لم يكن يتوقع أغلب المصريين أن تشهد مرحلة الانتخابات الأولى مشاركة كبيرة من قبل الفنانين الذي فاجأوا جمهورهم بوقوفهم في طوابير الناخبين انتظارا للإدلاء بصوتهم الانتخابي؛ حيث حرص أغلب الفنانين على الإدلاء بصوتهم الانتخابي مؤكدين على أهمية تلك الانتخابات من أجل إخراج مصر من الأزمات التي تحيط بها خلال الفترة الأخيرة . فأكدت الفنانة تيسير فهمى - مؤسس حزب المساواة والتنمية والتى خاضت الانتخابات كمرشح- أن العملية الانتخابية التى تمر بها مصر الآن هى نتاج حقيقى للثورة المصرية وفرصة مثالية لإفراز جيل واع وناضج لبناء دولة جديدة، وأشارت إلى أن الفن يُعد مزيجا بين السياسة والاقتصاد والأوضاع اجتماعية التي يعيشها المجتمع، وليس صحيحا مايتردد من أن الفنان بعيد عن السياسة وأزمات وطنه، وأوضحت أن حزب المساواة والتنمية الذى أسسته يهتم بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين المصريين ويرفض التمييز بينهم سواء على الدين أو الجنس، فهي قررت خوض الانتخابات لتطالب بحقوق المصريين وإصدار تشريعات وقوانين تحقق الحرية والكرامة. كما ترى فهمي أن المهمة الأساسية لعضو مجلس الشعب حماية المواطن والدفاع عن حقه والتحدث بلسان الغلابة وليس سعيه للحصول على الحصانة فقط مثلما كان يحدث بالماضي. أما الفنانة القديرة لبني عبدالعزيز فأكدت أنها لأول مرة تشعر بأن المصريين يختارون بأنفسهم مرشحيهم، وترى أن هذه الانتخابات ستُحقق لمصر التقدم لأنها خطوة مهمة جدا نحو الديمقراطية وبالتالى سيتحقيق الاستقرار والازدهار، وتضيف:" أنا كمواطنة مصرية كنت حريصة على المشاركة بالانتخابات لأننى احلم ككل المصريين بالأمان واعمار مصر "المنهوبة" وبناء مستقبل واعد للأجيال الجديدة، فللمرة الأولى أشعر بأن صوت الفلاح له قيمة كبيرة ونزول المواطن البسيط سيؤثر في تغيير النظام في مصر؛ فقد حان الوقت كى نعلن أن بلادنا قد عادت الينا بفضل شباب مصر، واتمنى من كل مواطن مصرى أن يُعطى صوته لمن يستحقة و لمن يراه صالحا فى بناء مستقبل مصر . ويرى الفنان عزت العلايلي أن الديمقراطية تبدأ بخطوة وعلى جموع الشعب المصرى المشاركة فى تحقيق ذلك، كما أن هذه الانتخابات التي تشهدها مصر هى النواة الأساسية لبناء المستقبل وعلينا النجاح فى هذا الاختبار الصعب، ويصف التصويت بأنه فرصة طال انتظارها ولابد أن يكون الاختيار عن قناعة ووضع الاعتبارات الشخصية جانبا والبعد عن المجاملات عند الاختيار ووضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار، ويضيف:"اعتقد أن نسبة اقبال المصريين على الديمقراطية هو اكبر معيار على تقدم الشعب المصرى, وللحفاظ على طموحات البلاد فى المرحلة المقبلة لابد ان نثبت للجميع اننا قدر المسئولية ونستحق ان نكون فى على قدر من الرقى والتحضر لأنهما الطريق الوحيد لبناء دولة قوية". أما الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين فدعا إلى الاستفادة من هذه التجربة حيث يرى أن اجراء الانتخابات البرلمانية كان دليلا على نجاح الثورة، كما اتسمت الانتخابات منذ يومها الأول بالنزاهة وذلك بفضل وعى الشعب المصرى وقدرة القوات المسلحة على تأمين العملية الانتخابية، ويضيف عبد الغفور:"اناشد المصريين بجميع طوائفهم وتياراتهم المختلفة الذهاب الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في هذه الانتخابات الحرة التي تشهدها البلاد لأول مرة منذ قرون عديدة لتحقيق الهدف من ثورتنا النبيلة، فالثورة قامت من اجل ارساء الحرية والعدل والكرامة، ومن حق المصريين تحديد هوية ومصير البلاد".