الحفاظ علي الصحة النفسية في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد يعد من أكبر التحديات التي تواجه الإنسان خاصة وأن كانت دولته بها العديد من الازمات والمشكلات التي تؤثر عليه، لذلك وجب عليه التعامل مع الضغوط النفسية بسلاسة لأننا جميعًا نتعرض لضغوط كثيرة وكل منا يحد مصيره معها، حسبما قاله خبراء علم النفس تزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسة اليوم الموافق العاشر من أكتوبر من كل عام. وأكد الخبراء ضرورة التفريق بين الإحباط النفسي والاكتئاب الإكلينيكي، فالأول يدل علي تطور العقل ولا يدعو للقلق، أما الثاني فيلزم استشارة الطبيب لتفادي التطورات. الحفاظ علي الصحة النفسية من أكبر التحديات: ومن جانبها، أشارت الدكتورة رضوي سعيد عبد العظيم، استشاري الطب نفسي، إلى أن الحفاظ علي الصحة النفسية هو أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسان في الوقت الحالي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وأضافت رضوي في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد " أن مصر تعد من الدول النامية التي بها الكثير من الأزمات التي تدعو للقلق والتوتر مثل غلو الأسعار وتغير سعر الدولار الذي أصاب الناس بالهوس علي حد قولها، مؤكدة أن الإلتزام في العمل يعتبر علي قائمة الروشتة النفسية التي تساهم في النقاء النفسي . وأكملت استشاري الطب النفسي، أن ممارسة الرياضة والاستماع إلي الموسيقي، فضلًا عن التواصل بعلم الفن، والتعمق في العبادة حد الروحانيات، جميعها أشياء بسيطة لكنها تعود بجميل الأثر على مزاج الفرد، وقد تعتبر بمثابة الشحن للنفس . الإحباط النفسي دليل علي نضج العقل ولا يدعو للقلق: وشددت عبد العظيم، علي ضرورة التفريق بين مفهوم الإحباط النفسي والاكتئاب الأكلينيكي، حيث يتشابة الأمر علي الكثير بالرغم من تناقض مفهومها تماما، فتتابع قائلة إن "الإحباط النفسي" هي حالة التفكير العميق والبحث عن حلول في أمر ما وهو ما يعد بداية لتطوير العقل والخروج من الأزمات، مبينة أنه أمر لا يدعو للقلق ويعد دليلًا علي نمو العقل نحو الأفضل. أما عن الاكتئاب الإكلينيكي، فتقول: "يصل الاكتئاب في هذه الحالة إلي الامتناع عن الطعام والشراب والعمل مما يسبب الإحساس بالعجز وقد يؤدي إلي حدوث خلل في المواد الكميائية في الجسم تؤثر علي مستوي التوازن في هذه الحالة يتطلب المتابعة مع الطبيب حتي لا تتفاقم الأزمة ". الاكتئاب علي قائمة الأمراض النفسية: هناك عدة أمراض خاصة بالصحة النفسية كالفصام والوساس القهري والإضراب العقلي الناتج عن تعاطي المخدرات بالإضافة إلي الهوس والرهاب لكنها جميعا تتسلسل في الترتيب بعد الاكتئاب الذي يعد المرض الثاني أعلي تكلفة في أمريكا الآن ومن المرشح أن يأخذ المركز الأول بحلول 2019 بحسب جمال فرويز، الخبير النفسي وأكد فرويز أن الشعب المصري من الشعوب التي تعاند بشدة مع زيادة الضغط، وهو ما تسبب في خلق مناخ تشاؤمي. وتابع الخبير النفسي قائلا إن نسبة من 3% إلي 4% فقط من المجتمع هو المعرض للاكتئاب بسبب جينات وراثية، تجعلهم لديهم استعدادا للاكتئاب، 97% معرض للاكتئاب تحت بند الضغوط . فرويز يقدم نصائح للشباب: ومن جانبه، قدم الدكتور جمال فرويز، نصائح للشباب لمواجهة حالات الاكتئاب والضغوط النفسية ويقول: 1.عليك أن تضع طموحاتك بقدر إمكانياتك، وأن تحدد أهداف تنفذها علي مراحل زمنية مختلفة بحيث لا تكون أكبر من قدراتك مما يشعرك بالعجز ويأتي بعدها الإضراب النفسي. 2. تعامل مع الضغوط بسلاسة، لأننا جميعا نتعرض لضغوط يومية، لكن كل منا من يختار طريقه، هناك من يتحدي الضغوط ولا يجعلها تسيطر عليه ويقاومها بالنجاح وآخر يستسلم للضغوط وتكون عائقا أمام طريقه ويستسلم لها. 3. عن العلاقات واختيار الأصدقاء أكد أنها عامل أساسي في الصحة النفسية فيقول، "حسن اختيارك لأصدقاك وأدواتك في الحياة لأن سوء الاختيار لن يجني ثماره غيرك". 4. وفرق فرويز بين الاكتئاب وضغوط الحياة معتبر الثانية ضغوط تفاعلية، تزول بزوال أسبابها.