تشهد القاهرة ظهر اليوم الاثنين انعقاد القمة المصرية السنغافورية، بمقر رئاسة الجهمورية بمصر الجديدة، حيث وصل رئيس سنغافورة، توني تان، مساء أمس القاهرة قادمًا على رأس وفد كبير في زيارة لمدة ثلاثة أيام، ويستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي ظهراليوم الاثنين. وتأتي زيارة رئيس سنغافورة تأكيدًا على عمق العلاقات الوطيدة بين البلدين اللذين يحتفلان هذا العام بمرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي تقيم علاقات مع سنغافورة عقب استقلالها. ومن المقرر أن تبحث القمة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والارتقاء بها إلى مستوى أرحب بجانب بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن بحث سُبل دفع التعاون الثنائي في مجال تطوير وإدارة الموانئ الذي تمتلك فيه سنغافورة خبرة متميزة. تعد زيارة الرئيس "تونى تان" لمصر هي الأولى للرئيس السنغافوري للشرق الأوسط أيضًا، وتأتى ضمن الاحتفال بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ليلتقى خلالها "تان"، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشيخ الأزهر، والبابا تواضروس، وسيقوم بزيارة لجامعة الأزهر، كما يعقد مجلس الأعمال المصري السنغافوري لقاءً على هامش الزيارة. تتضمن الزيارة توقيع اتفاقيات ثنائية عدة بين الجانبين المصري والسنغافوري، وستركز هذه الاتفاقيات على التعليم الفني والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والحوكمة الإلكترونية والموانئ وتحلية المياه والطاقة وتكنولوجيا المعلومات. وفيما يخص العلاقات المصرية السنغافورية، فهي علاقات قديمة منذ إعلان سنغافورة استقلالها عام 1965م، وكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بسنغافورة سياسيًا في نوفمبر عام 1966م، إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وساعدت مصر سنغافورة في الانضمام لحركة عدم الانحياز، كما أسهم البلدان في تأسيس منتدى الحوار الآسيوي الشرق أوسطي، غير أن البلدين أنشآ لجنة للمشاورات السياسية في 2009، كما يقدم الأزهر الشريف منحًا دراسية ل300 سنغافوري سنويًا، فيما تقدم وزارة التعليم العالي منحة واحدة لدراسة اللغة العربية، لاسيما أن سنغافورة كانت ضمن الدول التي أيدت ترشيح مصر لعضوية مجلس الأمن. وبشأن العلاقات السياسية، تتسم العلاقة بين مصر وسنغافورة بالرغبة المتبادلة من الجانبين في تطويرها في شتي المجالات، التي يعكسها كثافة وتيرة الزيارات المتبادلة بين الجانبين، التي شهدت خلال العقود الأربعة الماضية تنسيقًا جيدًا بين البلدين على المستوى السياسي، من خلال الأممالمتحدة، إضافة إلى حركة عدم الانحياز، ولاسيما في ضوء توجه سنغافورة نحو الشرق الأوسط من خلال مبادراتها بإقامة الحوار الآسيوي الشرق أوسطى AMED، الذي عقد أول اجتماع له في سنغافورة في يونيو 2005، واستضافت مصر الاجتماع الثاني له في مارس 2008، وعندما تقدمت مصر بترشيحها لعضوية مجلس الأمن، كانت سنغافورة من أول الدول التى دعمتها. وبخصوص العلاقات الاقتصادية بين البلدين فهناك اتفاقية تم توقيعها في عام 2006م، للتعاون الاقتصادي الشامل بين البلدين، وتبلغ حجم الاستثمارات السنغافورية في مصر حوالي 200 مليون دولار سنغافوري، وتعتبر مصر ثالث أكبر سوق استثمارية لسنغافورة في الشرق الأوسط، كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال تطوير وتشغيل الموانئ المصرية في 2015، غير أنه تم مسبقًا فتح مكتب خطوط شحن سنغافورية في العين السخنة لزيادة التعاون في النقل البحري بين البلدين. كما شهدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين زيارات عدة متبادلة، بدأها الرئيس السنغافوري السابق سيلابان راما ناطان بزيارة لمصر في نوفمبر 2006م، أعقبها زيارة شيخ الأزهر الشريف لسنغافورة في مايو 2006م، ثم زيارة وزيرة التعاون الدولي المصري في إبريل 2007م، تلاها زيارة رئيس مجلس الشعب المصري في مايو 2007م.