تحتوي رسالة الإسلام على حب العقيدة والإيمان والسلوك والأخلاق وتهدف أول ما تهدف إليه تربية النفوس تربية قويمة، وتنشئتها على مبادئ الحق والخير وتكوين المجتمع القوي الذي يستمسك بهذه المبادئ والأسس، والأخلاق أهم عنصر في تكوين الفرد المثالي والأسرة السليمة، والمجتمع الراقي والدولة المتقدمة ومن أجل ذلك حرص الإسلام أشد الحرص على إعداد المجتمع وتهذيبه، فالأخلاق الفاضلة هي التي تعصم هذه المجتمعات من الانحلال وتصون الحضارة والمدنية من الضياع ومن دونها لا تنهض الأمم ولا تقوى إلا بها. إن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على نظريات مذهبية ، ولا مصالح فردية ، ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها ، وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها ، فليست الأخلاق فضائل منفصلة ، وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة ، عقيدته أخلاق ، وشريعته أخلاق ، لا يخرق المسلم إحداها إلا أحدث خرقا في إيمانه .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن" رواه البخاري والمصدر الأول للاخلاق هو القران الكريم . الذي هو كتاب دين وتشريع , وكتاب عقائد وعبادات ومعاملات وكتاب عبر وعظات وهو في الوقت نفسه كتاب أخلاق , ولعل هذا ما يشير إلية الله عزوجل في سورة الإسراء "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ".