الإهمال في المدارس ينهي كل يوم حياة العديد من الطلاب، يذهب الطفل إلى المدرسة ليتعلم ولكن سرعان ما تنتهي حياته بسبب سقوطها فوق رأسه، كارثة حقيقية ينتظرها أولياء أمور مدرسة دار التربية للغات بشبين الكوم، بسبب التصدع الذي أصاب مبنى المدرسة بالكامل نتيجة تهالك الدور الثاني علوي الذي يتكون من حوائط حاملة وسقف خشبي مغطي بطبقة من الصاج التي تسمح بتسرب مياه الأمطار، مما يُعد خطورة بالغة على حياة التلاميذ فالمبنى معرض للانهيار من وقت إلى آخر. وعلى رغم ترميم المبنى في عام 2012 إلا أنه لم يصمد كثيرًا وظهرت تشققات وتصدعات بالدور الثاني علوي، بناءً عليه تم تحرير محضر، وفي 15 يونيو 2015 قامت هيئة الأبنية التعليمية بمحافظة المنوفية بفحص المبنى وقررت إغلاق جميع الفصول الموجودة بالدور الثاني العلوي لحين إجراء الصيانة اللازمة لها وتوزيع جميع التلاميذ على بقية فصول الطابقين الآخرين مما زاد من كثافة الفصول، فقلت نسبة استيعاب الطلاب ودعا ذلك أولياء أمور التلاميذ بدق جرس الإنذار للدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، والدكتور عبدالله عمارة، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، ووعدا بحل عاجل للأزمة حفاظًا على سلامة من فيها ولكن احتفظت الوعود بموضع السكون وظهرت على هيئة مسكنات لا تجدي نفعًا. وتكرر ذلك في مدرسة أبو كلس الابتدائية بالشهداء ذات الأسقف الخشبية التي لا تمنع مطرًا أو أشعة شمس، وتضم 1000 طالب تحت مظلتها وبحماية جدرانها المتهالكة، وعندما نظرت إليها الجهات المنوطة، اكتفوا بتقسيم الدوام الدراسي إلى فترتين للحد من ضغط الطلاب حتى لا تنهار وتتساوى بالأرض، وأدى ذلك إلى التأثير على الأداء التربوي والأنشطة، والأدهى من ذلك تحويل غرفة الإداريين إلى دورات مياه "حمامات" وتكديس 11 إداريًا بغرفة مساحتها لا تتعدي 3×3 أمتار. وبالنظر إلى المشكلة التي تعوق بناء مدارس جديدة لإنهاء أزمة الكثافة الطلابية، المتزايدة في الآونة الأخيرة، نسلط الضوء على مدرسة الشهيد محمد إبراهيم عبدالعظيم، بقرية طنبدي التابعة لمركز شبين الكوم، حيث ينوي الذهاب إليها يوميًا آلاف الطلاب من سكان القرية وبعض القرى المجاورة، فيصعب استيعابهم للمقررات الدراسية، وعند تدهور مستوى الطالب يُلقي خارجها، وتحرك أهالي القرية وتبرعوا بقطعة أرض مساحة 12 قيراطًا، منذ أعوام عدة، لبناء مدرسة ابتدائية لتخفيف نسبة الكثافة، ومن ثم تأخرت الموافقات وتحولت الأرض إلى جراج للسيارات ومقلب للقمامة. وبتكرار السيناريو، تظهر مدرسة فيشا الصغرى الإعدادية التابعة لإدارة الباجور التعليمية، فتعداد السكان في هذه القرية كبير جدًا، حيث يعيش تحت مظلتها مسلمون ومسيحيون، والكل يعيش في رخاء وأمان، ولكن بها مدرسة واحدة إعدادية ونسبة كثافة الطلاب في فصولها الدراسية تعدى الخمسين تلميذًا، فكيف يتسنى لهم الاستفادة، ومع كثرة الصيحات استجابت وزارة التربية والتعليم وهيئة الأبنية التعليمية وديوان عام المحافظة، وتم حصر الأراضي التابعة لوزارة الصحة غير المستغلة وليس مخطط لها الاستغلال مستقبلًا، وتم تخصيص قطعة أرض بموافقة وزارة الصحة والدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية لإنشاء مدرسة تعليم أساسي "ابتدائي وإعدادي"، وحتى الآن الأهالي على "حلم" وضع حجر الأساس الذي سيتبخر نتيجة الصراعات بين الوزارات. كان الدكتور عبدالله عمارة، مدير مديرية التربية والتعليم بالمنوفية، قال في تصريحات صحفية، إن المحافظة تعاني من قلة المدارس نتج عن ذلك تكدس القاعات الدراسية بالطلاب، ونحتاج مستقبلًا إلى 209 مدارس تتنوع ما بين 159 إبتدائى، ورياض أطفال، و21 إعدادي، و18 ثانوي، إضافة إلى 13 مدرسة رسمي لغات "جميع المراحل" على أن يكون منها 3 بشبين الكوم، ومدرسة دولية وواحدة للمتفوقين، وأخرى تابعة للمعاهد الأزهرية، وطالب بإنشاء مدرسة تحاكي النموذج الياباني في التعليم، كما أضاف أن المديرية لديها 58 قطعة أرض زراعية "جهود ذاتية من المواطنين"، ولكن بحاجة إلى موافقة وزير الزراعة حتى يتسني الاستفادة منها في العملية التعليمية.