أكد الدكتور عمرو حسن، مدرس واستشاري النساء والتوليد والعقم بجامعة القاهرة المدير الطبي لمؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة، ومؤسس حملة "أنتي الأهم" المعنية بصحة المرأة، أن ختان الإناث يؤدي إلى ضعف في الاستجابة عند المرأة، فيتوهم الرجل أنه عنده قذف مبكر فيلجأ إلى تعاطي الترامادول لإطالة المعاشرة الجنسية ولكن مشكلة الترامادول أنه بيعمل ارتخاء في العضو الذكري. يذكر أن مجلس النواب، أصدر قرارًا بتعديل نص المادة 242 من قانون العقوبات، بشأن تغليظ عقوبة ختان الإناث، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تتجاوز سبع سنوات كل من قام بختان لأنثى بأن أزال أيا من الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل جزئى أو تام أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء دون مبرر طبي، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت. وأضاف، المدير الطبي لمؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة، في حوار ل"الوفد"، أن الختان يؤدي إلى ضعف في التجاوب الجنسي وإن تكرار عدم اكتمال التجاوب الجنسي يؤدي إلى احتقان مزمن في الحوض وآلام في البطن والظهر فتصبح العملية الجنسية مؤلمة، فيكون أمام السيدة احتمال من اثنين إما أن تنفر من العلاقة الزوجية وهنا يتجه الزوج إلى التحرش أو الدخول في علاقات جنسية محرمة أو مشاهدة الأفلام الإباحية لإشباع رغباته أو أن تبدأ السيدة في تعاطي الترمادول كمسكن قوي لألم الضهر والبطن، ومن الممكن أن تتعاطاه لتكون "على نفس دماغ زوجهل"، وإلى نص الحوار.. ما هي المعتقدات الاجتماعية والتعريفات العلمية ل"ختان الإناث؟ لدينا في مصر عادة ختان البنات المعروفة باسم الطهارة والتي تقول عنها كل من تعرضت لها أنه "يوم أسود لا ينسى، حيث تقول الفتيات والسيدات عندما تفتح سيرة هذا اليوم عبارات مثل: "ما تفكرينيش بيه لأن كل ما افتكر جسمي يقشعر وأخاف، فقد أخذوني من الدار للنار كأني رايحة لقدري"، وتقول إحداهن: "اعترضت ورغم ذلك تمت الطهارة غصبًا عني، ما كانش فيه مفر". وقد أبدت جميع النساء ضيقهن من عدم احترام رأيهن عندما اعترضن على التعرض لآلام الختان التي يصفونها بأنها أصعب من الولادة، حتى اللاتي أجرى لهن الختان بمخدر قلن "أن البنج الرش لا يؤثر، أما البنج الكلي فبعد الإفاقة منه نشعر بكل التعب". يقول بعض الناس أن الختان مفيد لأنه نظافة لذلك يعرف باسم الطهارة، "لأن الواحدة تبقى ممسوحة ونظيفة من تحت بعد ما تتقطع الزوائد اللي عندها وهذا يمنع الهرش"، ويعتمد هذا القول على عدم معرفة وظائف أعضاء التأنيث الخارجية مع احتقارها واعتبارها قذارة، ولأن المجتمع يعتبر أن الكلام في الجنس عيب، لاسيما في الجانب الذي يخص النساء فقد توارث المعتقدات التقليدية الخاصة بهذا الجانب وتمسك بها بشدة وصار لا يقبل المناقشة فيها. قد يقول البعض، "لكن اللي مش متطاهرة تبقى زي الراجل"، ينبع هذا القول من الاعتقاد بأن أعضاء التأنيث الخارجية لها قدرة خارقة على النمو الدائم دون توقف إلى أن يصل البظر إلى حجم عضو التذكير، والواقع أن معظم نساء العالم سواء اللاتي يعشن في بلاد حارة أو باردة ونسبة متزايدة من نساء مصر خاصة المثقفات غير مختنات، ولم يحدث أن تحققت تلك الخرافة وسط نساء أي بلد، فبالضبط كما لا تنمو أنوف البشر أو آذانهم أو أصابعهم، أو أعضاء التذكير لديهم بلا توقف -رغم تفاوت أحجامها من شخص لآخر- فإن أعضاء التأنيث في البشر هي الأخرى لا يتعدى حجمها نطاقًا معينًا. ترتبط هذه الأفكار الخرافية عن أعضاء التأنيث بمعتقدات ترى أن لهذه الأعضاء قدرة سحرية على