وسط حشد هائل من كبار أهل الفكر والثقافة والفن أزاح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الستار عن مركز جابر الأحمد الثقافى الذى يعتبر تحفة معمارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى من خلال إبداع هندسى رائع، ما يبشر بعودة عصر الفن والثقافة وعودة الكويت إلى صورتها التى كانت عليه كلؤلؤة الخليج، والتى كان صيتها الثقافى يومئذ يعلو كل صيت، وسمعتها تتخطى كثيراً الدول التى سبقتها تاريخياً فى هذا المجال. واعتبر مراقبون أن هذا المركز الثقافى يعد أيضاً صرحاً معمارياً يُضَم إلى سجل إنجازات الكويت، التى يعيدها إلى مكانتها منارة للثقافة العربية ودرة فى تاج الخليج والمنطقة. وقد أكد الشيخ صباح الأحمد أن هذا الصرح الثقافى المتميز بحلته العمرانية الجميلة وفخامة مبانيه البديعة وموقعه فى قلب العاصمة، والذى هو محل إعجاب الجميع، يمثل أحد شواهد مسيرة الوطن الحضارية والعمرانية والثقافية والتنموية التى تشهدها الكويت وستكون مركزاً يعزز ويكمل المسيرة الفكرية والثقافية والفنية ومعلماً ثقافياً وسياحياً بارزاً يستقطب المواطنين والمقيمين والزائرين. وقال نائب وزير شئون الديوان الأميرى إن هذا المركز، الذى يعد مفخرة من مفاخر الكويت، والذى يحمل اسم أمير القلوب الراحل، سيكون له أثره البالغ فى تطوير مجالات الثقافة لدى الأجيال، حاضرها ومستقبلها، وجعل مجتمع الكويت ثقافياً أكثر حيوية ونشاطاً، كما أنه سيعمل على غرس محبة الكويت وروح المواطنة المخلصة فى قلوب الأجيال المتعاقبة. وقد بدا حفل الافتتاح المبهر بلوحة شعرية مع الشاعر الكويتى الكبير بدر بورسلى وفقرات غنائية للمبدعين عبدالله الرويشد ونوال الكويتية ونبيل شعيل ومن ثم لوحات استعراضية عالمية وبعدها جاء دور أبوالفنون المسرح بلوحة للعمالقة «عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج» و«سعاد عبدالله وحياة الفهد» وذكريات أعمالهم الرائعة. ثم عرضت لوحات أخرى من أعمال عالمية جاءت مع فرقة أوركسترا وعزفها الرائع لتقدم الفنان العالمى إندريه بوتشيلى وغناءه الأوبرالى ليختم هذا الحفل المميز بلوحة الألعاب النارية على المسرح ولحن لسيمفونية عصرية أدهشت الحضور لتعلن انطلاق مركز جابر الأحمد الثقافى كصرح عالمى. من جانبه قال وزير الإعلام وزير الدولة لشئون الشباب رئيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود إن المركز يحمل اسماً غالياً فى تاريخ الكويت وذاكرتها وهو أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، مشيراً إلى أن افتتاح المركز يأتى تتويجاً لاختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 بعد أن توجت عام 2001 عاصمة للثقافة العربية. وأشار إلى أن افتتاح المركز يعد مناسبة ستؤرخ لفترة جديدة من استمرار الإشعاع الثقافى الذى انطلق بفضل الجهود الباكرة لأمير الكويت بوضع اللبنة الاساسية لمجال الإعلام والثقافة والفنون والمطبوعات المميزة التى أثرث المشهد الثقافى العربي. وأكد أن هذا الافتتاح يمثل انطلاقة جديدة لمزيد من الانفتاح على الثقافات العالمية وتلبية لنشر ثقافة العروض الأوبرالية والكلاسيكية المختلفة وفرصة لتسليط الضوء على الفنون المسرحية الكويتية والعالمية. وأضاف أن هذا الصرح الحضارى سيعمل على خلق عالم مسرحى داخل مساحات خضراء فسيحة تضم أربعة مبان كالجواهر المتلألئة على ساحل الخليج العربى حاملاً ذكريات الوطن بالاعتماد على تقنية الظل والضوء لتضيف للمشهد العمرانى تحفة فنية نادرة. وقال رئيس الشئون المالية والإدارية بالديوان الأميرى رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية التابعة للديوان عبدالعزيز إسحق إن المركز يتكون من أربعة مبان رئيسية، الأول مبنى المسرح الذى يتكون من ثلاثة مسارح أكبرها المسرح الوطنى ويتسع ل2000 شخص، ثم مسرح الدراما الذى يتسع ل700 شخص، ثم مسرح البروفات الذى يتسع ل200 شخص. أما المبنى الثانى فهو مبنى الموسيقى، ويتكون من مسرح رئيسى يتسع ل1200 شخص، والمسرح الدائرى الذى يتسع ل600 شخص، إضافة إلى العديد من قاعات المحاضرات المجهزة خصوصاً لدعم المبدعين الكويتيين. والمبنى الثالث هو مبنى المؤتمرات الذى يضم سينما تتسع ل500 شخص وقاعات متعددة الأغراض، والمبنى الرابع هو مبنى مركز الوثائق التاريخية الذى يشمل مكتبة خاصة بالوثائق التاريخية وقاعات متعددة الأغراض للباحثين والمتخصصين. ويعد هذا المشروع الثقافى الكبير من أسرع المشاريع الهندسية العالمية من حيث التصميم والتنفيذ، حيث قام فريق من المهندسين فى الديوان الأميرى وفريق من الخبرات المحلية والعالمية بالعمل ليلاً ونهاراً لمدة 22 شهراً لإنجاز هذه التحفة المعمارية وهى مدة قياسية لتصميم وبناء مشروع بهذا الحجم استخدمت فيه الكثير من المواد الهندسية بكميات هائلة ومنها 21 ألف طن من الحديد و52 ألف متر مربع من مادة التيتانيوم لتكسية المبانى من الخارج، كما أن هناك مواقف للسيارات تتسع ل3200 سيارة تربط المبانى بعضها ببعض. وأوضح إسحق أن الساحات الخارجية تحتوى على حدائق خضراء جميلة ومسجد ونافورة رائعة ومطاعم ومقاه فى منطقة ساحة العلم التى طورت لتكون ملتقى للزوار. واستخدم فى المركز حوالى 21 ألف طن من الحديد ومعدن التيتانيوم حيث أبدع المهندسون بالتصاميم والزخارف مستغلين تناظر أشعة الشمس والظلال فى الداخل والخارج والإضاءات والتقنيات الحديثة لإضفاء روح العصر الحديث والاعتزاز بالماضى فى داخل المباني.