ذكرت القناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى ان المعارضة السورية ستسلم تل ابيب جثة الجاسوس الاسرائيلى ايلى كوهين، بعد استيلائها على شريط الفيديو من التليفزيون السورى الرسمى خلال القتال، وتم نقل الشريط الى اسرائيل. وأضافت القناة أن إسرائيل ستستلم جثة جاسوسها بعد سنوات طويلة من الغياب وبثت القناة فيلما قصيرا يوثق لحظة إعدام الجاسوس الإسرائيلى الشهير «إيلى كوهين» وسط العاصمة السورية دمشق، وقالت الثانية الإسرائيلية إن الفيلم حصلت عليه بعد أن وصل إلى أيادى مجموعات سورية مسلحة سلمت الفيلم لجهات إسرائيلية، فى إشارة الى العلاقات الوثيقة بين المسلحين وإسرائيل ويظهر الفيلم الجاسوس الإسرائيلى معلقا على المشنقة بسوريا، وكذلك لحظة إنزال جثته من على المشنقة. واتهمت مواقع إعلامية مقربة من «حزب الله» اللبناني، المعارضة السورية بالتعاون مع إسرائيل، بعد نشر مقطع الفيديو، كما اتهم موقع قناة «المنار»، وصحيفة «الأخبار» اللبنانيتان التابعتان لحزب الله المعارضة السورية بالتواصل مع إسرائيل وتسليمها مقطع الإعدام، قائلة إنه «يرسم مجددا العلاقة» بين إسرائيل والمعارضة. ونفت مصادر تابعة للمعارضة السورية إمكانية حصول ذلك، فى ظل سيطرة النظام على مكاتب التلفاز والإذاعة الرسمية وقالت إنه «من سابع المستحيلات» الحصول على المقطع المصور بدون إذن خطى من مدير التليفزيون، مؤكدة «عدم إمكان أى فصيل مسلح أن يعثر على شريط كهذا لمجرد أنه استولى على أرشيف الدولة». وأضافت المصادر أن المقطع مصور باستخدام كاميرات سينمائية، بتقنية «2 إنش»، وموجودة على أشرطة ضخمة. وتابعت: «هذه الأشرطة الضخمة التى سجلت عليها المحاكمات غير قابلة للنقل والاستخدام اليوم إلا باستخدام آلة واحدة موجودة لدى النظام، فى مبنى التلفاز، أو فى مستودع خارجى فى منطقة الصبورة»، وما زال المكانان تحت سيطرة النظام السوري. وأكدت المصادر أنه حتى لو توفرت الإمكانية التقنية، فإن محاكمة كهذه لا يمكن الحصول عليها إلا «بإذن خطى من المدير العام، وقد يتطلب موافقة وزير الإعلام»، ما يجعل مادة مهمة كمادة كوهين «لا يمكن أن توجد بين يدى أكثر موظفى التليفزيون السورى موثوقية». واتهمت المعارضة السورية النظام السورى بتسليم الشريط لإسرائيل، موضحة أن المطلوب هو «الإيحاء بأن مسلحى المعارضة يتعاملون مع إسرائيل، ويتواصلون معها، ويخطبون ودها، فى نقطة ضعفهم التاريخية، إيلى كوهين». وعلقت ناديا كوهين أرملة الجاسوس الإسرائيلى: «إن مشاهدة الفيديو كانت صعبة»، وقد «أعادنى إلى تلك الأيام». وقالت «كوهين»: «إنها تأمل بأن يتقدم أحد ويقول لنا أين تم دفن إيلى، وأن يعيده». ودعت رئيس الوزراء الإسرائيلى أو الموساد «للقتال من أجل إعادة ايلى». وذكر موقع «تايمز أوف إسرائيل» أنه خلال السنوات، قدمت ناديا عدة طلبات للحكومة السوري، لإعادة جثمان زوجها إلا أنها باءت بالفشل. وفى عام 2008، قال المدير السابق لمكتب الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد «منذر الموصلى» أنه لا أحد يعلم مكان دفن «كوهين». وأوضح «الموصلى» أنه «تم نقل القبر بعد يوم أو اثنين، مضيفا «كنا نخشى أن تقوم إسرائيل بإرسال قوات من أجل استعادة الجثمان». وأكد أنه «من الصعب العثور على جثمان كوهين». وأضاف الموصلى فى تصريحاته التى جاءت فى عهد بشار الأسد: «تعهد الأسد بإعادة جثمان كوهين، ولكن عندما سأل حول الموضوع، قال له المسئولون الأمنيون: لا نعلم أين يقع القبر، لذا لم يتمكن من الوفاء بتعهده». يذكر أن «إيلى كوهين» 1924-1965، وهو أشهر جاسوس إسرائيلى عمل فى سوريا تحت اسم مستعار «كامل أمين ثابت» وتم إعدامه وسط دمشق بعد اكتشاف أمره رغم تدخل كبرى لمنع إعدامه. وتصف إسرائيل «كوهين» بأنه أهم جواسيسها، وتؤكد نقله معلومات أدت إلى تحقيق إسرائيل النصر فى حرب عام 1967، وكان الموساد الإسرائيلى جنّد «كوهين» فى مايو عام 1960 وانضم للوحدة 188 التابعة للاستخبارات العسكرية «أمان» التى تم ضمها فيما بعد إلى جهاز الموساد وتحولت إلى ما بات يعرف حاليا باسم «وحدة قيساريا للمهام الخاصة» السرية. واختار الموساد كوهين ليكون «مقاتلا فى دمشق» تحت اسم «كمال أمين ثابت»، وخضع لتدريبات قاسية تضمنت تدريبات على أعمال المراقبة والتعقب والتصوير، إضافة لتدريبات تتعلق بتنشيط الذاكرة وتقويتها، وساعات طويلة من التدريب على أجهزة البث والاستقبال، واستخدام الرموز والشيفرة، وتدريب قصير على تنفيذ الأعمال التخريبية.