يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض شيوعًا في وقتنا الحالي، خاصة وسط الضغط النفسي الناتج عن الظروف المعيشية المحيطة ، فهو من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من مئة وأربعين مليون مكتئب في العالم، قابلين للزيادة. والاكتئاب عبارة عن إضطراب في وظائف المخ ويؤثر على مشاعر وتصرفات الأفراد، كما أنه يؤثر على الصحة البدنية، وليس هناك عمر محدد للإصابة به. ولفت خبراء أمراض القلب خلال المؤتمر السنوي لجمعية أطباء القلب، والذي عقد في مدينة مانهايم الألمانية، إلى وجود علاقة وثيقة بين حالات الاكتئاب وزيادة مخاطر الإصابة بجلطات القلب، نتيجة العوامل الأخرى التي يؤدي لها الاكتئاب مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون والوزن الزائد. وأثبتت أبحاث المستشفى الجامعي في مانهايم أن مرضى الاكتئاب يعانون في الغالب من ارتفاع السكر في الدم ، أو خلل في نسب الجلوكوز. وأكدت دراسة حديثة أن الاكتئاب يعد أخطر من الأمراض المزمنة التي قد تصيب الفرد، حيث لفت الباحثون من خلال الدراسة، التي اعلنوا عنها في دورية لانست الطبية، إلى أن الاكتئاب إذا لم يتم علاجه فإنه يؤدي إلى حدوث أمراض الذبحة والربو والسكر والتهاب المفاصل. وتصنف منظمة الصحة العالمية الاكتئاب أنه رابع أكبر سبب للإنقطاع عن العمل في العالم، ومن المرجح أن يصبح أكبر سبب في عام 2020. وفي الحالات المتقدمة منه يشعر المرضى بحدوث هلاوس وأفكار سيئة تحاوطهم، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار للتخلص من تلك الأفكار ، حيث وجد أن 15% من حالات الانتحار كان السبب الرئيسي بها الاكتئاب. ويشعر المكتئب بألم في جميع أنحاء جسده ، وحدوث أرق ، بالإضافة إلى الإرهاق الدائم. وتتركز أعراض الاكتئاب حول فقدان القدرة على الاستمتاع والرغبة ، مع الشعور المتواصل بالحزن الغير مبرر، وقد يكون الشخص المكتئب قليل الحركة ، ويصل في بعض الأحيان إلى حالة من الذهول وعدم الحركة والاستلقاء على السرير وفقدان النطق. وفي حالات الاكتئاب الشديد، يفقد المصاب الرغبة في المرح وتوقف حياته ، وقد يستمر علاجه عدة شهور .