الصيادلة: بلاش اللعب بالنار.. الأطباء: البينة على من إدعى: بين قيل وقال.. تترنح "دارالحكمة" بين محاولة ملكيتها لنقابة الصيادلة أو نقابة الأطباء، فأصبح من الطبيعي في الفترة الأخيرة أن يحدث مشاحنات قوية بين المؤسسات الصحية، فلا يمر يوم إلا وتتهم تلك المؤسسات بعضها، وكان آخر الأحداث أن حذرت نقابة الصيادلة في بيان لها نقابة الأطباء ما وصفته بمحاولات الاستيلاء على مقر دار الحكمة وضمها إلى أصولها الثابتة، رغم أن الدار وفقا للقانون ملكا للنقابات الأربع وهى الصيادلة والأطباء البشريين والأسنان والبيطريين . ودعت نقابة الصيادلة اتحاد نقابات المهن الطبية، الذي يضم الأربع نقابات بإضافة إثبات ملكية مبنى دار الحكمة للاتحاد لبنود الجمعية العمومية للاتحاد، المقرر عقدها 30 سبتمبر المقبل، وكانت قد حذرت النقابة من محاولات الأطباء اللعب بالنار وخطف وضم دار الحكمة لأصولها الثابتة . في هذا السياق قال الدكتور جورج عطا لله عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن دار الحكمة مملوكة لاتحاد المهن الطبية، الذي يتكون من نقابة الصيادلة والبيطريين والأطباء وأطباء الأسنان. وأكد عطا الله، في تصريحات خاصة ل " بوابة الوفد" أن نقابة الأطباء بالفعل تحاول الاستيلاء على "الحكمة"، من خلال الجمعية العمومية التي ستعقد قريبا، فقد يودون أن يحكموا بأن دار الحكمة من حق "الأطباء" فقط مما يخالف القانون، مضيفا "الأطباء تعاملنا معاملة الضيوف في بيتنا". ولفت عطا الله، إلى أنه منذ حوالي 5 سنوات كان لنقابة الصيادلة 3 غرف، كمقرات في دار الحكمة، لكن المجالس القديمة تهاونت في عقد الاجتماعات بهم، حتى استولت عليهم "الأطباء". وعن الإجراءات التصعيدية التي ستقوم بها النقابة، أشار عطا الله، إلى أن النقابة سترسل الآن مراسلات لنقابة الأطباء، حتى تتجاوب معنا، مشدداً أنه في حال عدم الاستجابة سنصعد الأمر من خلال القانون. وردت نقابة الأطباء متمثلة في الدكتور هاني مهنى عضو مجلس النقابة العامّة للأطباء، الذي شدد على أن دار الحكمة ملك لنقابة الأطباء، بعدما تنازل عنها علي باشا إبراهيم للجمعية الطبية التي تحولت فيما بعد إلى نقابة الأطباء. وقال مهنى، إن "البينة على من ادعى"، متابعا "الدار ملكنا وعلى الصيادلة إذا أرادت إثبات أحقيتها في المبنى أن تتقدم بما يثبت ذلك بدلاً من أن تطالبنا نحن بالإثبات". لكن علق الدكتور أحمد شوشة عضو مجلس نقابة الأطباء، على تصريحات نقابة الصيادلة بأن نقابة الأطباء تحاول الاستيلاء على دار الحكمة، قائلاً "لدينا اجتماع مجلس إدارة يوم السبت 17 سبتمبر الجاري، وسيطرح الموضوع من أجل المساواة بين النقابات في الحقوق". وأكد شوشة، أن دار الحكمة ليست للأطباء فقط، وإن كانت العادة جرت أن يكون للأطباء فهيّ مجرد عادة ولا تكتسب قوة قانونية، مضيفاً إن نقابات المهن الطبية متساوية في الحقوق، وبصرف النظر عن الأعداد فلكل نقابة شخصية معنوية متماثلة مع النقابات الأخرى، وهذا مبدأ نسير عليه طوال حياتنا. وشدد شوشة، على أنه لا تمييز بشأن نقابة الأطباء عن غيرها، والأنشطة العلمية متساوية، موضحاً أن من حق كل نقابة عدد من الأيام للمحاضرات والندوات العلمية ويكاد يكون متقارب. وعلى صعيد آخر قال الأمين العام لاتحاد المهن الطبية، الدكتور حسين عبد الهادي، إن الاتحاد سيشكل لجنة قانونية للبحث وتحديد ملكية مبنى دار الحكمة، عقب مخاطبة الأمين العام لنقابة الصيادلة له، وإصدار بيان رسمي، للمطالبة بعقد اجتماع طارئ للمجلس لإثبات ملكية المبنى للاتحاد وليس لنقابة الأطباء، وطرحها للتصويت أمام الجمعية العمومية المنعقدة في 30 سبتمبر المقبل. ولفت عبد الهادي، إلى أنه طلب من أمين عام الصيادلة عدم التسرع حتى الانتهاء من دراسة الموضوع واللجوء إلى الشهر العقاري، موضحا أنه لابدّ من التحقق أولاً من أصول ملكية المبنى، لأن الملكية تحددها الأوراق والمستندات وليس تصويت الجمعية العمومية للاتحاد. وقال: "أنا خاطبت الشئون القانونية للاتحاد لإبلاغه في حالة امتلاكه أوراقا تثبت ملكية الدار لكنه نفى"، مشيراً إلى أنه خاطب الدكتور إيهاب الطاهر الأمين العام لنقابة الأطباء فقال له إن "الأطباء" تستنكر تقدم نقابة أخرى تطالبها بإثبات ملكيتها للمبنى الذي تسكنه".