ياسمين.. شابة فى العقد الثانى من العمر ممشوقة القوام قررت أن تستغل أناقتها وأنوثتها فبدأت تبحث عن الزوج المناسب ميسور الحال القادر على انتشالها من الفقر ونجحت خطتها واستطاعت أن تجذب شاباً ثلاثينياً يكبرها بسنوات قليلة لديه وظيفته وراتبه الشهرى وظنت أنه قادر على تحقيق آمالها فبادرته بنظرات الإعجاب، واستطاعت إيقاعه فى حبها وأفصح كل منهما للآخر عن مشاعره وقررا الزواج، فاتفقت الفتاة على أن يصطحب العريس أهله ويحضر لخطبتها من والديها وطالبتهم بالموافقة عليه وألا يعرقلوا الزيجة بسبب خلافات على قائمة المنقولات من غسالة أو ثلاجة أو ما شابه ذلك، فكونت ياسمين عقيدة فى ذهنها أنها بمجرد خروجها من بيت أبيها إلى عش الزوجية ستجد الرفاهية والدلع وكأن زوجها علاء الدين ويملك المصباح السحرى القادر على تحقيق طموحاتها، تمت الزيجة فى ليلة هادئة شهدها الأهل والأحباب والأصدقاء وزفت العروس إلى منزلها. مرت الأيام الأولى على ما يرام ولبى الزوج طلبات عروسه التى كانت تزداد يوماً بعد الآخر حتى بات ينفق أكثر من نصف راتبه على طلباتها.. وبعد مرور 4 أشهر أدركت الفتاة أنها حامل وأنهما سيرزقان بمولودهما الأول فتمادت فى طلباتها وبدأت تتحجج بالجنين، تعثر الزوج مالياً وأصبح غير قادر على تنفيذ كافة طلبات زوجته وسداد فاتورة خروجاتها. اتهمت الزوجة زوجها بالبخل وأنه لا يحبها وأصبح غير مهتم بها مثلما كان فى السابق وخاصة أنها اقتربت على الولادة فصارحها بأن لديه مشاكل فى العمل ومتعثر مالياً فى الوقت الحالى وعليها أن تتقبل المعيشة على حلوها ومرها فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة. تحملت الزوجة عدة أشهر وحضر ابنها «عمر» إلى الدنيا ولبى الأب جميع احتياجاته وحاول بقدر المستطاع أن يلم شمل الأسرة الصغيرة ويرضى الأم ولكن الزوجة سخطت على معيشتها فاستمرت فى خلق المشاكل وفشل الأهل فى لم شمل الأسرة حتى رفع الزوج الراية البيضاء وقرر العودة إلى حياة العزوبية والانفصال عن زوجته وقررا الطلاق. عادت الأم وطفلها إلى منزل والدها ولكنها لم تيأس وقررت البحث عن رجل آخر من ذوى الأموال وبعد مرور أكثر من عام على انفصالها، تقدم الرجل المناسب من وجهة نظرها إلى خطبتها فلم تتردد ووافقت عليه فى الحال فهو من ذوى الأملاك تمت الزيجة الثانية للأم ومرت الشهور الأولى وكان الطفل أتم عامه الثانى ورفضت أن تسلمه لوالده وأنه لا يزال تحت ولايتها وطوال شهور الزواج الأولى تعامل الزوج الثانى برفق ولين معها ومع طفلها، حتى أصبح صوت بكاء الطفل مصدر إزعاج لرب المنزل وبات يعاقبه بالضرب لكى يسكت. نهرته الأم فى البداية حتى صارحها بأنه غير قادر على الإنفاق على طفلها قائلاً لها: «أنا متجوزك أنت ومتكفل أصرف عليك لوحدك مش أنت وابنك». صمتت الأم وغادر الزوج لكنه عاد فى المساء يداعبها بكلامه المعسول وأعطاها مبلغاً من المال لشراء احتياجاتها ففرحت الزوجة، وقرر الزوج التعدى على الطفل بل ووصل الأمر به إلى أن خطط لقتله ولكن تلك المرة لم يكن بمفرده فقد اشترك مع الأم فى ضرب الطفل حتى لقى مصرعه متأثراً بجراحه. وفى اليوم المشئوم حضرت جدة الطفل للاطمئنان عليه وقامت الأم القاتلة بحمل جثة طفلها ووضعها على السرير وأخبرت والدتها أنه نائم، دخلت الجدة غرفة النوم واكتشفت وفاة الطفل وعلى الفور اتصلت بأخواله وحرروا محضراً واتهموا فيه شقيقتهم وزوجها بقتل الطفل وحكمت للمحكمة على الأم بالإعدام. ومن بين دموع القهر والندم قالت ياسمين آخر كلماتها: «أنا عاوزة أسرتى تسامحنى أنا ضحية للفقر كنت أتمنى أن أعيش حياة مرفهة مثل أى بنت ووافقت على أول عريس دق بابى من أجل الخروج إلى دنيا الفلوس والحرية.