استغاث بعض المهتمين بالشأن الصحي، بالحكومة متمثلة في وزارة الصحة، لإنقاذ مرضى الهيموفيليا أو ناعور الدم، من الموت القادمين عليه يوميا، عقب نقص الفاكتور 8و9، نتيجة لارتفاع سعر العملة الأجنبية. وحذرت نقابة الصيادلة من استمرار النقص في أدوية المرضى الذي يعانون من مرض الهيموفيليا، في حين أكدت نقابة الأطباء أن الحل في أيدي الدولة وعليها توفير الدواء للمرضى، كما أشارت غرفة الأدوية إلى أننا مقبلين على فترة صعبة ستؤدي إلى وفاة آلاف المرضى. في هذا السياق، قال الدكتور طارق كامل عضو مجلس نقابة الأطباء، إن سعر الدولار المتزايد يوميا أدى إلى نقص الكثير من الأدوية، ومن ضمنها أدوية الهيموفيليا أو ناعور الدم، التي تتضمن في الفاكتور المستخلص من الجينات الوراثية. وأضاف كامل أن هناك بعض المرضى تجد الدواء لكن بأسعار خرافية، مشيرا إلى أن الشركات المصنعة مستحيل أن تخسر في أي نوع من أنواع الأدوية، فإنها تضع لنفسها نسبة مكسب ولا تتخلى عنها حتى على حساب المريض نفسه. وأكد كامل، أن الحل في أيدي الدولة التي عليها تلجيم تلك الشركات حتى لا تضيع حياة المرضى، لافتا إلى أن هناك عددا قليلا من شركات الأدوية راضية بالمكسب القليل وتساعد الدولة في أن تتخطى أزمتها، كما أنها تساعد مرضاها. وأبدى الدكتور أحمد شوشة، عضو مجلس نقابة الأطباء، استياءه من الحالة التي وصلت إليها الدولة في عدم إيجاد الأدوية، وموت الكثير من المرضى وإحداث انتكاسات لهم. وأفاد شوشة، أن معظم الأدوية المهمة غير موجودة، مشيرا إلى أن أدوية الهيموفيليا لا يوجد عليها رقابة من الدولة، كما أن الحكومة لا تستجيب للاستغاثات التي يتقدم بها المرضى. المستفيد الوحيد من نقص الأدوية هم قراصنة ومافيا الدواء، بتلك الكلمات اختتم شوشة حديثه، موضحا أنه كلما تفاقم سعر الدولار، نقص الدواء ومات المرضى. وحسب تصريحات الدكتور أحمد العزبي، رئيس غرفة الأدوية باتحاد الصناعات، بأن ارتفاع سعر الدولار السبب وراء اختفاء علاج الهيموفيليا، مضيفًا إحنا مقبلين على فترة ربنا يستر عليها. وطالب العزبي، بإصدار تعليمات للبنوك بجعل الأدوية قصوى للمواطن، مستغربا كيف تفضل الحكومة الزراعة على حساب علاج المرضى الذين يموتون يوميا. وأكد العزبي، أن نشرة نواقص الأدوية الصادرة عن الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة توضح تزايد عدد الأدوية التي تشهد نقصًا في الصيدليات، مشيرًا إلى أن عدد الأصناف التي لا يوجد لها أي بديل محلي بلغ 42 صنفًا، فيما بلغ عدد الأدوية التي تشهد نقصًا ملحوظًا لكن لها بدائل يمكن استخدامها شريطة استشارة الطبيب 193 صنفًا. وتابع العزبي، أن من أبرز أنواع الأدوية التي اختفت من السوق بسبب العملة الأمريكية، 1400 صنف منها من ليس له بديل وعلى رأسها أدوية "الهيموفيليا" فاكتور 8 و9، وأدوية خاصة بمرضى الكبد والقلب. ومن جانبه، لفت الدكتور جورج عطا الله، أمين الصندوق المساعد بنقابة الصيادلة، إلى أن استمرار نقص الأدوية المرتبطة بحياة المرضى، أحد أهم الصعوبات والعقبات التي تسعى النقابة لإيجاد حلول جذرية وسريعة لها، موضحا أن شركات الأدوية في مصر تواجه صعوبة في استيراد المواد الخام. وتابع عطا الله، ارتفاع سعر الدولار بشكل كبير أثر على قطاع الأدوية، حتى طال المحاليل والأدوية التي يتعاطاها عشرات آلاف المرضى ذوي الحالات الحرجة والمستعصية، ومن ضمنهم مرضى الناعور. وحذر أمين الصندوق المساعد بنقابة الصيادلة، من استمرار النقص في أدوية المرضى الذي يعانون من مرض الهيموفيليا، لافتا إلى وجود نقص حاد في علاج "فاكتور 8 و9"، قائلا: "عدم حقن المريض يؤدي إلى سيولة الدم عنده ووفاته فورا".