جاء قرار تأجيل مباراة ناديى الأهلى والإسماعيلى لأجل غير مسمى بناءً على تعليمات وزارة الداخلية والتى كان مقررا إقامتها بدون جمهور بعد غد الثلاثاء ضمن منافسات الأسبوع السابع للدورى الممتاز غير متوقع ومفاجئا للجميع. ورغم أن ظاهر القرار يؤكد أن الداخلية نقلت لاتحاد الكرة ضرورة تأجيل اللقاء لدواع أمنية فإن الجانب الخفى أعمق من مبررات "الدواعى الأمنية" فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد، وخلفيات القرار تعود إلى تهديد رابطة ألتراس نادى الأهلى الأربعاء الماضى اقتحام ملعب استاد القاهرة اعتراضا على قرار إقامتها بدون جمهور واعتبرت أن حضورها مباراة الأحمر الأخيرة بالدورى أمام فريق الداخلية بمثابة الإنذار الأخير لتنفيذ تهديداتها خاصة أنها نجحت فى اقتحام الاستاد ورفضت دخول الملعب بمحض إرادتها. وأمام تهديدات الألتراس المعروف بتنظيمه الشديد واستعداده للموت من أجل مبادئه حتى لو كانت خاطئة تحرك حسن حمدى رئيس نادى الأهلى وكثف اتصالاته بها للتراجع عن التهديدات واحترام قرار اللعب بدون جمهور لكنه فشل فى الوصول لحل أو حتى الاجتماع بقيادات الألتراس التى رفضت محاولاته بشدة. ولم تجد وزارة الداخلية مفرًا سوى أن تطلب من لجنة المسابقات باتحاد الكرة والأندية الجماهيرية البحث عن حل للأزمة خصوصا أن إقامة المباراة سيعجل الصدام بين الأمن والألتراس ويمكن أن يتحول الأمر إلى مجزرة فى الاستاد ويتكرر سيناريو شارع محمد محمود أو مباراة كيما أسوان بكأس مصر والتى شهدت سقوط إصابات كثيرة من الجانبين لا ذنب لهم، وفشل الجميع فى الوصول إلى حل. صوت القوة كان ينادى الأمن بإقامة المباراة فى موعدها وتحدى الألتراس الأمر الذى يعرض أمن مصر كله للخطر وتكون المباراة الشرارة الأولى لإشعال النار وبداية لكارثة غير متوقعة تزيد حالة الاحتقان بين رجال الشرطة والشعب. لكن الداخلية سمعت لصوت العقل وفوتت الفرصة على الألتراس لإشعال النيران الراكدة وارتضت بالهزيمة نسبيا أمام رابطة الأهلى على أن تتسبب بعنادها فى كارثة لا يحمد عقباها كما كان يحدث فى العهود الماضية. فى المقابل ارتضى الألتراس بهذا الانتصار النسبى بعد أن نجحوا فى تنفيذ هدفهم بتأجيل المباراة حتى يتم ترحيل عقوبة اللعب بدون جمهور لمباراة أخرى ويصبح من حقهم حضور لقاء الدراويش فى الموعد الجديد.