طول عمرك يا رضا وانتي كده، المثل الشعبي ده تذكرته وأنا أستمع إلي الطفل الذي جاء في فيديو المجلس الأعلي للقوات المسلحة وهو يعترف بأن الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت قد زوده هو ومجموعة من الأطفال بخوذات لحماية الرأس ثم أطلقهم للهجوم علي قوات الشرطة العسكرية ثم علي المجمع العلمي ليحرقوه. كده برضه يا محمد يا هاشم يبقي عندك خوذات عسكرية وتدكنها مني؟ اخص عليك يا هاشم، طب اديني خوذة. أحمي بيها رأسي من البرد والصداع.. ولكن معلش يا هاشم كل واحد بيعمل بأصله. لكن ظهور هذا الطفل واسمه محمد قلب رأسي وأعاد إلي تاريخًا من الاتهامات الباطلة التي وجهتها النيابة العسكرية لعدد من المواطنين كنت أنا منهم مع الأسف الشديد وكان هذا الأسلوب الفج من النيابة العسكرية يوجعني ليس علي نفسي ولكن علي جيش مصر العظيم «مدرسة الوطنية الأولي» منذ ثورة عرابي سنة 1882 كيف سمحت لهم ضمائرهم بالإساءة إلي هذه المؤسسة المقدسة عند سائر المصريين وأذكر الآن الموقف الذي أدخلني إلي هذه التجربة الأليمة حين جلست أمام جنرال في النيابة العسكرية التي احالتني إليها نيابة أمن الدولة العليا بتهمة تأليف الشعر لأن الأحراز التي قدمت بها للنيابة العسكرية كانت ورقة مكتوبًا فيها قصيدة «بيان هام» التي أوجعت الرئيس المؤمن محمد الأنور الشهير بالسادات. قال لي لا فض فوه - اسمك؟ قلت له قول لي اسمك إنت الأول قال بصوت غاضب - احنا هنهزر؟ قلت - لأ نهزر إيه! ودي أشكال برضه الواحد يهزر معاها فقال بصوت عالي علي سبيل التهديد - با بني آدم بأقولك اسمك ايه قلت بمنتهي الهدوء - وأنت عايز تعرف اسمي ليه فقال وهو مازال يصرخ - أنت هنا عشان نحقق معاك.. مفهوم قلت له - تحقق معايا في إيه؟ قال - في الاتهام الموجه إليك قلت - أنا متهم بايه إذا سمحت فنظر في الأوراق التي أمامه وقال - أنت متهم بإهانة السيد رئيس الجمهورية قلت - وأنت مالك فاستشاط غضبا وصرخ قائلا - أنت هنا تجاوب وبس: أنا هنا اللي أسأل قلت له - اسأل فارتبك وبدأ يتحدث بصوت ودود - أنت ليه رافض النيابة العسكرية قلت له - كان مفروض أن أنت اللي ترفض وأنا الآن أقوم بدورك ومش فاهم أنت ليه غضبان قال - أنا اتحولت لي القضية زي ما هي كده أعمل ايه قلت - نعيد القضية إلي جهة الاختصاص إذا كنت بتحترم كيلو النحاس اللي شايله علي كتافك ده.