الأذى فيقول البعض "اللي مش متطاهرة ممكن تضايق زوجها"، وينبع من هذا الاعتقاد التسمية الشائعة للبظر باسم "الزنبور" وهو اسم حشرة تلدغ الإنسان وتؤلمه. طرأت معلومات غير صحيحة، علي أن الختان ضروري للزواج والخلفة، لكن مع زيادة الوعي وجدنا أن جميع الناس الآن يعرفون سيدات غير مختنات يتزوجن وينجبن سواء كن من معارفهن أو من مواطنات البلدان الأخرى التي لا تمارس الختان، بل من الأفضل أن تظل الفتاة سليمة لتمارس علاقتها الزوجية بسهولة وبلا متاعب، فينعكس هذا سعادة عليها، ومن ثَم على أسرتها. والحقيقة أن هذا الربط الزائف بين الختان والعفة هو الذي جعل هذه العادة تستمر حتى الآن، فهناك اعتقاد بأن الختان يمنع الهياج الجنسي قبل الزواج حيث يقولون: "تبقى أعقل وتبرد" وكما قلنا فإن العفة مرتبطة بالعقل، والتفكير في فرض العفة بحد السكين يعتبر عنف ضد المرأة لا يفكر أحد في ممارسة مثله ضد الرجل لكي لا يهتاج قبل الزواج، مع أن العفة مطلوبة للجنسين. بسبب الاعتقاد السابق يظن البعض أن البنت غير المختنة تهيج فور أن ترتدي بنطلونًا أو تركب دراجة، وهذا ليس صحيحاً، أما عن الملابس فإن الجسم يعتاد على ملمسها بحيث لا تحس بها أعصاب اللمس بعد ثوان من ارتدائها، وكما لا يؤدي ارتداء الملابس الداخلية أو البنطلون في حد ذاتهما إلى تهيج الرجل فلا يؤدي كذلك إلى تهيج الفتاة، فالإثارة الجنسية تحتاج إلى استعداد ذهني ونفسي أولاً، ولا علاقة لها بالملابس. أما عن ركوب الدراجات فلا يحدث احتكاك أصلاً بين مقعد الدراجة أو ظهر الدابة وعضو التأنيث أو التذكير بحكم موقع هذه الأعضاء من تشريح الجسم، فالجسم يرتكز عند الجلوس المتوازن على عظمة تسمى الشاخصة الوركية، وهي أحد تركيبات الحوض، أما عظم العانة الذي يقع عنده العضو الجنسي فيرتفع عن المقعد، ولا يمكن أن يلمسه إلا لو مال الشخص (ذكرًا كان أو أنثى) بشدة إلى الأمام أو رقد على وجهه وهي أوضاع مستحيلة عند الركوب المتوازن، وكما لا نقطع العضو الذكري لمن يركب هذه المواصلات يجب ألا نقطع العضو الأنثوي بتلك الحجة. عدم المعرفة بالتشريح هو الذي يدفع البعض أيضًا للقول أن "الطهارة تسهل عملية الولادة، لأن البظر والشفرتين يسدان المهبل". قبيل أن نتعمق في مشكلات ختان الإناث، أولًا نعرف المفهوم العلمي له؟ ختان الإناث هو قطع جزئي أو كلي للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى بدون سبب مرضي، الأعضاء التي تتعرض للقطع الجزئي أو الكلي عند الختان هي: البظر، الشفرين الصغيرين، الشفرين الكبيرين. هل هناك فوائد صحية لعملية ختان الإناث وهل هناك دواع طبية لإجرائها؟ لا يوجد لختان الإناث أية فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس فإنه يحمل بكل أنواعه أضرارًا كثيرة. لا يوجد على الإطلاق أي احتياج لعملية ختان الإناث، وإن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هي دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية، وإذا كان بعض الناس يحتجون بوجود بعض الأمراض التي تؤدي إلى كبر هذه الأعضاء والاحتياج إلى جراحة فهو خطأ جسيم، فمثل هذه الأشياء هي أمراض نادرة الحدوث لها أعراض أخرى تظهر في سن الطفولة وتشخص مبكرًا، ويتم العلاج عن طريق الأدوية والتدخل الطبي. لو تم إجراء الختان بواسطة طبيب ماهر فهل تحدث مضاعفات وهل يصح أن يخضع الأطباء لرغبة الأباء أو البنات في إجراء عملية الختان؟ الطبيب الماهر يلتزم بالأخلاقيات الطبية فلا يقوم بمثل هذه العملية لما لها من أضرار على المدى القريب والبعيد وكونها مجرمة طبيًا وقانونيًا. قطعًا لا؛ لأن الفتاة الصغيرة غير مدركة في هذه السنة لخطورة إجراء قد يؤثر على حياتها المستقبلية كلها، كما أن هناك مسئولية نفسية وأخلاقية وقانونية على عاتق من يوافق على هذا الفعل وهو مسئول عن طفلة قاصر، وعلى الطبيب أن يقدم المشورة الصحيحة لأهل الفتاة وأن يوضح لهم مساوئ ختان الإناث وأنها مجرمة وضد ميثاق شرف الأطباء وأن هناك قرارًا من وزارة الصحة يمنع ويجرم القيام به، كما أن القيام بختان الإناث بجرمه قانون العقوبات المصري. ما هي المضاعفات الصحية لعملية ختان الإناث؟ من الخطأ أن يعتقد البعض أن هناك أنواعًا من ختان الإناث لا تؤدي إلى المضاعفات، فكل نوع له مضاعفات. إن ختان الإناث بأنواعه المختلفة له مضاعفات، حتى لو قام الطبيب بإجرائه، وقد سجلت الدراسات الموثقة حدوث مضاعفات ونزف شديد وصدمة عصبية قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات وحدوث التهابات حادة وناسور بولي أو شرجي وآثار نفسية، وعلى المدى البعيد قد تعاني الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب نتيجة حدوث مضاعفات والتهابات بالمهبل وقناتي فالوب وتعسر عملية الولادة نتيجة لضيق فتحة المهبل والعجان مما يؤدي إلى حدوث نزف وتهتك بأنسجة العجان. بالإضافة إلي أضرارًا للجنين أثناء عملية الولادة مثل زيادة نسبة حدوث مضاعفات في الجهاز التنفسي، والحاجة إلى الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة، وأيضًا زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة. ولكن بسبب أن النساء في البلاد التي يتم فيها ختان الإناث يأخذنه على أنه ضروري ولازم لهن بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة أنه مطلوب شرعًا، فإنهن يتحملن المضاعفات في صمت. أليست الأعضاء أو الأجزاء التي تزال في عملية ختان الإناث زوائد، وهل لها وظائف؟ وما هي أضرار إزالتها؟ الأعضاء التي تزال عادة أو تزال أجزاء منها لها وظائف تؤديها، واستئصالها أو قطع أجزاء منها يسبب أضرارًا بالغة، وبيان ذلكم فيما يلي: ومن المهم أن نذكر العوامل التي تؤدي إلى علاقة جنسية سوية تحقق الرضا للزوجين ألا وهي: تكامل الأعضاء التناسلية، إن وجود الأعضاء التناسلية الظاهرة كاملة وهي البظر وهو أكثر أعضاء المرأة حساسية، والشفران الصغيران اللذان عند إثارتهما أثناء العملية الجنسية يؤدي اتقانهما إلى زيادة الشعور بالنشوة لدى المرأة، والشفران الكبيران اللذان يخدمان كوسادتين لينتين تجعل الإيلاج مريحًا للطرفين، وغدد بارثولين التي تفرز مادة مليئة عند الاستثارة، إن كل ذلك يُسهل عملية الجماع وهو مهم جدًا لعلاقة زوجية ناجحة، لذا فإن استئصال أي جزء أو أجزاء منها يؤدي إلى تأثر العلاقة الزوجية بدرجة كبيرة. التوازن الهرموني المناسب، التوازن الهرموني والحالة النفسية بينهما علاقة وثيقة، وتؤثر الحالة النفسية على التوازن الهرموني، كما يؤثر التوازن الهرموني على الحالة النفسية للمرأة وعلى استعدادها للقيام بوظائفها الإنجابية والجنسية بصورة طبيعية. التروية الدموية الطبيعية التي تتأثر بصورة شديدة في حالة استئصال الأعضاء التناسلية الظاهرة. التوازن النفسي الاجتماعي، كما أن العملية الجنسية تمر بمراحل متتالية، وهي عملية معقدة تتدخل فيها عوامل كثيرة وحواس مختلفة مثل، البصر، والشم، والسمع، ولكن كل ذلك يصب في المخ حيث إن المخ يحتوي على المراكز المسئولة عن إثارة الرغبة الجنسية وتصعيدها إلى مستوى الاستثارة والاستعداد لممارسة الجماع أوتثبيطها وإنهائها. إن الرغبة الجنسية مصدرها المخ، فإذا أردنا التحكم فيها فعلينا بالتعامل مع المخ بحيث نغرس فيه القيم الفاضلة، وليس باستئصال البظر يتم التحكم في الرغبة الجنسية، وبالتالي