تمر غدا الذكرى ال43 لنصر أكتوبر العظيم، هذا النصر الذى تحقق بفضل جيش وقاد وشعب عظيم جميعهم ضحوا فى سبيل تحقيق النصر، هذا اليوم المشهود نذكر بكل الفخر صاحب قرار العبور الرئيس الراحل أنور السادات، وقادة أكتوبر العظام. ورغم أن هذا الحدث فى حد ذاته عد مصدر إلهام للمبدعين فى السينما والدراما التليفزيونية والأغنية إلا أن الغناء فقط هو الذى عبر بشكل جيد عن هذا الحدث فى ظل حالة خمول سينمائية ودرامية حيث لم تقدم السينما أو الدراما ما يعبر عن أهمية هذا الحدث، وفى كل عام فى هذا التوقيت نطرح تلك القضية لكن التجاهل يصبح هو سيد الموقف، فى هذا الملف نستعرض الأسباب ونقدم تقرير عن أهم الأعمال التى جسدت هذا الحدث. أكتوبر.. الذى خذلته السينما والدراما مازالت حرب أكتوبر لم تحظ بأهميتها سينمائيًا وتليفزيونيًا، فرغم مرور 43 عامًا مازالت الحرب لم تقدم بشكل واضح فى الفن حتى الآن، رغم وجود العديد من السيناريوهات التى تحكى عن قصص كثيرة إنسانية وحربية فى الحرب، إلا أن المنتجين لم يفكروا فى إنتاج أي من هذه الأعمال بحجة أنها لا تجمع إيرادات، مازالت أفلام مثل «العمر لحظة»، «بدور»، «الرصاصة لاتزال فى جيبى»، «حتى آخر العمر» هى التعبير الوحيد عن النصر، سألنا صناع الأعمال عن سبب غيابها فقالوا: الفنان رامى وحيد آخر من قدم فيلمًا يرصد خلاله حرب أكتوبر بعنوان «أسد سيناء» قا: إن تقديم أفلاما تحكى عن حرب أكتوبر، واجب وطنى على الفنانين والمنتجين فهو رصد لبطولات ضباط بلدنا وتأكيد دور الجيش فى حماية الوطن، وأشار إلى أن فيلم «أسد سيناء» عندما عرض عليه السيناريو لم يكن يتوقع أن يحظى باهتمام ولكن لأن المنتج كان يعلم أن الفيلم لن يجمع إيرادات فقرر أن يقدمه مهما كانت النتائج، وفور طرحه حقق نجاحًا كبيرًا على الأقل أصبح الجمهور يعرف أن هناك سينما تهتم بتقديم قضايا الوطن، وأضاف: كل فنان يشارك فى عمل مثل هذه النوعية فهو يصنع لنفسه تاريخاً فنيًا. بينما أكد الفنان ياسر جلال أنه منذ تقديمه فيلم «الطريق إلى إيلات»، وبعده قدمت فيلم «يوم الكرامة» وحظى بنجاح كبير، ولكن للأسف من وقتها لم يهتم أحد بتقديم مثل هذه النوعية من الأفلام، وأشار: "رغم أننى قدمت العديد من الأعمال التى قدمت فيها دور ضابط شرطة أو ضابط جيش لكن هناك العديد من الموضوعات كنت أتمنى لو أقدمها خاصة بحرب أكتوبر المجيدة من بينها قصه الكتيبة التى استشهدت كلها فى حرب أكتوبر بعد التفكير فى فض خط بارليف وهى قصة تم سردها فى العديد من الكتب لكنها لم تقدم سينمائيًا أو تليفزيونيًا، وأشار «ياسر»: أنا على استعداد أن أقدم هذه الأعمال دون أجر لأنها تؤكد دور الفن فى إثبات الوازع الوطنى وتقويته. وأكد الفنان تامر هجرس أنه يعكف على تقديم فيلم عن انتصارات أكتوبر ومن المقرر أن يعرض فى قاعات العرض السينمائية فى احتفالات أكتوبر 2017، وأشار إلى أنه يقدم داخل الأحداث شخصية ضابط قائد إحدى الكتائب بحرب أكتوبر، مشيرا إلى أن الفيلم معروض عليه منذ فترة لكن منتج العمل كان ينتظر الوقت المناسب لتنفيذه، وأضاف أن الأعمال التى تناولت الجيش بشكل كوميدى كانت مفيدة جدًا لتعريف الجمهور المصرى بما يحدث فيه لأن هذه الأفلام هى التى تحقق نجاحًا مع جمهور السينمات، لكن لابد من تقديم أعمال تهتم بتقديم رسالة خاصة تتناول شكل الجيش بشكل محترم، وهذه الأعمال رغم أنها لا تحقق إيرادات جماهيرية إلا أنها إذا شاركت فى مهرجانات وتم تنفيذها بتقنية مميزة تحقق أعلى نسبة نجاح، وأنا قدمت فيلم «بركان الغضب» ليس عن حرب أكتوبر، ولكن عن القضية الفلسطينية وأعتبره أهم عمل فنى قدمته حتى الآن وأتمنى لو أقدم أعمالاً تتناول الموضوعات الحربية بشكل يليق بها. المخرج حسن السيد قال: قدمت فيلم «أسد سيناء» ورصدت فيه قصة حقيقية وشخصيات من الواقع فهو يتناول عملية من عمليات الصاعقة المصرية قامت بها سرية من سرايا إحدى الكتائب التى شاركت فى حرب أكتوبر، وكانت هذه العملية فى الفترة ما بين بعد عبور قناة السويس مباشرة وقبل وقف إطلاق النار، وأضاف: استعد حاليًا لإخراج فيلم أيضًا عن حرب أكتوبر ولكن بشكل مختلف، لأن هذه الحرب للأسف تعرضت لظلم شديد فعندما نذكر حرب أكتوبر نفكر فى لحظة الانتصار فقط والعبور لكن فى الحقيقة هناك عمليات أخرى حدثت بعد العبور وكانت تحمل خطورة شديدة وحصدت عددًا كبيرًا من الشهداء، ولذا وجب علينا تقديم الحرب بشكل يليق بأهميتها. الكاتب الكبير بشير الديك أكد أن المنتجين يهربون دائمًا من تقديم أفلام تتناول الموضوعات العسكرية التى تلعب على الحس الوطنى لدى المصريين، وتقديم هذه النوعية مهمة جدًا وهى أول أهمية للفن، وأضاف: أنا واحد من الكتاب كتبت العديد من السيناريوهات التى تتناول قصصًا إنسانية فى حرب أكتوبر، ورصدت العديد من الشهادات، ولكنى أعترف أننى لم أجد منتجًا يقدمها، حتى التليفزيون المصرى وجهاز السينما كانا فى وقت مسئولين عن تقديم هذه النوعية من الأعمال وعرضها على قنواته، وكان معروفا أن إنتاج هذه الأفلام يتم إنتاجه تليفزيونيًا ولا تطرح فى السينمات لكنها تطرح على الشاشات، فهى لا يمكن أن تخضع لقوانين صناعة السينما فى طرحها فى قاعات العرض لكى تجمع إيرادات لكنها لابد أن تعرض مجانًا على كل القنوات، ويكون إنتاجها من أجل تنمية الحس الوطنى لدى الشعب، فهذه الأفلام أفضل كثيرًا من الخطب السياسية وضيوف «التوك شو».