حرص عدد من الفنانين على المشاركة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية حيث توافدوا أمس واليوم بكثافة على لجانهم الانتخابية لاختيار مرشحيهم؛ مؤكدين أن مشاركتهم بالإدلاء بصوتهم جاء بناء على نزاهة الانتخابات هذه المرة وشعورهم بأن أخيرا أصبح لصوت المنتخب قيمة ودور في التأثير في الحياة السياسية . استطلعت "بوابة الوفد" الإلكترونية آراء بعض الفنانين والكُتاب الذين أدلوا بصوتهم الانتخابي في المرحلة الثانية؛ فقال الفنان حسين فهمي إنه سعيد بتوافد الشعب المصرى على اللجان الانتخابية بكثافة، مُشيرا إلى أن المواطن المصرى البسيط لديه رغبة قوية فى أن يكون لصوته فاعلية وتأثير، وأضاف: " أتمنى أن تُصبح مصر دولة مدنية؛ وأرفض ما يُقال إن المدنية ضد الشريعة الإسلامية أو ضد الدين، كما أطالب الأحزاب السياسية بالتكاتف من أجل إسعاد المواطن المصرى الذي عانى كثيرا خلال نظام مبارك؛ فقد آن الأوان أن يعيش حياة كريمة ويُمارس ديمقراطية حقيقية". أما الفنان عمرو محمود ياسين فأكد على مشاركته في الانتخابات مؤكدا أن القضية ليست في السير على الشريعة وإنما في كيفية تطبيق الشرع وفهم نصوصه خاصة أن معتقدات المصريين مُختلفة، فهناك السلفى والإخواني والصوفى والأزهرى وفى النهاية الكل على يقين بأن المجتمع الشرقى له عاداته وتقاليده. ودعا ياسين جميع التيارات لتقبل الرأي الآخر قائلا: "علينا أن نُحارب من يريد لنا أن نقع فريسة فى أهوائه، فمصر تحتاج التوازن على المستوى الاجتماعى والسياسى والاقتصادى". وفي تعليقه على تقدم التيارات الدينية في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية قال: "تقدم التيار الإسلامى كان أمرا متوقعا وجميعنا نعلم السبب، لكن أتمني فى المرحلة الثانية والثالثة أن نُساند باقى الأحزاب ولا تتفتت الأصوات مثلما حدث في المرحلة الأولى ويفوز الإخوان والسلفيون فقط". وقالت الفنانة لقاء الخميسي إنها للمرة الأولى تحرص على المشاركة في الانتخابات والإدلاء بصوتها, موجهة دعوة للمصريين بألا يتخلفوا عن هذا العرس الديمقراطى قائلة: "هذه الانتخابات هى البداية الجديدة للتغيير, فأنا لم أكن أهتم بالإدلاء بصوتي في الماضي لأنني لم أكن أشعر بأنه كان له قيمة؛ لكن هذه المرة وضعت صوتى لمن يستحقه وحرصت على المشاركة؛ إلا أن مانراه فى المشهد السياسى غير مبشر بالخير؛ وأتمنى أن تتوازن العملية الانتخابية فى المرحلة الثانية والثالثة، فالمصريون يعيشون تجربة فريدة سيتم تسجيلها في تاريخ مصر الحديث ". أما السيناريست والمخرج محمد دياب فقال إن الانتخابات النزيهة هى أول خطوة نحو الديمقراطية؛ مشيرًا إلي أن الانتخابات ليست مجرد حالة يريد أن يعيشها المواطن لكنها الطريقة المُثلى للوصول إلي الحرية، وأضاف أنه اندهش كثيرًا ممن قالوا إن نزول المصريين للانتخابات كان لمجرد الهروب من الغرامة المالية والدليل على ذلك الكثافة التى تشهدها حاليا انتخابات المرحلة الثانية. ويرى دياب أن لغة التخوين التي انتشرت في الفترة الأخيرة بين التيارات المختلفة ستعمل على إحداث الفرقة بين أفراد الشعب المصرى، وهذه الطريقة هى التى كان يتبعها الحزب الوطني ونظام مبارك، واضاف دياب: "أنا متفائل لأن مصر تسير علي الطريق الصحيح وهي تتجه نحو اختيار الدولة المدنية فنحن نحتاج لقرارات جريئة وجذرية للخروج من هذه المرحلة الحرجة التي نعيشها". وعبّر المؤلف الدكتور خالد الشوربجى عن رأيه فى الانتخابات الأخيرة ونتائج مرحلتها الأولى بكلمات قصيرة قائلا: "مصر ستغرق إذا لم نفعل شيئا تجاه ما يحدث من تجاوزات واستغلال للدين فى الدعاية الانتخابية، فأنا أناشد أولاد البلد بعدم تلقى الأفكار العقيمة من بعض التيارات، وكأن الثورة قامت من أجل الشو الإعلامى فقط وليس لتغيير السلوكيات السيئة".