فإن آثار ختان الإناث على العملية الجنسية بين الزوجين تتمثل فيما يلي: توهم القذف المبكر، أغلب الحالات التي يعتقد الأزواج أنهم يعانون من القذف المبكر ما هي إلا حالات بطء أو ضعف استجابة بسبب ختان الإناث وليست حالات مرضية تحتاج إلى علاج. ضعف في التجاوب الجنسي، وفي هذه الحالة توجد رغبة جنسية تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الجسم والعقل وتسبب احتقانًا في الحوض ولكن دون ارتواء جنسي كامل عند الأنثى، وإن تكرار عدم اكتمال التجاوب الجنسي يؤدي إلى احتقان مزمن في الحوض وآلام في البطن والظهر وإفرازات مهبلية وتوتر عصبي ونفسي عام، وهذا راجع إلى استئصال الأعضاء الخارجية للجهاز التناسلي عند الأنثى. برودة جنسية، تعاني بعض الزوجات من برودة جنسية حيث إنه بتكرار الألم أثناء الجماع تكره المرأة العملية الجنسية، وبالتالي تكون سلبية مع زوجها أثناء هذه العملية وتعتبرها واجبًا كريهًا لابد منه، ومع تزايد صعوبة وآلام العملية الجنسية يظهر الرفض النفسي لها والذي يؤدي بدوره إلى صعوبة أكثر وآلام أشد أثناء الاتصال الجنسي. تشنج العضلات، عند ضعف أو سلبية التجاوب أثناء الاتصال الجنسي بين الزوجين تصبح العملية الجنسية بالنسبة للزوج عملية قذف للسائل المنوي فقط، وهذا يؤدي إلى نقص الاهتمام بهذه العملية والذي قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف، ونظرًا لأن بعض السيدات اللاتي أجرى لهن تشويه في الأعضاء التناسلية، يحتجن وقتًا أطول للوصول إلى الارتواء، فإن بعض الأزواج يلجأون إلى استعمال المخدرات وبالبذات الحشيش والترامادول اعتقادًا منهم أن هذا يطيل العملية الجنسية. ولا يخفى على القارئ الأثر السلبي لمثل هذه المواد على العلاقة الزوجية والحياة الأسرية، بالرغم من تفاوت آثار ختان الأنثى على العملية الجنسية بتفاوت درجته، وكذلك بعمق الصدمة النفسية التي تعرضت لها من أجريت لها هذه العملية، فإن كل أنواعه لها آثار سلبية، وأحيانًا لا تدرك السيدة هذه الآثار وتتخيل أنها بوصولها إلى النشوة فإن عادة ختان الإناث لم تترك أثرًا، لأنها لا تدري كيف يكون حالها في حالة عدم الختان. قليلاً ما تشكو الزوجات من المشاكل الجنسية، فلماذا إثارة هذه القضية؟ بصفة عامة، يوجد العديد من الأسباب التي تقلل من الاهتمام بالخلل الوظيفي الجنسي لدى النساء مقارنة بالرجال، وهذا لا يلغي معاناة النساء ولكن يجعلها إحدى القضايا المسكوت عنها وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي: أن وجود هذا الخلل الوظيفي لدى الأنثى لا يمنع إقامة العلاقة الجنسية مقارنة بحدوثه لدى الرجل، فإن القصور في مرحلة الاستثارة لدى الأنثى ليست كمشكلة عدم حدوث الانتصاب لدى الرجل، وكذلك عدم حدوث الارتواء لدى الأنثى، لا يمنع حدوث الحمل. في كثير من الأحيان تنشأ الفتيات معتبرة أن التعبير عن الرغبة الجنسية لدى الأنثى يعتبر مناقضًا لدواعي الأدب الاجتماعي، حتى بين الزوجة وزوجها، وهذا ما يؤدي إلى صعوبة تعبير المرأة عن مشكلتها وطلب المساعدة إلا أننا نعلم مدى تأثير هذه الأمور على استقرار العلاقة الزوجية بين الزجين. إن إجراء الختان للأنثى لا يمنع الرغبة في الجنس، ولكنه قد يؤثر على درجة الاستمتاع، وبالتالي يحرم بعض النساء من الاستمتاع الجنسي في العلاقات الزوجية وهو حق أعطاه الإسلام لكل النساء المتزوجات، كما أنه قد يؤخر ويطيل الوقت لتتحقق الاستجابة مما يؤثر حتمًا على الزوج. ختان الإناث أشد صور الاعتداء على السلامة البدنية للمرأة، لا تُبرره ضرورة طبية أوفائدة صحية كما يؤكد أهل الاختصاص، ولا يمكن ربطه بالدين الإسلامي بأي وجه أو التذرع