تفاقمت اخطاء الحكام فى الدورى الممتاز، وباتت تهدد استكمال المسابقة فى حالة استمرارها بهذه الصورة الفجة، خاصة فى ظل تزايد الاعتراضات والاحتجاجات من جانب الاندية عليها. وساهمت بعض هذه الاخطاء المؤثرة فى تغيير نتائج المباريات، ومنحت نقاطا لأندية لا تستحقها، وحرمت اندية اخرى من نقاط كانت فى اشد الحاجة اليها. ورغم صراخ الاندية التى تشعر بالظلم والغبن الشديدين، إلا أن اتحاد الكرة – الذى يدير المسابقة - لا يرى ولا يسمع، وكأنه فى وادى آخر. وبات رد الفعل على كل خطأ لحكم من جانب اتحاد الكرة ولجنة حكامه محفوظا ومكررًا ومملا، وهو «الحكام بشر والأخطاء واردة وهذا يحدث فى كل دول العالم»، دون ان يتعبوا انفسهم قليلا فى البحث عن حل لتقليل تلك الأخطاء أو تلافيها. والأخطاء الفادحة التى وقعت من الحكام فى الموسم الحالى تفوق الحصر، ولكن سنذكر بعضها على سبيل المثال. فما حدث من الحكم شريف حسن فى مباراة الإسماعيلى والنصر والتعدين بستاد الاسماعيلية فى الجولة الرابعة للدورى، لم نره فى أى ملعب آخر من ملاعب العالم، عندما تصدى محمد عواد حارس الاسماعيلى بيديه لكرة مهاجم التعدين وهو حالة انفراد من خارج منطقة الجزاء.. وبدلا من ان يقوم الحكم بطرد عواد واحتساب ركلة حرة للتعدين، أشار باستئناف اللعب وكأن شيئا لم يحدث!! أما فى مباراة الزمالك والتعدين بستاد اسوان فى الجولة الثالثة للمسابقة، فقد حدث ما هو أغرب من الخيال،عندما سمح الحكم طارق مجدى بلعب المباراة بكرة الشاطئ الحمراء، بحجة ان الكرة قانونية عكس الحقيقة، وهو ما يشير إلى تقصير اللجنة الواضح فى تثقيف الحكام.. وباتت هذه الواقعة مادة دسمة للتندر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وبلغ الظلم مداه فى مباراة الزمالك وطنطا فى الجولة التاسعة، عندما تغاضى الحكم عبد العزيز السيد عن عدم احتساب ركلتى جزاء صحيحتين لطنطا، وطرد لاعبه محمد جودة دون وجه حق، ومنح الزمالك فوزًا غير مستحق!! وتغاضى الحكم الدولى جهاد جريشة عن ركلة جزاء واضحة تماما للمصرى فى مباراته أمام الزمالك، عندما منع مدافعه محمود حمدى الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، ورغم ان الكرة فقدت قوتها وغيرت اتجاهها، إلا أن جريشة اعتبر الأمر عاديًا وأمر باستئناف اللعب. وفى مباراة الإسماعيلى والمصرى اشار الحكم أشرف رشاد باستئناف اللعب رغم اصابة لاعب الإسماعيلى محمود متولى وسقوطه على الأرض والتفاف لاعبى الدراويش حوله، وأحرز المصرى هدف التعادل فى تلك اللحظة وسط استغراب الجميع، وهو الهدف الذى وصفه إبراهيم عثمان رئيس النادى الإسماعيلى بانه غير اخلاقى وضد مبادئ كرة القدم. وفى مباراة المقاولون وسموحة فى الجولة الثامنة للدورى احتسب الحكم ركلتى جزاء وهميتين بشهادة معظم خبراء التحكيم الذين حللوا وشرحوا اللعبتين على شاشات التليفزيون، بواقع ركلة لكل فريق، سجل منها محمد فضل هدف المقاولون، وحسام باولو هدف سموحة وانتهت المباراة بالتعادل 1/1، وهو ما يؤكد لجوء بعض الحكام للتعويض عندما يتخذ احدهم قرارا خاطئا لصالح احد الفرق، فيعمد لتعويض الفريق الآخر فيرتكب خطئًا مضاعفًا!! وإذا كان الحكام يرتكبون أخطاء جسيمة، فإن أعضاء اتحاد الكرة يرتكبون اخطاء لا تقل فداحة، لانهم يقيمون بنيانهم على أساس هش وغير سليم، من واقع اختيارهم أعضاء لجنة الحكام من قبيل المجاملات وليس الكفاءة، وما بنى على باطل فهو باطل، وكل شىء اساسه هشا فمصيره السقوط.