تحل غدًا 13 نوفمبر، الذكرى 98 لعيد الجهاد الوطني، الذي شهد تأجج المطالب الوطنية للشعب المصري بزعامة الزعيم الراحل سعد باشا زغلول ورفاقه لرفض الاحتلال الإنجليزى واستقلال مصر. ففي 13 نوفمبر 1918، توجه سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى إلى السير ليسلي ونجت المندوب السامى البريطانى، يطلبون السماح لهم بالسفر إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى لعرض قضية استقلال مصر على المؤتمر. ورد المندوب السامى البريطانى على طلب «سعد» ورفاقه، قائلًا: "إنكم لا تمثلون إلا أنفسكم ولا تمثلون الشعب المصرى"، ورفض الاستجابة لمطلبهم. ورد الشعب المصرى بكل فئاته وطبقاته بقوة على المندوب السامي البريطاني، وانطلقت حملة شعبية لجمع توكيلات من المصريين لسعد زغلول ورفاقه للسفر إلى باريس لعرض قضية استقلال مصر وأن يسعوا فى سبيل ذلك بكافة الطرق. وجاء نص التوكيل كالتالي: "نحن الموقعين على هذا أنبنا عنا حضرات سعد زغلول باشا وعلى شعراوى باشا وأحمد لطفى السيد بك ومحمد على بك وعبداللطيف المكباتى بك ومحمد محمود باشا، ولهم أن يضموا إليهم من يختارون فى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حينما وجدوا السعى سبيلا فى استقلال مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى وحلفاؤها ويؤيدون بموجبها تحرير الشعوب". وأسقط في يد السلطات البريطانية، ولجأت إلى استخدام كافة اساليب القهر لقمع المطالب الوطنية المصرية، وشنت حملات اعتقال، وصلت ذروتها بقرار القبض على سعد باشا زغلول ورفاقه وصدور قرار نفيهم. واندلعت أعظم ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث، يوم 9 مارس 1919، التي نتج عنها حصول مصر على استقلال جزئي.