"أفرح وعلّي الكاسيت وخلي الناس تنبسط"، هكذا غنى النجم وائل جسار بأحد أغانيه ولا يعلم أن هناك من يتفاعل مع الأغاني ويضع سماعات الأذن الذي يطلق عليها الكثيرون "الهاند فري"، وبالفعل يرفع مستوى صوت الأغاني ليصبح صاخبًا ليصل لجميع أذان من حوله ليزيد اندماجه معها. فاليوم نمشي في كل مكان بالشوارع ووسائل المواصلات والنوادي وصالات الجيم، وحتى بالعمل، لنجد الشباب والمراهقين، كبارًا وصغارًا، يستخدمون سماعات الأذن الخاصة بالموبايل بمختلف أشكالها وأنواعها، من "الهاند فري أو البيتس أو سماعة البلوتوث"، ليصل الأمر بك وأنت تسترخي على سريرك بمنزلك تضع السماعات لتفصل نفسك عن العالم المحيط بك، وتعيش مع عالم آخر حالما مندمج معه، سواء رومانسيًا أو دراميًا أو حتى مهرجاني، إلى أن تحوّل الأمر لروتين يومي ونظام حياة لبعض الأشخاص حتى ولو لم يستمعوا لشيء فيضعوها بالأذن فقط، وفي محاولة ل"بوابة الوفد" لكشف أضرار تلك السماعات ومدى خطورتها. البائع المثقف قال عبدالله محمد، أحد الباعة الجائلين بمنطقة العجوزة، إنه يعمل ببيع إكسسوارات الموبايل والسماعات الخاصة به منذ خمس سنوات، أن هناك أشكالًا مختلفة للسماعات ومنها السماعة الملصق بها قطعة مطاطة وبعض الأشخاص يقومون بإدخالها داخل الأذن بشكل كبير وبذلك يمنع مرور الهواء والأكسجين داخل الأذن تمامًا مما يؤثر بشكل ضار جدًا على الأذن، فضلاً عن جودتها السيئة التى تجعلها تتلف سريعًا من دون غيرها. واعترض محمد على سلوكيات الأشخاص، خصوصًا الشباب ممن ينامون والسماعات بأذنهم أو يضعونها بصورة مستمرة على مدار اليوم ويرفعوا مستوى الصوت ليصبح صاخبًا، قائلاً: "مينفعش ننام بيها ولا نستخدمها طول اليوم المفروض نسمع أغنية ونشلها على طول بصوت منخفض ومنعليهوش أوي، أو نتكلم وخلاص نسبها". وعلى رغم أن محمد يقف بعربة صغيرة في الشارع ويعتبره الكثيرون أحد البائعة الجائلين إلا أنه يدرك تمامًا مدى خطورة وأضرار "الهاند فري" ومختلف أنواع السماعات على الأذن، سواء الأصلي منها، أو التقليد، لأن كليهما أضراره واحدة، لافتًا إلى أن كثرة استخدام سماعات الأذن على المدى الطويل يضر بالمخ والأعصاب. فيما أضاف إبراهيم الهواري، بائع بمحل موبايلات بمنطقة الدقي منذ 7 سنوات، أن الفرق الوحيد بين سماعات الموبايل الأصلي والتقليد يكمن في الجودة والخامة. وأعرب الهوراي عن اندهاشه من وقوف باعة عند محطات مترو الأنفاق، وتجولهم داخل المحطات بعدد من السماعات رديئة الجودة تمامًا تعمل لمدة لا تزيد على ساعة وتتلف، وصوتها مشوش وبتأذي الأذن، والمستهلك يعلم هذا، وعلى رغم ذلك يُقبل على شرائها. وأكد بائع الموبايلات أن كل السماعات الأصلي والتقليد لا فرق بينها وأضرارها واحدة ولها تأثير سلبي على الأذن، والفرق الوحيد يكمن في جودة الصوت وقوة الخامة. وبنبرة سخرية قال الهواري:"الناس عارفة الأضرار كويس وأنها بتأذي ودنها، خصوصًا أنهم بيستخدمونها كثيرًا وبصوت عالٍ، لدرجة أن من حوله يسمعون معه ما يقوم بتشغيله، وعلى رغم كده بيستخدمونها على طول". "البيتس" أكثر ضررًا فيما أكد بائع آخر بأحد محال بيع مستلزمات الموبايل منذ 4 سنوات، أن سوء الاستخدام هو الذي يؤثر على الأذن، نافيًا تمامًا وقوع أي أضرار