تعيش محافظة المنوفية، حالة من الاستياء الشديد بعد ظهور الأزمات التموينية التي رجت البلاد خلال الآونة الأخيرة، بداية من أزمة السكر المدعم على البطاقات التموينية، لم تكن في حسبان أحد ولم يظن آخرون أن الأزمات ستضرب "السكر"، فلا يستطيع المواطن العيش بدونه ولا حالته المادية تسمح بشرائه من المحال التجارية بسعر مضاعف، ورغم الدفع بسيارات تحمل أطنان السكر لتوزيعها بسعر 5 جنيهات للكيلو الواحد إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة في القرى والعزب التي تبعد عن المدن، وذلك لوجود السيارات في شوارع المدينة لا القرى، انتقالاً إلي أزمة نقص أسطوانات الغاز واستغلال أصحاب النفوس الضعيفة الأزمة والبيع بنظام السوق السوداء، الكارثة التي باتت تدق جرس الإنذار وتبحث عن حل. وعن آراء المواطنين قاطني القرى المتطرفة، يقول طارق محمد أحد سكان قرية سدود التابعة لمدينة منوف، إنه يعاني من نقص السكر المدعم لدي موزعي التموين وتحكمهم في الكمية الموجودة وبدون عدل يتم التوزيع، وزيادة علي ذلك إجبارنا علي شراء سلع لسنا بحاجة إليها وبأسعار مرتفعة ليتثني لنا صرف "فرق رغيف الخبز المدعم"، فمن المتعارف عليه أن لكل مواطن حصة شهرية للحصول علي "العيش" والمتبقي منها لك الخيار أن تختار بين السلع إلا أن قريتنا لا تعترف ب "الخيار" ويسعون إلي "الإجبار". وزاد إبراهيم السيد، أحد سكان قرية دبركى بمنوف، أنه لا يعلم مواعيد وجود السيارات التي تحمل السكر المدعم، لأنه لا يتم الإعلان عنها بأي وسيلة حتى يأخذها موظفين الحكم المحلي وسكان المدينة، أما القرى فليس لها نصيب من دعم الحكومة، متلفظاً "الحكومة مش عاوزين محدودي الدخل يعيشوا"، مهدداً أنه سيتظاهر هو وأفراد قريته أمام مديرية التموين بالمنوفية للمطالبة بالتوزيع العادل. وعلي النقيض الآخر، أكد سكان المراكز أن السيارة تتواجد في مجالس المدن في الصباح الباكر ويتم البيع للحضور بسعر 5 جنيهات للكيلو الواحد وسريعاً ما تنفذ الكمية قبل وصول أهالي القرى البعيدة. وفي حل ابتكاري لمواجهة أزمة السكر المفتعلة قام الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بالتنسيق مع هيئة الرقابة الإدارية وشركة الحوامدية للسكر بتوفير 35 طن سكر ليباع بالسعر الرسمي علي أن تكون حصة الفرد 2 كيلو، كما أكد "عبد الباسط" أن مواجهة هذه الأزمة تأتي من خلال عدة خطوات أولها محاصرة التجار الجشعين بتطبيق القانون وتشديد الرقابة على الأسواق وضبط الكميات المهربة ومصادرتها وبيعها من خلال مديرية التموين بشبين الكوم، و توفير كميات إضافية يتم توزيعها على المدن والقرى من خلال سيارات متنقلة أو منافذ بيع أو معارض، وتوعية المواطنين بضرورة التعاون مع الدولة بأخذ ما يكفى احتياجاتهم فقط للقضاء على الأزمة المفتعلة لتخفيف العبء عن كاهل الأسرة ورفع المعاناة عن المواطنين والقضاء على جشع التجار. وفي سياق متصل، قال عاطف الجمال، وكيل وزارة التموين بالمنوفية، إنه تم توزيع السكر الوارد من شركة الحوامدية بواقع 35 طن سكر لمدن وقرى المحافظة، وكان نصيب كل مركز ومدينة هو 3.5 طن سكر لشبين الكوم ، و6 أطنان لأشمون، و4.5 طن للباجور، و2.5 طن لقويسنا، و2.5 طن لبركة السبع، و 3.5 طن للشهداء، و3 طن للسادات، و4 طن لمنوف، و 4.5 طن لتلا، و1 طن لسرس الليان، وأضاف أنه تم ضبط 123.378 طن سكر بمركز شبين الكوم والشهداء وتم تحرير محاضر ضد متعاقد لتعبئة السكر ووكيل فرع شركة الجملة لعدم قيد هذه الكميات بالدفاتر لبيعها بالسوق السوداء.