الحكومة تدرس إنشائها خطوط ملاحية وطنية لقلب أفريقيا

النقل أخطر مشكلات التصدير إلى أفريقيا.. خطوط الملاحة قليلة، مكلفة، وبطيئة، ورغم وجود فرص كبيرة للتصدير لكثير من الأسواق إلا أن كافة المصدرين يصدمون دائما بمشكلة النقل.
وأكد المصدرون أن إعلان الحكومة بدء العمل على إنشاء خطوط ملاحية مباشرة إلى كافة الموانئ الأفريقية توجه إيجابى وأشاروا إلى أن النقل هو أهم عقبة واجهتهم خلال السنوات الماضية نظرا لافتقاد مصر لخطوط ملاحية مباشرة مع هذه الدول مما يضطر معظمهم للجوء لخطوط ملاحية أجنبية وهو ما يؤثر على تكلفة التصدير بالإضافة لطول الفترة التى يستخدمها وصول البضائع للأسواق الأفريقية.
كما كشفوا أن هناك أسواق دول ترفض الخطوط الأجنبية التعامل معها وهو ما يؤثر على تعاقدات الشركات المصدرة المصرية.
أكد المهندس على عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين أن قرار إنشاء خطوط ملاحة منتظمة ومباشرة مع أسواق دول أفريقية خطوة مهمة طال انتظارها لأهمية السوق الأفريقى، وأشار «عيسى» إلى أهمية الدراسة المتأنية للقرار من خلال الموانئ التى ستفتح معها خطوط مباشرة محددا شرق وغرب أفريقيا من البلاد التى يجب أن تأخذها فى الاعتبار وأضاف أن القرار سيسهم فى تيسير التبادل التجارى ونفاذ التجارة لأسواقهم، خاصة أن حجم تعاملنا مع الأسواق الأفريقية ضعيف للغاية رغم إمكانية الاستفادة من انضمام للعديد من التجمعات أبرزها الكوميسا وبعدنا عنها ليس تقصيرًا من الشركات بل ترجع لأسباب ومعوقات أهمها افتقاد مصر لخطوط ملاحية مباشرة مع هذه الأسواق، الأمر الذى يضطرنا للجوء للخطوط العلاجية الأجنبية مما يزيد من تكلفة الشركات.
وأضاف المهندس حسين مكاوى عضو مجلس الشعبة العامة للمصدرين باتحاد الغرف التجارية بأن القرار سوف يسهم فى ازدهار التجارة مع أفريقيا ويدفع للعديد من الشركات المصدرة التى تهتم بالسوق الأفريقى فى العودة إليه بقوة نظرًا لوجود خطوط ملاحية منتظمة.
وأوضح أهمية دراسة متأنية حول عدد الشركات المصدرة والمقابلة لها والتى ترغب فى الاستيراد من الأسواق الأفريقية وأوضح أهمية الاهتمام بهذه الأسواق الغنية بالمواد الخام و التى بإمكانها أن تسهم فى تصنيع المنتجات العصرية وعاد تصديرها لأفريقيا وخاصة أن الصادرات المصرية، تعتمد معظمها على مدخلات ومكونات مستوردة وفى حالة توافرها بأسعار مناسبة ومن أسواق قريبة بإمكاننا الإبحار إليها من خلال خطوط ملاحية مباشرة ووطنية.
وقال «مكاوى»: إن أكثر شىء يؤرق المصدر الراغب للتصدير لأفريقيا رغم سمعة الصادرات المصرية الطبية والتى تلقى قبولاً من المواطن الأفريقى هى كيفية الشحن والتكاليف التى يتكبدها فى ذلك.
ويرى «مكاوى»أن هناك مشكلة قد تواجهنا عند إنشاء الخط هى ضعف حركة التجارة بيننا فى أول الأمر وهو ما يدعو إلى الأمر الثانى والدراسة الواقية.
وعبر الباشا إدريس رئيس شعبة المصدرين بغرفة القاهرة التجارية عن تمنياته أن يؤخذ الأمر مأخذ جد فلا تصبح مصر مجرد فكرة تحتمل التطبيق مؤكدا أن إقامة خطوط مباشرة مع أفريقيا سيلقى صدى طيبًا لدى شركات تهتم بالسوق الأفريقي وربما يجذب شركات أخرى تستشعر أهمية السوق خاصة فى ظل التطبيق الاقتصادى على مصر، والصادرات المصرية ومعظمها زراعية بالخارج من جراء التعاقد مع شركات ملاحية لها خطوط مباشرة مع الموانئ الأجنبية.
وأوضح سمير بخارى عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية بأن القرار سيحل معظم المشاكل، التى تواجه المصدرين لأسواق هذه الدول وأبرزها عدم وجود خطوط ملاحية مباشرة بيننا وبين أفريقيا.
وأضاف أن معظم المعوقات تتضاءل أمام هذه العقبة الكبرى وبالإضافة إلى أن دول القارة تمتاز بثروات ضخمة وخامات مهمة يحتاجها السوق المصرى بما يعنى أن حركة التجارة ستزدهر على الجانبين، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من هذه الخطوة خاصة أسواق شرق وغرب أفريقيا التى تتمتع التجارة بإعفاءات قد تفيد الصناعة المصرية.
وقال إنه من الضرورى أن تدرس مصر دراسة متأنية الأسواق المهمة إلينا خاصة أسواق هذه الدولة وأضاف أن هناك دولا تمتاز بالخامات والثروات التى تمتلكها وأبرزها كوت ديفوار وأنجولا ولكننا لا نتعامل معها بسبب مشاكل الطرق ولكن بعد إنشاء خطوط مباشرة رغم أنها خارج الكوميسا بإمكاننا التصدير إليها والوصول لأسواقها فهى مكسب بالنسبة للمستورد والمصدر على السواء.
وأوضح أن هناك دولا قريبة منا مثل السودان ورغم وجود طرق برية بيننا إلا أن التجارة من خلال هذه الطرق تعد مغامرة شديدة الخطورة فسوف يستفيد الجانبان من خطوط بحرية ملاحية مباشرة.