كشف د.البيومي الشربيني رئيس قسم التاريخ بآداب قناة السويس أن ثورة الأحدب في الصعيد خلال القرن الرابع عشر "1347-1353" التي قادها محمد بن واصل الأحدب ضد المماليك تكشف عيوب الحكم العسكري لمصر. وأوضح خلال دراسته للمؤتمر الدولي السابع "عن الأرشيف والثورة "الذي اختتم أعماله مساء اليوم بدار الكتب أن النظم العسكرية لم تختلف علي مر العصور كما قتلت حوالي 10 آلاف شخص من القبائل العربية خاصة قبائل عرك والهلالية اللذين توحدا ضد العسكر رغم النزاع بينهما. وقال إن ثورة الأحدب جاءت ضد الظلم والحرمان الناجم عن حكم المماليك وكانت عبارة عن انتفاضات وليس محاولة للانفصال والتخلص من الحكم المملوكي، مشيرا إلي اندلاع الثورة جاء في حكم الناصر بن قلاوون حيث التفكك السياسي والتدهور الاقتصادي وتهريب ثروات الذهب عبر تجار البندقية وانتشار النقود المزيفة. وأشار إلى أن الثورة استهدفت الكاشف وهو الشخص الذي كان يتولي جمع الخراج والضرائب حيث تم محاربة ونهب ما أرسله المماليك, مشيرا إلي ان النظام العسكري حاول في البداية ارسال حملات للتهدئة ثم محاصرة الثوار من القبائل العربية ثم تصعيد الحملات العسكرية مؤكدا أن أعمال العنف ترجع إلي أن العسكريين لايقبلون بالهزيمة ويرفضونها . وأكد أن سقوط حوالي 10 آلاف قتيل من الثوار تم شنقهم وإعدامهم من طما إلي المنيا يكشف مدي وحشيتهم ولجوئهم لجميع الوسائل لإجهاض الثورة المناهضة لحكمهم موضحا أن ثورة الأحدب تكشف أنه ينبغي ألا نندهش من أي ممارسات من جانب الحكم العسكري ضد الثوار والمتظاهرين . وكشف د.أحمد هارون استاذ الأدب التركي في جامعة المنصورة أن ارهاصات الثورة العربية الكبري"ثورة حسين بن علي" عام 1916 تتشابه مع ثورة 25 يناير في أنهما قامتا ضد الظلم والفساد وتدني الأوضاع المعيشية للمواطنين كما قامتا ضد نظام حكم ديكتاتوري سواء كان حكما أجنبيا بريطانيا أوحكما وطنيا واختلفتا في أن الثورة المصرية غاب عنها العامل الخارجي فيما هيمنت التدخلات العسكرية الأوروبية والبريطانية علي ثورة حسين بن علي. وقال د.صبري العدل في دراسته إن بدو سيناء لعبوا دورا كبيرا في ثورة أحمد عرابي بالقضاء علي العملاء والجواسيس وفي مهاجمة قوافل الاحتلال البريطاني مثل عربان السماعنة والسواركة وارسالهم 10 آلاف بطيخة "المحصول الرئيسي لهل سيناء "فيما قام بدو الترابين بدور مزدوج والوقوف بجانب من يدفع أكثر واشار إلي طومسون عبد الشافي أشهر شخصية سيناوية في القرن ال19 . وأكد د.عبد الحميد سليمان وكيل كلية الآداب للدراسات العليا في دراسته للمؤتمر أن أول ثورة جرت في تاريخ الانسانية علي ضفاف النيل خلال فترة حكم بيبي الثاني آخر ملوك الأسرة الفرعونية السادسة "2380 ق .م " حين بات عاجزا عن السيطرة علي البلاد فيما تمركزت الثروة في ايدي الأقلية، موضحا أن الثورة المصرية كانت ثورة علي الفوضي كما تواصلت ثورات الفلاحين بشكل غير منتظم في تشابه لأسبابها وأهدافها احتجاجا علي الظلم وانتهاكات النظام الحاكم مشيرا إلي ثورة الأقباط في منطقة البشمور في شمال الدلتا عام 107 هجرية التي أشعلها سعير الظلم وجباة الضرائب وجنايات الحكام موضحا أن تلك الثورات لم تكن تهدف إلي تغيير النظم مثلما استهدفتها ثورات الزنج والقرامطة. وقد أوصي المؤتمر الدولي في ختام أعماله مساء اليوم بالاهتمام بأرشيف الثورات والثوار وخاصة أرشيف الصور وضرورة تعاون الصحف ووسائل الإعلام لعمل ارشيف للشخصيات. كما دعا المؤتمر إلي انشاء مكتبة وطنية فلسطينية وعمل نسخ من أرشيف ووثائق القدس بعيدا عن أيدي الاحتلال كما طالب المؤتمر بعمل وسائل التأمين الشامل للوثائق والاهتمام بالقوانين والتشريعات لاستخدام الوثائق.