران بأن يتم تكوين أنصار من 10 آلاف شخص فى كل دولة مستهدفة وتدريبهم على حمل السلاح، ليكونوا أداتهم فى تصدير الثورة، وكان اليمانى يعتبر أن مصر هى بلد الظهور للمهدى المنتظر ولا بد له من نجباء فيها (أنصار). وداهمتهم أجهزة الأمن فى مقر الدقى وتم ترحيل البعض إلى بلاده وأفرج عن البعض الآخر، واضطر الثلاثة لتقل نشاطهم إلى مدينة 6 أكتوبر، وفى ذلك الحين انضم إليهم شاب مصرى يعيش فى أمريكا ويحمل الجنسية الأمريكية، هذا الشاب الذى يدعى عبدالله هاشم أنتج سلسلة من الأفلام التسجيلية باسم «القادمون أو الواصلون» وسبق اتهامه فى قضية نصب فى أمريكا وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ولم يظهر إلا فى ميدان التحرير أثناء ثورة يناير عام 2011، استطاع عبدالله هاشم عن طريق جمع التبرعات من خال المواقع الإلكترونية أن يشترى أرضاً فى مدينة بدر وشيد عمارة من أربعة أدوار وقام بطرد محمد عطية وعبدالعال سليمة وأعلن انفصاله عن أحمد حسن اليمانى لأنه ليس المهدى المنتظر وأسس تنظيمًا منفصلاً تحت اسم «أصحاب الرايات السوداء» وأرسل بعض أرباعه إلى ألمانيا واشتروا مطعمًا هناك كغطاء للتمويل وبعض أتباعه أعلنوا أنه المهدى المنتظر، والبعض الآخر يقول عنه إنه نبى. غزو ثقافى تسلل إلى مصر فى عهد مبارك عدد من المجلات التى تدعو للفكر الشيعى، مثل البصائر والمحجة وفقه أهل البيت والغدير والنور والمنهاج، وكان من بينها ما يتم طبعه فى القاهرة عبر صحيفة قومية كبرى أو دور نشر مصرية معروف صاحبها بميوله الإخوانية (أ. أ) وتوقفت هذه المطبوعات ما عدا مجلة الغدير التى تضم هيئتها الاستشارية الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، وهى مجلة ثقافية فصلية محكمة وتجرى حاليًا محاولات من عدد من رجال الأعمال اللبنانيين من الجنوب الشيعى لطبع بعض المطبوعات عبر دور نشر كبرى.. مجلة الغدير ذات طباعة أنيقة وسعر زهيد لا يتسق مع تكلفة طباعتها، وقد انتقلت طباعتها إلى بيروت وتوزع فى مصر بواسطة صحيفة قومية كبرى!! مجلة الغدير نشرت رسالة علمية للدكتور حافظ موسى عامر، التى حصل على درجة الدكتوراه عام 1995 من كلية الحقوق جامعة القاهرة وأشرف عليها الدكتور أحمد كمال أبوالمجد وكانت بعنوان عصمة الإمام فى الفقه السياسى الشيعى، ومقالة أخرى فى العدد رقم (1) بمجلة الغدير بعنوان الإصلاح الدينى للكاتب حيدر رجب الله يهاجم فيها أهل السنة ويصفهم بالخيانة.. لماذا تسمح الدولة بدخول المجلة الشيعية إلى مصر؟ وهل تسمح إيران بدخول مجلات وتوزيعها على باعة الصحف لديها تنشر فضائل الصحابة وهى التى لا تسمح بإقامة مسجد لأهل السنة الذين يتجاوز عددهم 20 مليون شيعى؟! وما استعدادات الدولة لمواجهة الكتب والمجلات التى تدعو للمذهب الشيعى وسيتم تهريبها فى معرض القاهرة للكتاب؟ ولماذا رفضت مكتبة مدبولى نشر أى مطبوعات للشيعة ويتفاوض رجال الأعمال اللبنانيون مع دار الشروق؟! أبوالمجد.. إنت مين فيهم؟ الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، مفكر إسلامى ومستشار مجلة الغدير الشيعية وقناتها الفضائية تم حبسه مرتين، إحداهما مع سيد قطب عندما كان طالبًا فى كلية الحقوق ويسكن بجوار قسم شرطة الوايلى بالعباسية، ثم انضم إلى منظمة الشباب فى عهد عبدالناصر وصار وزيرًا للشباب، كما تولى وزارة الإعلام فى عهد السادات الذى سمح بعودة الإخوان وغضب من مبارك حين استبعده من منصب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان وعندما قامت ثورة يناير أصبح عضوًا فى المجلس الاستشارى وشارك فى إعداد الإعلان الدستورى الذى أثار حفيظة المصريين وكان سببًا اندلاع ثورة 30 يونيو، ورفض الرئيس السيسى مقابلته مرتين، والدكتور أبوالمجد شريك فى مكتب دولى للمحاماة الذى يعد فرعًا للمكتب الرئيسى فى أمريكا يشاركه فيه محامى يحمل الجنسية الأمريكية مثله وكاره للجيش بعد اغتيال والده فى حادث المنصة، ومحامى آخر سبق اتهامه بقلب نظام الحكم وتم سجنه فى القضية رقم (91) أمن الدولة العليا طوارئ، تولى مكتبه مهمة تدمير الاقتصاد المصرى فيما عرف بالخصخصة حيث أشرف على تقييم الشركات التابعة للقطاع العام وقطاع الأعمال العام وخسرت مصر بسبب بخس التقييمات نحو 109 مليارات دولار وفقًا لما نشرته «الواشنطن بوست» فى أكتوبر عام 2011، وكان يمثل الحكومة المصرية فى التحكيم الدولى الخاص بسحب قطعة أرض بشرم الشيخ من المستثمر الإيطالى وخسرت مصر القضية وتحملت 700 مليون جنيه، وكان شريكه فى المكتب هو محامى المستثمر الإيطالى، عندما واجهته السفيرة فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى، فى إحدى جلسات المجلس الاستشارى بصورة التوكيل الصادر له وشركائه من المجلس القومى الأمريكى للمرأة الزنجية الذى يسعى لفصل النوبة عن مصر طلب منها إمهاله وقتًا ليعود إلى مكتبه ويتذكر، وهو صاحب تسع مبادرات للمصالحة بين الإخوان والدولة ووصف أحكام الإعدام بأنها مسيسة يا دكتور أبوالمجد إنت مين فيهم ولصالح مين؟