عام دراسي جديد تستقبله الأسر المصرية في ظل ارتفاع الأسعار ليضيف مزيدًا من المعاناة لحياة المواطنين، حيث استعد أولياء الأمور لبداية الدراسة بشراء المستلزمات التعليمية لابنائهم، ومنها الكتب الخارجية، والتي أصبحت بمثابة الداعم القوى والمدرس المساعد لهم بالمنزل، وقد شهد مجال توزيع الكتاب الخارجي ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار هذا العام. وتجولت كاميرا "بوابة الوفد"، بمنطقة الفجالة والتي تعد معقل الكتب الخارجية وقبلة أولياء الأمور للحصول على مستلزمات العام الدراسي الجديد. من جانبه قال رضا حمدالله صاحب مكتبة الدار العربية، ويعمل في مجال توزيع الكتب الخارجية بمنطقة الفجالة منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا، أن السبب الرئيسي في الزيادة الملحوظة لأسعار الكتب الخارجية هو ارتفاع الدولار، وعدم قدرة المستوردين على توفيره مما أثر بشكل كبير على سعر الورق الخام والأحبار ومستلزمات الطباعة بصفة عامة. وأضاف"حمدالله"، أن الشعب المصري يهتم بتعليم ابنائه بشكل كبير، فتجد ولي الأمر حريص على شراء أكثر من كتاب قائلاً: " الكتب الخارجية شر لابد منه.. الواحد بيستلف ويروح للدكتور لما يكون عيان ..وبيستلف ويجيب الكتب لعياله علشان مايبقاش قصر قدام ربنا ..واحنا كشعب أهم حاجة بالنسبة لولي الأمر تعليم وأكل أولاده". أشار ماندو بائع بمكتبة، إلى أن الأسر المصرية تعاني بشدة نتيجة ارتفاع أسعار الكتب هذا العام، وذلك ما يلاحظه من خلال عمله بالفجالة قائلاً "أولياء الأمور عندهم معاناة بسبب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية والمفروض أنها تقضي على الدروس الخصوصية". وأضاف ماهر فوزي صاحب مكتبة، أن أسعار الخامات قد ارتفعت بنسبة 20%، مما أدى إلى حالة من الركود داخل سوق الكتب الخارجية قائلاً "الأسعار زادت 20% والتاجر اللي كان بياخد 100 نسخة بقى ياخد 50 وولي الأمر اللي كان بياخد كتاب جديد بقي يجيب نسخة قديمة و"العملية كربست"، اللي معاه تلت أربع عيال هيعمل ايه هياكلهم ولا هيجيب لهم كتب؟". وأضافت أميمة حسن ولية أمر، وأم لثلاثة أولاد في مراحل التعليم المختلفة، أن الكتب الخارجية تعتبر عاملًا مساعدًا للطالب لا يمكن الاستغناء عنه، حيث إنها توفر للطالب الشرح الكافي للمواد العلمية التي يدرسها، ولكنها لا تعد بديلاً عن الدروس الخصوصية، فهي تلجأ للكتاب الخارجي لضعف مستوى كتاب المدرسة، بالإضافة تأخر استلام كتب الوزارة لهذا العام قائلة "احنا ما استلمناش كتب تالتة ثانوي عام بتاعت ابني ..والمدرسة قالت لنا مفيش كتب فى تالتة نزلوها من على النت ..علشان كده جبنا الكتب الخارجية وبدأنا دروس من شهر". قالت تريزا ولية أمر، إن أسعار الكتب الخارجية ارتفعت بشكل كبير هذا العام، ومع ذلك فقد حرصت على شرائها فهي مميزة بشكل كبير بالمقارنة مع كتاب الوزارة لما بها من الكثير من الأسئلة والتدريبات التي تؤهل الطالب للامتحان النهائي قائلة "الأسعار عالية ولازم اشتري الكتب علشان التدريباب..وكل مدرس خصوصي ليه الكتب اللي بيطلبها..انا بنتي في خمسة ابتدائي وبديها دروس في كل المواد". وأوضح مجدي حسانين مدرس لغة عربية، أن الكتاب الخارجي ما هو إلا نسخة مكررة من الكتاب المدرسي، ولكن ما يميزه هو وجود التنافس بين دور النشر والتي تعمل جاهدة لإصدار كتب ذات جودة علمية عالية وذلك حتى تحقق الربح المادي فتقوم بإنتاج كتب بها الكثير من الشرح الوافي والمعلومات المفصلة بشكل جيد قائلا "اولادي بيفضلوا الكتب الخارجي علشان التدريبات أكتر.. وكنت بشتري كتب مستعملة بس بتبقى الأسئلة محلولة فمالهاش فايدة.. والأسعار ارتفعت جدًا وربنا يستر وتعدي ع خير". شاهد الفيديو..