بالدين لتبريره، فهو يرتبط بمفاهيم وعادات اجتماعية خاطئة، تتعلق بالنشاط الجنسي والضغوط الاجتماعية. وتوجد مصطلحات زافة تُرسخ المفاهيم الاجتماعية الخاطئة عن ختان الأنثى، مثل "الطهارة" الذي يوحي بأن غير المختنة ليست طاهرة أو أن إيمانها ليس كاملاً. وقد اتخذت الجمعية العالمية لاتحاد أمراض النساء والتوليد قراراً أصدرته في سنة 1994 أدانت فيه ختان الأنثى لأضراره الصحية والنفسية والاجتماعية، وبوصفه يمثل اعتداءً على حقوق الإنسان لأنه ممارسة ضارة تُجرَى على طفلة لا يمكنها إعطاء موافقة مبنية على المعرفة. هل حقاً تصبح الفتاة غير المختنة مثل الذكر كما يشيع ممارسي ختان الإناث؟ الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى لا تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة، ولها حد معين في النمو. الاعتقاد بأن الأعضاء التناسلية للأنثى تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة لدى الرجل اعتقاد غير صحيح علمياً، بل إننا نستطيع أن نقول عنه إنه خرافة وفكرة متوارثة. فالحقيقة العلمية تقول أن البظر عضو صغير حساس يتكون من نسيج أسفنجي يبلغ متوسط طوله عند إكتمال بلوغ الفتاة 1 - 1,5 سم، وتتركز في البظر كريات الإحساس الجنسي وخاصة في رأسه، لذلك فإن له دوراً أساسياً في إحداث لذة الارتواء لدى المرأة، وقطعه يؤثر على حدوثها بدرجة كبيرة، البظر عضو حساس جداً وغني بأوعية دموية وأليافٍ عصبية، لذلك فقطعه يسبب نزيفاً وألماً شديداً، ويتم التئامه بنسيج ليفي له كثير من الأضرار. ما هو رأي الجمعيات الطبية العالمية المتخصصة، وموقف الهيئات المهنية حول إجراء ختان الإناث ؟ أوصى الاتحاد العالمي لجمعيات أمراض النساء والتوليد (FIGO) باعتبار ختان الإناث انتهاكًا لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وطالب ببذل كافة الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التقليدية التي تحتوي على عنف ضد الأطفال والنساء، وكذلك أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بهذه التوصية في عام 2012. موقف الهيئات المهنية من ختان الإناث: تحذر نقابة الأطباء المصرية دوماً من قيام الأطباء بممارسة عادة ختان الإناث، وتقرر الجزاءات المهنية لمن يمارسونها باعتبارها خروجاً على مقتضيات الواجب المهني. لكن ما هي الأسباب التي تدفع بعض الأطباء إلى ممارسة عادة ختان الإناث، على الرغم مما يقرره بعضهم، أنه لا توجد في مراجع الجراحة دراسة تتعلق بهذه الممارسة؟ هناك عدة أسباب أهمها: أولًا، وجود آراء لبعض رجال الدين التي تُقدم دعماً لهذا السلوك، فتوفر لبعض الأطباء ذريعة دينية لممارسة هذه العادة. ثانيًا، اعتاد بعض الأطباء أن واجبهم المهني يفرض عليهم ممارسة الختان لحماية البناتمن الظروف السيئة التي يمكن أن تمارس فيها عادة الختان، فتعرض حياة البنات للخطر. ثالثًا، غياب حملة وطنية منظمة ومستمرة لتوعية العاملين بالقطاع الصحي والمواطنين، بخطورة الختان وأضراره التي يكشف عنها العلم الحديث. رابعًا، تدني دخل بعض الأطباء يجعلهم يبحثون عن مصادر لتحسين ظروفهم المعيشية دون اكتراث بالاعتبارات الأخلاقية أو الدينية أو الصحية. ما هي جذور ممارسة ختان الإناث في مصر؟ ختان الإناث يمارس في مصر قبل ظهور الأديان السماوية، وهي ممارسة لها جذور إفريقية وليست دينية، هناك 28 دولة إفريقية، وتقع أغلبها في وسط أفريقيا وتمارس ختان الإناث، شعوب هذه الدول لا تجمعها ديانة واحدة، فقد يكونوا مسلمين أو مسيحيين أو يتبعون ديانات أو عبادات أخرى، كثير من البلاد العربية والإسلامية في كافة أنحاء العالم لا تمارس ختان الإناث.