رحل عن عالمنا أمس، أسطورة السينما المصرية، بعد معركة شاقة مع المرض، تنقل خلالها بين مستشفيات القاهرة وباريس، قبل أن يستقر داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى الصفا في حي المهندسين، وسط القاهرة، ليلفظ بداخل المستشفى أنفاسه الأخيرة، تاركا خلفه إرثا فنيا كبيرا من الأعمال الفنية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية. قدّم "مزاجنجي السينما العربية"، عددا من الأفلام التي لا تُنسى بوفاته، أبرزها "الكيف، والكيت كات، والساحر، والعار، وإبراهيم الأبيض، والحفيد، جري الوحوش، إعدام ميت، المعتوه، السادة الرجال"، وغيرها من الأفلام التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. لم تقف نجاحات "الساحر" عند حدّ الأعمال السينمائية فحسب، وإنما قدّم عددًا من المسلسلات التي أحدثت نقلة نوعية على مستوى الدراما التليفزيونية، بدأت بالدوامة، وانتهت عند "رأس الغول". الدوامة.. منذ عرضه الأول على الشاشة الصغيرة، نجح مسلسل الدوامة في لفت انتباه المشاهدين الذين باتوا ينتظرون حلقاته يوميا، على الرغم من أن الساحر في هذا المسلسل لم يُسند إليه دور البطولة، إلا أنه نجح في جذب أنظار المنتجين والمخرجين. يعد "الدوامة" أول محطات الساحر الفنية، ليدخل بعدها عالم الفن والسينما من أوسع أبوابه، بعد أن أسند له دور البطولة في مسلسل "شجرة اللبلاب". رأفت الهجان.. في وقت كانت تقتصر فيه حلقات المسسلات على 15 حلقة أو أكثر، نجحت ملحمة مسلسل "رأفت الهجان" بأجزائه الثلاثة في شدّ انتباه الأسر المصرية في البيوت، حيثُ لعب فيه دور ضابط المخابرات المصرية الذي رحل إلى تل أبيب في إطار خطة منظمة للتلصص والتجسس عليهم. حقق المسلسل نسبة مشاهدة عالية آنذاك، ليندرج بذلك تحت قائمة المسلسلات التي أحدثت نقلة في مفهوم الدراما التليفزيونية. محمود المصري.. بعد نجاحه في ملحمة "رأفت الهجان"، ابتعد الساحر عن الشاشة الصغيرة لفترة طويلة، فكان رافضا أن يخوض مجال الدراما التلفزيونية إلا بمسلسل قوي يضيف إلى تاريخه، لحين يقدم له دكتور مدحت العدل سيناريو يجعله يعدل عن قراره ليطل من جديد على الأسر المصرية عبر الشاشة الصغيرة بمسلسل "محمود المصري". جسدّ فيه الساحر دور الشاب الفقير معدوم الإمكانيات من مال وسلطة ونفوذ، ولكنه يمتلك من الطموح والذكاء ما يجعله يصر على النجاح ويبني رأسماله من الصفر، ليتحول من عامل في الميناء إلى ملياردير صاحب شركات وأسطول بحري. باب الخلق.. في العام 2012، نافس الساحر بمسلسله "باب الخلق" مسلسلات رمضان، ليحقق رقما قياسيا بعدد المشاهدات التي تخطت الملايين. لعب فيه دور "محفوظ زلطة" مدرس اللغة العربية الذي يعيش وسط حي باب الخلق العتيق، ويقرر السفر إلى خارج مصر باحثا عن سبل أخرى للرزق بعد أن ضاقت به الدنيا، وعندما يعود يفاجأ بالكثير من التغييرات والتطورات التي باتت تنبأ بمستقبل غريب. أبو هيبة في جبل الحلال.. نجح الساحر في اقتناص لقب سيد الدراما الرمضانية، بعد أن حقق بأدائه شخصية منصور أبو هيبة في مسلسل "جبل الحلال" نجاحًا كبيرًا. بإشادة النقاد والجماهير، حقق المسلسل نجاحًا صارخًا يُعادل نجاح ملحمة رأفت الهجان. رأس الغول.. انتهت حياة الساحر الفنية عند محطة "رأس الغول"، لتودع الشاشة الصغيرة واحدًا من أهم رموز الدراما التليفزيونية. عند رأس الغول، يمكننا القول إن النهاية ختامها مسك، بعد أن تصدر اهتمامات نشطاء الشبكات الاجتماعية، والعروض الأكثر مشاهدة في رمضان 2016.