يبدو أن رئيس مجلس النواب الدكتور "علي عبدالعال"، ليس ممن يفضلون الجلوس على المقاعد الكبرى في المكاتب المكيفة، فدومًا ما يترك البرلمان بقبته ونوابه، ويقوم بجولاته الخارجية الخاصة، والتي شملت عدة دول تجمعها علاقات طيبة بمصر خلال عام 2016. وعمد "عبدالعال"، منذ توليه رئاسة المجلس في يناير الماضي، إلى تدشين الزيارت والجولات والوفود إلى برلمانات ودول العالم، لدعم العلاقات بينها وبين مصر، وأيضًا حل بعض المشكلات التي تنتاب تلك العلاقات. "المجر" يواصل اليوم رئيس مجلس النواب، باقي اجتماعاته في الزيارة الأخيرة له بدولة المجر، بعد دعوة وجهها له "لاسلو كوفير" رئيس مجلس النواب المجري، من أجل التباحث حول العلاقات المصرية المجرية لاسيما العلاقات البرلمانية. بدأ اللقاء باستقبال حار من الجانب المجري للوفد البرلماني المصري، الذي وجه الشكر على حسن الاستقبال، وأعرب "عبدالعال" عن تقدير مصر لمشاركة البرلمان المجري، باحتفالات مرور 150 عامًا على بدء الحياة البرلمانية خلال أكتوبر الماضي. وفي نهاية اللقاء، وجه علي عبدالعال الدعوة لنظيره المجري لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، كما اتفقا الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتكثيف اللقاءات المتبادلة للتعرف على الخبرات ووجهات النظر المختلفة. جاءت زيارته فى ظل العلاقات المتميزة التى تربط بين مصر والمجر، إذا تعود إلى عام 1928، وتتسم بالتنوع فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، خصوصًا فى ضوء الموقف المجرى الداعم لمصر خلال المرحلة الماضية. "روسيا" جولة "عبدالعال" في المجر ليست الأولى، فسبقها خلال يونيو الماضي، زيارة وفد برلماني مصري برئاسته إلى روسيا حيث العاصمة موسكو، في زيارة خص بها البرلمان الروسي "الدوما"، إذا دعاه "سيرجي ناريشكين" رئيس البرلمان خلال زيارة سابقة له إلى مصر. والتقى "عبدالعال" رئيس المجلس وبحثا الرئيسان خلال الزيارة سُبل تعزيز التعاون بينهم، وتبادل الخبرات بين البرلمانيين المصري والروسي، وتم مناقشة كيفية إنشاء قاعدة متينة لتعاون برلمانيّ للبلدين، وجميع جوانب العلاقات الثنائية. وتلك الجولة لم تضم "عبدالعال" وحده، إذا رافقه أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام، وسحر طلعت مصطفى رئيس لجنة السياحة والطيران المدني، وطلعت السويدي رئيس لجنة الطاقة والبيئة، والسفير محمد العربي رئيس لجنة العلاقات الخارجية. "سويسرا" ومن أجل الأموال الطائلة المهربة والتي تم تجميدها عقب ثورة 25 يناير، وخصت رجال نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، زار "عبدالعال" خلال فبراير الماضي البرلمان السويسري، والتقى رئيسته "كريستا مارك فالدر". وألقى وقتها رئيس البرلمان، كلمة له في الكتاب الذهبي داخل البرلمان السويسري، حث فيها على ضرورة استكمال مسيرة التعاون بينهم، ونقل فيها تحية البرلمان المصري لنظيره السويسري، كما بحثا عددًا من الموضوعات المهمة على رأسها تمكين المرأة، والشباب وإرساء دعائم الديمقراطية وبناء دولة القانون والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ودعا "كريستا" إلى زيارة مصر مجددًا، وطالب فيها مواصلة التعاون بين البرلمانيين، من أجل استعادة الأموال المصرية المهربة، وهو ما رحب به الجانب السويسري وقتها بتأكيده أنه ينتظر صدور الأحكام النهائية في حق رجال مبارك، للتأكد من أن هذه الأموال قد تم إخراجها بطريقة غير مشروعة. "المغرب" ومن محطات "عبدالعال" في الخارج، كانت المغرب حيث البرلمان "الأورومتوسطي"، إذا سافر في مايو الماضي، لحضور أعمال الدورة الثانية عشر للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وقمة رؤساء البرلمانات بالجمعية. وهدفت أعمال هذه الدورة إلى تعزيز الحوار في إطار تبادل الخبرات من أجل رؤية شاملة للنهوض بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وتحقيق التنمية المشتركة والسلم والأمن والرخاء المشترك. والتقى وقتها "عبدالعال" نظيره المغربي، وبحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في ضوء خصوصية العلاقات التي تجمع الشعبين المصري والمغربي، وخاصة على الصعيد البرلماني. "زامبيا" ومن المغرب إلى زامبيا، كان للبرلمان المصري ووفوده المتنوعة برئاسة "عبدالعال" بصمة في برلمانها، إذا سافر وفد مكون من 19 عضوًا من أعضاء المجلس، على رأسهم الرئيس، كان منهم: "محمد العرابي، ورانيا علواني، وأحمد بدوي، وطارق الخولي، ومارجريت عازر، ومصطفى الجندي، علي مصيلحي، أحمد سعيد، أحمد بدوي". وخرجت الزيارة بالعديد من النتائج الجيدة، منها اختيار النائبة "مارجريت عازر" لتمثيل البرلمانيات العرب، ورفع علم مصر مرة أخرى على مبنى الاتحاد في زامبيا، واستطاع الوفد الحصول على موافقة الاتحاد البرلماني الدولي على عودة عضوية مصر رسميًا بعد تجميدها لمدة 5 سنوات. وتم إجراء حوار مع الوفود الأوروبية المشاركة في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي، وأجرى رئيس النواب المصري عدد من اللقاءات على هامش الزيارة، من بينها لقائه برئيس البرلمان الألماني والصيني، ورئيس وفد مجلس النواب الإيطالي المشارك في المؤتمر.