هى فتاة فائقة الجمال.. ممشوقة القوام.. واسعة العينين.. قوية الشخصية.. ملفتة للأنظار.. من أسرة ميسورة الحال.. تمناها كثير من الشباب.. لكنها لم يدق قلبها أو يلفت نظرها سوى الشاب الفقير الذى حصل على بكالوريس تجارة، ويعمل «جرسون» بأحد النوادى الشهيرة، فهو المكان الذى تعرفت عليه الفتاة فيه.. ومن خلال الحديث بينهما شعرت بمشاعر غير عادية نحوه، وهو أيضاً كان ينتظر اليوم الذى تأتى فيه إلى النادى على أحر من الجمر. بدأ كل منهما يصارح الآخر بمشاعره، واشتعل الحب بينهما لدرجة أنهما أصبحا لا يمر يوم دون أن يكون هناك لقاء بينهما. قرر العاشقان أن يتوجا هذا الحب بالزواج. توجه الشاب إلى أسرة الفتاة لخطبتها، ولكن قوبل طلبه بالرفض، لأنه بالنسبة لهم دون المستوى. حاولت الفتاة إقناع أسرتها بشتى الطرق دون جدوى، وفاجأها والدها بشاب يعمل مهندساً، ومن أسرة ميسورة الحال على نفس مستواهم المادى يتقدم لخطبتها. رفضت الفتاة بشدة، ولكن لم يبال والدها لرأيها، وأصر على موقفه، وهددها بأنها لو رفضت هذا العريس سيتوجه إلى مقر عمل حبيبها، ويطالب بفصله من العمل بسبب علاقته بإحدى العضوات بالنادى. اضطرت الفتاة أن ترضخ لأبيها، وتزوجت المهندس، لكنها لم تقطع علاقتها بحبيبها، فظلت العلاقة بينهما قائمة. لم يشعر الزوج بأن الفتاة تحبه أو حتى تحمل له أى مشاعر إنسانية، فى حين أنه لم يسئ معاملتها، ولم يدخر وسعاً فى سبيل إسعادها وإضفاء الفرحة على حياتهما. تمنى أن تتغير مشاعرها، وظن أن العِشرة وسنوات الارتباط ستغيرها. ولكن ما يحدث كان العكس اتسعت الفجوة بينهما، وكان يشعر بأنها تبتعد عنه أكثر وأكثر، فلم تتحدث معه إلا نادراً، ودائماً شاردة مشغولة عنه، تمضى وقتها ما بين قراءة المجلات ومشاهدة التلفزيون، ولا تهتم بالسؤال عنه إذا تأخر فى العودة إلى منزله، وغاب دورها تمامًا كزوجة تحب زوجها أو حتى تهتم بأمره. وذات يوم سأل الزوج زوجته عن سبب هذا الجفاء، وأجابت عليه بكل صراحة وجرأة، وصدمته بالحقيقة القاسية، بأنها لم تشعر نحوه بأى مشاعر حميمة، وأنها مرتبطة عاطفياً بشاب آخر، وأن أسرتها أرغمتها على الزواج منه باعتباره مهندساً ناجحاً ميسور الحال، وأى أسرة تعتبره عريسًا مناسبًا. زلزلت الصدمة كيان الزوج بكلمات زوجته اخترقت صدره كطلقات الرصاص. وبدأ يتربص لأفعال زوجته ويعيد النظر فى المواقف بينهما، وتذكر أنه حين كان يعود إلى منزله يشاهد الارتباك الواضح على وجهها، وهى تنهى المكالمة الهاتفية التى تجريها وبشكل مفاجئ. شك الزوج أنها ما زالت على اتصال بحبيبها، وقرر أن يحسم الأمر ويراقبها، حتى يتأكد من حقيقة شكوكه، واكتشفت أنها ما زالت تلتقى بهذا الحبيب، والمؤسف أن هذه المقابلات تتم فى منزله. قرر الزوج الانتقام من الزوجة ونصب لها فخاً، فأخبرها بأنه مسافر فى مهمة عمل ثلاثة أيام خارج القاهرة. وشاهد الفرحة ارتسمت على وجهها، وفى هذه الأثناء أبلغ رجال المباحث بشكوكه نحو زوجته وطلب من الضابط إبلاغ النجدة لضبط الزوجة متلبسة بالخيانة. عقب غياب الزوج دعت الزوجة عشيقها الى سهرة فى منزلها فى الوقت الذى كان يراقب المنزل. وانتظر نصف ساعة بعد صعود غريمه إلى شقته، وسارع الى الاتصال برجال المباحث. فتح الزوج الباب بمفتاحه، وكانت مفاجأة للزوجة وصديقها بعد ضبطهما فى لقاء ساخن. وكعادة الزوجة فى الجرأة، لم تنكر أى شىء أمام النيابة، بل اعترفت بجريمتها، وتم تقديمها للمحاكمة بتهمة الخيانة. وقررت المحكمة حبسها ثلاث سنوات، وحكمت على حبيبها بالسجن عامين، ولم يزرها أحد من أفراد أسرتها الذين تبرأوا منها. كل هذا ولم يطلق الزوج زوجته التى خانته، فكان الانتقام عنده أشد من أن تحبس فقط، فلم يعطها حريتها حتى لا تتمكن من الزواج بعشيقها. وبعد قضاء مدة الحبس خرجت الزوجة، وتوجهت إلى منزل حبيبها، وأقامت دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة وطالبت بأخذ كافة حقوقها. وقالت للقاضى إنها طلبت من زوجها الطلاق بعدما صارحته بأن مشاعرها ليست ملكها، وأنها لا تحبه، لكن الزوج رفض، وسقطت فى فخ الخيانة، ونالت عقابها، ودخلت السجن بعدما لاحقتها الفضيحة، لكن زوجها واصل عقابه لها وقرر محاصرتها حتى لا تعيش حياتها بشكل طبيعى، ولذلك قررت المطالبة بكل حقوقها بعدما نالت عقابها، وما زالت القضية متداولة أمام المحكمة، فلم يفصل فيها.