"قُم للمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبْجيلا...كادَ المعلمُ أن يكونَ رَسولا" تلك كانت كلمات الشاعر أحمد شوقي، لتبين مدي أهمية دور المعلم في المجتمع حينها. وتزامنًا مع حلول الخامس من أكتوبر من كل عام الموافق اليوم العالمي للمعلم، كان للخبراء وجهه نظرة مختلفة عن حال المعلم في مصر. ورأي الخبراء أن مقولة "كاد المعلم أن يكون رسولا" أصبحت أكذوبة، فضلًا عن تأكيدهم معاناة المعلم إجتماعيًا وماديًا ونفسيًا، وضياع كرامته مع تزايد الإنتهاكات في حقه عقب ثورة 25 يناير إلي حد الضرب من أولياء الأمور والطلاب للمعلم بالأحذية. كما شدد آخرون علي ضرورة تحرير نقابة المعلمين من الحراسة المقامة عليها وتفعيل دورها الذي وصفه أحدهم ب"النادي الإجتماعي ". كاد المعلم أن يكون رسولا أصبحت "أكذوبة" قال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إن المعلم في مصر يعاني علي المستوي الإجتماعي والسياسي، معبرًا عن حزنه من الحاله المتردية التي وصل إليها المعلم من نقص التقدير والإحترام كما كان قديمًا. وأضاف مغيث في تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن المقولة التي قالها شوقي"كاد المعلم أن يكون رسولا " تبين مدي قيمة وأهمية المعلم وقتها، مبينًا أن المقصود من "رسولا" أنه يعد بمثابلة حامل الرسائل للمجتمع، مؤكدًا أن المعلم كان يحظى بقدر من الهيبة عن الوقت الحالي، لكنها الآن أصبحت "أكذوبة". وحَمل الخبير التربوي، النظم السياسية المتعاقبة في مصر، المسئولية تجاه حالة التدهور التي لحقت بالمعلمين. أجور المعلمين بالعقود (400:100) جنيه. أما عن الأجور الخاصة بالمعلمين فرأي مغيث، أن المعلم المصري الأكثر ظلما علي مستوي العالم، بالإضافة إلى الفئة غير المعينة والتابعة لنظام العقودات الذين تتراوح مرتباتهم من 100 الي 400 جنيه. وأعرب عن إستيائه من لجوء الكثير من المعلمين للتخلي عن مهنتهم والبحث عن مصادر رزق أخري تكون كافلة لإعالتهم وإعالت زويهم، قائلا "حاجة تؤسف دلوقت في معلمين شغالين علي تكاتك وسباكين عشان يعولوا أسرهم ". وناشد الدولة بضرورة الإهتمام بالمعلم لأنه يعد بمثابة أحد أعمدة المجتمع، مبينا ان المعلمين بحاجه الي نقابة حقيقة تمثلهم وتدافع عن حقوقهم بشكل جدي لأن النقابة الحالية لاتقوم بدورها وشبها بال"نادي الإجتماعي". واتفق معه في الراي أحمد النمر المستشار الاعلامي لنقيب المعلمين، أن المعلم هو أساس العملية التعليمية فهو العمود الأساسي لنهضة الحضارات، مضيفًا أن الاهتمام به من عدمه هو مقياس تقدم أي بلد، مؤكدا أن المعلم له حقوق معنوية ومادية ومجتمعية أيضًا ولكن المعلم في مصر لم يحصل على واحد من هذه الحقوق فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك علي عمله و أن يوجد به التقصير. وأشار النمر إلى أن المعلم فى مصر بحاجة إلى دعم المعنوي و المادي من تنظيم دورات تدربية لمعلمين وروفع رواتبهم، قائلًا "فاقد الشئ لا يعطيه" فيجب الاهتمام بالمدرس من كافة الاتجاهات حتي يكون لديه القدرة علي العمل بضمير و الاستغناء عن اللجوء إلي الدروس الخصوصية . ونوه المستشار الاعلامي لنقيب المعلمين، أن الارتقاء بالأمم يقف علي المعلم فإذا بنيت معلم بمثابة بناء أمه وحضارة بأكملها،مستطرا "لن نرضي عن حال المعلم في مصر علي الإطلاق". المعلم ظالم ومظلوم "المعلم ظالم ومظلوم في نفس الوقت فهو موظف متناقض الصفات في نفس الوقت، علي الرغم من ضياع حقوقه في المجتمع إلي انه عليه جزء كبير فهناك الكثير من المعلمين معدومي الضمير "هكذا وصفت بثينة عبد الرؤف الخبيرة التربوية المعلم في مصر ، مضيفة أنه هو من أساء لنفسه أولا قبل ان تسي له الحكومة. وتابعت عبد الرؤف، المرتبات البسيطة لدي المعلمين هي ما دفعت الكثير من المدرسين للتنازل عن كرامتهم واللجوء للدروس للطلاب بالمنازل. وأكملت الخبيرة التربوية، نعاني من أزمة عدم التخصص فهناك الكثير من المعلمين غير التربوين، داخل ساحة التعليم خاصة بعد قرار وزير التربية والتعليم الأسبق بإلغاء تكليف جامعات التربية، وهو مايعد المآساة الكبري. المعلم قادرعلي إسترداد كرامته الحالة النفسية بالإستياء لدي المعلميين، نتيجة طبيعية للإستخفاف بالمعلم، خاصة بعد الإنحدار الثقافي وقلة التقدير المسيطرين علي المجتمع، هكذا بدأ جمال فرويز الخبير النفسي حديثه، مشددًا علي ضرورة العمل علي عودة التربية قبل التعليم حتي نحظي بتقدم ملحوظ خلال الفترة القادمة. ووجه فرويز، رسالة للمعلمين بضرورة الصبر والحفاظ علي كرامتهم، فضلًا عن اهتمامهم بالطلاب لانهم بمثابة الأمانة التي سوف يسال عنها مضيفًا " المعلم راعي والرسول قال "كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته مضيفا، اتقوا ربنا في الطلبة واستحملوا الظروف". وبين الخبير النفسي، أن المعلم هو من يملك ارجاع كرامته مرة أخري وذلك بوضع حدود بينه وبين الطالب بالإضافة إلي ترك الدروس الخصوصية المنزلية. تيار إستقلال المعلمين ينتظر إستقلال النقابة وعودتها إلي معلميها وتزامنا مع اليوم العالمي للمعلم، أكد الدكتور محمد زهران الخبير التربوي ومؤسس تيار إستقلال المعلمين أن أول مطالبهم الرئيسية هي إسترداد نقابتهم وإنهاء فرض الحراسة علي النقابة، لأنه طبقا للقانون، لا يجوز فرض حراسة علي النقابات المهنية فلماذا نقابة المعلمين؟؟. وتمني زهران، أن تكون هناك إيجراءات انتخابية حرة نزيهه بخصوص إنتخاب نقيب للمعلمين من اختيار المعلمين انفسهم. كما طالب، وزير الاستثمار بالدعوة لإجراء الإنتخابات بصندوق زمالة المهن التعليمية تحت سلطه واداره المعلمين انفسهم. وأوضح زهران أنه رفع دعوي قضائية لإسترداد وعودة النقابة مره أخري حتي يكون للنقابة مجلس اداره منتخب من المعلمين ليستطيع التعبير عن طموحات المعلمين ومطالبهم المشروعه، مع تقديم مسنتدات للمحكمه تؤكد ضرورة إنهاء فرض الحراسة علي النقابة . وحكمت المحكمة اليوم بحجز الدعوي للحكم بإنهاء فرض الحراسة في 25من أكتوبر الحالي .