ليس سرا أن الذين يترصدون مصر بالتخريب والحرق والتدمير من البلطجية «المعتمدين» عند أسيادهم من أعداء مصر وثورتها يعدون العدة من الآن و«يتوعدوننا» بالويل والثبور قبل حلول الاحتفال بالذكري الأولي لقيام ثورة 25 يناير! ولما كانت سلطاتنا «الباطنية» قد أخبرتنا مرارا وتكرارا بأنها ترصد وتعرف وتوثق لأطراف المؤامرة علي مصر في الداخل والخارج دون أن تعتبرنا من الأطراف الأصيلة - إن لم نكن الطرف الأصيل الوحيد - فتخبرنا بأي معلومة عن هذه الأطراف المتآمرة!، وأن ضخ الأموال لا يتوقف عن تمويل البلطجية وإعاشتهم حتي يظلوا «مندسين» بيننا في كل مكان أينما اجتمعنا دون أن نراهم ونكتفي فقط بأن سلطاتنا «الباطنية» وحدها هي التي تعرفهم فتكون فرحتنا لا توصف بأنها وحدها التي تعرف!، ما علينا.. أظن أن من حقي الآن أن أبادر إلي الإعلان علي الناس أن سلطاتنا لا شك تعلم أين يتمركز هؤلاء البلطجية وكيف يتم استدعاؤهم عندما تحين «مناسبات قيامهم بواجباتهم» كلما دعت الحاجة!، فيلتقي بهم الوسطاء العملاء عند الممولين لتوزيع «المهام» والأموال المقررة من الداخل والخارج، وأظن أن سلطاتنا «الباطنية» قد أصبح لديها الآن كنز من المعلومات والاعترافات التي تكشف عن «الآليات» التي يتم بها «الاندساس» و«تحديد الأهداف» و«العتاد الكافي» للتدمير والحرق وسبل الإعاشة!، ولما كانت الخبرات قد تراكمت عند قادة البلطجية من الكوارث التي مرت بمصر خلال الشهور الماضية، فإن العلاقة لا شك تظل منعقدة بين أعداء مصر في الداخل والخارج والبلطجية المعتمدين الذين أثبتوا أنهم علي كفاءة عالية وقدرات لا حدود لها، تدل علي ذلك النجاحات التي حققوها حتي أصبحت مصر «الرسمية» تتفاوض مع الصبية والبلطجية حتي تنفض التجمعات وتفتح الطرق والسبل المسدودة أمام الناس والمركبات! وحتي يحين موعد احتفالنا بذكري الثورة فإن أمامنا الوقت الكافي للانقضاض علي هؤلاء الذين يستعدون لنا كما يعلنون!، وعندنا قانون الطوارئ مازال ساريا، وعندنا الشرطة والجيش يكفلان لنا حسن التدبيرودقة الانقضاض، بحيث نقطع الطريق علي الاتفاقات والتدابير الجارية حاليا بين أعداء مصر لإفساد فرصتنا بعيد الثورة، ويتسني لنا في ذلك مصادرة ما أعدوه لنا ويعدون، ثم علي جميع القوي أن تدرك أن ترشيد احتفالاتنا بالثورة ضرورة، وتقتضي أن تتجنب هذه القوي التجمعات الحاشدة التي يسهل فيها الاندساس لمختلف عناصر التخريب، كذلك لابد أن يعبر الإعلام عن فرحة المصريين بالثورة بعيدا عن الصخب الإنشائي والبلاغة المكرورة التي شبعت منها الناس خلال مسيرة انعقاد الانتخابات العامة في مراحلها الثلاث، بل علي السلطات «الباطنية» ان تتوقف لهدنة عند الخروج علي الناس كل يوم ببدعة جديدة يتلهون بها ويثرثرون!، ولعل الأوان قد حان لأن تتوقف الفضائيات عن الصيد في الماء العكر، مما دأبت عليه خلال الشهور التي مضت، وأن نعطي حكومة الإنقاذ الفرصة لعلها يمكنها أن تفعل شيئا للأخذ بيد البلاد المترنحة تحت وطأة الحاجة وانقطاع الموارد! لكن الأولوية أمامنا الآن أن نحرص علي أن «نتغذي» أولا بمن يريدون أن تكون مصر «عشاء» لهم في أعياد الثورة، من المخربين والبلطجية وصبية الشوارع الذين أصبحوا يبيعون مصر كل يوم لحساب من يتحملون التكاليف من الداخل والخارج!، وأظن أن أمامنا الوقت الكافي لذلك، حتي لا تفيق الناس علي أيام سوداء تضيف لرصيدنا المتراكم من المحن، وقد كانت لنا قبل كل ذلك ثورة، ومن حق الشعب المصري أن يفرح بما أنجز في أمن وسلام.