على المستهلك، بينما شدد على خطورة سماعات "البيتس" لصوتها القوي والصاخب، ولأن الشباب يرفعون مستوى الصوت لأعلى درجة". وأوضح البائع أن الشخص الذي اعتاد على استخدام السماعات الأصلية ذات الصوت النقي يدرك الفرق سريعًا بينها وبين المغشوشة من خلالها الصوت. رأي الطب وفي السياق نفسه قال حمدي الباشا، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن "الهاند فري" يصدر منها موجات كهرومغناطيسية، واستخدامها لفترات طويلة تعتبر ضوضاءً مباشرة للأذن تؤثر على حاسة السمع وتضعفها، بجانب أنها تسبب الصداع والتوتر في النوم، وقد تؤثر على ضربات القلب وهرمونات الجسم وخلايا المخ. ولفت إلى أنه كلما زاد وقت استخدامها وزاد مستوى الصوت يزيد من المشكلة وخطورتها، موضحًا أن المستهلك يعرض نفسه للخطر بيده. وتابع الباشا، أن هناك آلامًا تصاحب استخدام السماعة لتجويف الأذن الخارجي أيضًا بسبب حجم السماعات الواحد واختلاف فتحة الأذن من شخص لآخر، فيشعر البعض بعد خلع الهاند فري أن أذنه من الخارج تؤلمه، ومن هنا استعان البعض بالبيتس كبديل للهاند فري، مؤكدًا أن جميع السماعات بأنواعها وجودتها مضرة فالسماعة الأصلي كغيرها من التقليد في الضرر المصاحب لها. الهاند فري تنقل الأمراض وشدد استشاري الأنف والأذن على ضرورة عدم تبادل الهاند فري والسماعات الخاصة مع الآخر، وذلك لإمكانيتها نقل البكتيريا والالتهابات من شخص وآخر، بجانب نقل فيروس "سي" من المصاب لغيره، وذلك لو المصاب لديه جرح بأذنه. وحذر من استخدام الأطفال لتلك السماعات بمختلف أنواعها معتبرها "كارثة قادمة"، لأن استخدام الموبايلات والسماعات للأطفال تؤثر على خلايا السمع لديه منذ الصغر، وتضعف تركيزه. الوقاية خير من العلاج وقدم طبيب الأذن روشتة صحية ووقائية للحفاظ على حاسة السمع والمشاكل المصاحبة للهاند فري ومختلف أنواع السماعات، ومنها عدم استخدامها إلا للضرورة، وخفض الصوت عند سماع أي من الموسيقى أو الأغاني. ونوه أنه لو طبيعة عمل الفرد تحتم عليه وضع سماعة والحديث طوال الوقت فعليه إبعادها على فترات عن أذنه ولكنه معرض دائمًا لأمراض مهنية متعلقة بعمله، وأخيرًا ترك الموبايل خارج الغرفة أثناء النوم لخروج موجات كهرومغناطيسة ضارة جدًا، منتقدًا الأشخاص الذين ينامون وبأذنهم السماعات. كما أضافت دكتورة نيرمين عادل، أستاذ مساعد المخ والأعصاب بقصر العيني أن هناك أبحاثًا مستمرة حول تأثير الهاند فري على المخ والدماغ، ولكنها لم تثبت صحتها 100% ولم تظهر نتائجها الأخيرة ودرجة تأثيرها على الدماغ والمخ. ونصحت عادل المستهلك أن يحسن استخدامها بصورة قليلة وعدم الأفراط في استخدامها بصورة يومية. مواطنون توقفنا مع إحدى المواطنات وهى تشتري سماعة من أحد الباعة، لتقول "أنا باستخدم سماعات الموبايل للضرورة وقت اللزوم بس علشان بتوجع ودني من برا وجوه، وممكن لو حبيت اسمع أغاني بأسمع أغنية واحدة وبعدين بشلها". وانتقد مواطن آخر انتشار السماعات المضروبة لأنها تضر بشدة الأذن، وتسبب ضعف السمع، لذا أكد أنه اقلع عن استخدامها. بينما قال أحمد: "أنا باستخدم السماعات على طول ومن زمان ومتأثرتش معتقدش أنها بتأذيني، بالعكس دي بتسليني في أي مكان وبتحلي الوقت". شاهد الفيديو كاملا