مَن مِنا يستطيع أن يدرك أن المنوفية التى احتلت المراكز الأولى فى نسبة التعليم يتدهور الحال بها هكذا، فالإهمال فى المدارس ينهى كل يوم حياة العديد من الطلاب، يذهب الطفل إلى المدرسة ليتعلم ولكن سرعان ما تنتهى حياته بسبب سقوطها فوق رأسه مثلما حدث فى مدرسة «تلوانة الإعدادية بنات»، حيث إن المبنى قائم منذ عام 1946 وبالنظر إليه نجده مكوناً من طابق واحد من الطوب اللبن والسقف بالأخشاب ومتهالك ولا يحاط بسور مثل باقى المدارس، وازدادت صيحات أهالى قرية تلوانة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية لوزارة التربية والتعليم وهيئة الأبنية التعليمية والأمن الصناعى والمحافظة أكثر من مرة لدق جرس الإنذار قبل وقوع الكارثة، وبعد شكاوى دامت أعواماً كثيرة، تم نقل الطالبات إلى مدرسة مجاورة فارتفعت الكثافة الطلابية، وانحدرت نسبة استيعاب المقررات الدراسية، وأصبحت المدرسة الأولى بمساحتها التى تعدت الثلاثين قيراطاً خاوية على عروشها ومأوى للخارجين على القانون وتجار المخدرات. وطالب أولياء الأمور بسرعة الانتهاء من إجراءات الإحلال والتجديد حتى يتسنى لأبنائهم العودة إلى مدرستهم وتخفيف الكثافة فى الفصول التى انتقلوا إليها. وعلى نفس النمط، مدرسة «أبوكلس الابتدائية» بالشهداء ذات الأسقف الخشبية التى لا تمنع مطراً أو أشعة شمس، وتضم 1000 طالب رغم جدرانها المتهالكة، اكتفى المسئولون عن التعليم بتقسيم الدوام الدراسى إلى فترتين للحد من ضغط الطلاب حتى لا تنهار، وأدى ذلك إلى التأثير على الأداء التربوى والأنشطة، والأدهى من ذلك تحويل غرفة الإداريين إلى دورات مياه «حمامات» وتكديس 11 إدارياً بغرفة مساحتها لا تتعدى 3*3 أمتار. وبتكرار سيناريو المدارس الغائبة عن أعين المسئولين والمقنعة بقناع مدارس ابتدائية، نسلط الضوء على «مدرسة جمال عبدالناصر» بقرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم، فعربات الكارو والأسواق تحاصرها والقمامة تعتريها وفصولها الدراسية احتوى الواحد على 200 طالب وأسلاك الكهرباء عارية وتشكل خطراً كبيراً جداً على الطلاب والمدرسين والعاملين. وفى السياق نفسه، أكد الدكتور عبدالله عمارة، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، أن المحافظة تعانى قلة المدارس، ما نتج عن ذلك تكدس الفصول الدراسية بالطلاب، ونحتاج مستقبلاً إلى 209 مدارس تتنوع ما بين 159 ابتدائى ورياض أطفال و21 إعدادى و18 ثانوى، بالإضافة إلى 13 مدرسة رسمى لغات «جميع المراحل» على أن يكون منها 3 بشبين الكوم، ومدرسة دولية وواحدة للمتفوقين وأخرى تابعة للمعاهد الأزهرية، وطالب بإنشاء مدرسة تحاكى النموذج اليابانى فى التعليم. وأضاف «عمارة»، أن المديرية لديها 58 قطعة أرض زراعية «جهود ذاتية من المواطنين» ولكن بحاجة إلى موافقة وزير الزراعة حتى يتسنى الاستفادة منها فى العملية التعليمية. وطالب الدكتور هشام عبدالباسط يونس، محافظ المنوفية، بعمل حصر للأراضى التى تبرع بها الأهالى بمراكز المحافظة وتبين من الحصر أنها تقع بمراكز أشمون وقويسنا وتلا ومنوف والباجور والسادات لمخاطبة وزير الزراعة بها، نظراً إلى الحاجة الماسة والملحة لبناء مدارس جديدة بدوائر المحافظة وعدم وجود أراضى أملاك دولة تصلح لهذا الغرض.