فى الوقت الذى دعت فيه جهات مجهولة لما يسمى بثورة الغلابة 11/11 الجمعة القادمة ، والتى يفصلنا عنها أيام معدودة ، قمنا باستطلاع رأى للشارع المصرى للوقوف على موقفهم تجاه هذه التحركات ومعرفة حجم مشاركتهم بها ،وبالرغم من سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية اجمع مواطنون على رفض أى تحركات ثورية فى الوقت الراهن ، مبررين الأمر بأن الوضع السياسي متأجج بالفعل ولا يحتمل مزيدا من الأعباء. كما اتفق مواطنون على أن تضخيم 11/11 من قبل الحكومة والإعلاميين والاهتمام بذلك اليوم هو أمر يدعو للاندهاش ، مؤكدين أنه سيكون يوما طبيعيا يصلى به الجمعة وكل يذهب لمنزله لقضاء يومه المعتاد ، وأشاروا إلى أن الظروف الاقتصادية يجب تحملها لأنها ميراث ثورتي 25 يناير و30 يونيو. وحول بعض الآراء التى ترفع شعار « ولا يوم من أيامك يامبارك والندم على ثورة يناير » أكد مواطنون أن مبارك نفسه هو من تسبب فيما نحن فيه الآن نتيجة الأخطاء التى حدثت فى عهده وثار ضدها الشعب ولا ندم على رحيله. ترى نورا محمد «25 عاما» أنها لن تشارك فى هذا الاحتجاج ، والأغرب هو عدم معرفة من هم الداعون إلى هذه الثورة المسماة بثورة الغلابة ، متسائلة لو كانت ثورة غلابة فكيف لا يعرف الغلابة عنها شيئا ؟ وتابعت : ادعو الحكومة للانضباط وعدم الخوف من هذا اليوم فشباب مصر لا يشارك فى ثورة جديدة لن تأتى إلا بالخراب والدمار بالرغم من تجويع الكثيرين خلال الفترة الماضية والأزمات التى يعيشها ابناء الشعب من ارتفاع للأسعار وغلاء البنزين وأزمة الدولار التى أثرت على جميع مشترياتهم وانخفاض الدخول لكن مصلحة مصر لدى الثائرين أنفسهم أهم من الطعام والشراب ، قائلة « هنستحمل شوية كمان ونيجي على نفسنا » وأوضح أحمد شريف « 27 عاما » أنه لن يشارك أحد فى تخريب مصر لأن أى احتجاج الآن هو بمثابة شهادة وفاة للبلاد التى ينقصها كثير من السلع الغذائية بالرغم من الاستقرار ،فحال خلق حالة من القلق كيف سنوفر الغذاء ، قائلا « شاركت فى يناير ويونيو واعتدت التظاهرات لكن الوضع يختلف وحب البلد لا يكمن فى الاستمرار بالاحتجاج ولكن بالحكمة والصبر . وأشار إلى تخوف الكثيرين من القبضة الأمنية أيضا التى ستفرضها الحكومة فى ذلك اليوم وخوفا من المعتقلات لن يشارك أى أحد . وعبر محمد رأفت « خمسينى العمر » عن خوفه من أى احتجاج ورفضه لها منذ 25 يناير وازداد خوفه لها حاليا قائلا « احنا ماشيين جنب الحيط ومش جنبه وبس احنا فى قلب الحيط حتى لو مش هناكل ولا نشرب مش هنخرب بلادنا ومش هنقول عشان منبقاش زى بلد معينة بها خراب ولكن لحفظ كيانا من غير أى تشبيه لان لما نقول احسن ما نبقى زى البلد الفلانية احنا كده بنهين جيشنا اللى مستحيل فى يوم من الأيام يضرب فى شعبه زى البلد اللى بنتشبه بها » وأضاف محمد عبدالراضى « تاجر 37 سنة » : الشعب المصرى مل الاحتجاج ولن يشارك فى أى ثورات أخرى حتى بعد سنوات طويلة ، وأشار إلى أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لكن هناك استقرارًا فلا بد للجميع أن يتحمل فالقصة ليست فى رئيس مقبول أو مرفوض مخطيء أو ناجح ولكن الأمر متعلق بميراث سييء وتسلمناه من خلف حسنى مبارك كحمل ثقيل على أكتافنا وندفع ثمنه الآن ومازال الطريق طويلا وهذه الأزمات أول خطوة للنهوض » وتابع عبدالراضى « أنا صعيدى ودمى حر وبغير على بلدى واللى هشوفه بيدعو للنزول فى 11/11 هموته ولو نزل البعض سيكون عددهم لا يذكر ونهايته معروفة » وقال طه اسماعيل « 49 عاما » : من يريد الاحتجاج حاليا يسعى لخراب مصر وسيكون يوما هادئا فالحكومة على استعداد جيد منذ أشهر لهذا اليوم مجهول المصدر وعن رأيه فى الخروج للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية تابع : لا أؤيد ذلك على الإطلاق، الحوار هو الحل لأن لو كانت الثورة ذات منفعة لكنا الآن اصبحنا كالبلاد الاوربية ولكن لم تجلب لنا الثورات سوى الجوع والفقر وخير دليل على ذلك يناير ويونيو فمن سيشارك فى تلك المهزلة يؤذى نفسه وشعبه أيضاً.