«ختان الإناث.. بين المغلوط علميا والملتبس فقهيا»، هو عنوان الكتاب الذي تحتفل جامعة الأزهر، الثلاثاء 8 أكتوبر، بصدوره بالتعاون مع المجلس القومي للسكان ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة، للرد عن الأسئلة والاستفسارات التي وردت إلى الجامعة، وللرد على الأفكار المؤيدة لهذه الممارسة. يتضمن الكتاب معلومات أساسية عن ختان البنات المعروف طبيا باسم تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للأنثى، والجوانب الشرعية والطبية والقانونية لهذه الممارسة، وعلاقة الختان بالعلاقة الزوجية، كما يرد على الأفكار التي تروج منذ آلاف السنين- ولا تزال- لتأييد هذه الممارسة. وقال مدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية، د. جمال أبو السرور، أستاذ أمراض النساء بالجامعة، إن الكتاب تمت صياغته بطريقة السؤال والجواب، ليكون أسهل في الرد على أسئلة الناس، التي تترد على المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، ولجان الفتوى المختلفة، فيما يخص هذه العادة. الكتاب الذي يقع في نحو 50 صفحة من القطع المتوسط، شارك في إعداده د.أحمد رجاء عبد الحميد أستاذ الصحة الإنجابية بالمركز، وراجعه وقدم له د.أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ود. عبد الله الحسيني وزير الأوقاف الأسبق، ود. علي جمعة مفتى الديار المصرية السابق. ويوثق الكتاب لبداية تناول هذه القضية في العصر الحديث، منذ كتب الشيخ رشيد رضا في مجلته المنار عام 1904، ومرورا بقرارات وزارة الصحة التي منعت هذه الممارسة منذ الخمسينات، وانتهاء بفتوى دار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية ومشيخة الأزهر، بعدم جواز ختان البنات، منذ 2007، والتي كانت سببا في تجريم هذه العادة بمادة في قانون العقوبات في عام 2008. الكتاب أيضا يوضح الأشكال المختلفة للختان، والدول التي تمارسه، ويرسل 4 رسائل إلى علماء الدين والأطباء والجهات الحكومية والآباء والأمهات ووسائل الإعلام، بأن يتحمل الجميع مسؤوليته عن نشر حقيقة هذه العادة ومخاطرها النفسية والصحية والاجتماعية، على الفتيات وعلى الأسر. عادة ختان الإناث التي تمارس في 29 دولة على مستوى العالم، يقع أغلبها في وسط أفريقيا، لا تمارسها الدول الإسلامية الكبرى، كالمملكة العربية السعودية، وإيران، ولا دول شمال أفريقيا، عدا مصر، ولا الدول العربية في شمال الجزيرة العربية، ولا توجد في العالم الإسلامي سوى في مصر والسودان والصومال وجيبوتي واليمن، وأجزاء من عمان. ولا تزال نسبة ممارسة ختان الإناث في مصر، أكثر من 90% بين النساء في السن من 15-45 سنة، بحسب آخر مسح صحي أجرى في مصر عام 2008، وتخضع له الفتيات في السن من 7- 11 سنة، ويجري نحو 75% من الممارسة على يد الأطباء. الشروق تنشر جانبا من الأسئلة والأجوبة التي وردت بالكتاب. ................................................... س:ما تأثير ختان الإناث على العلاقة الزوجية؟ ج: هناك أربعة تأثيرات سلبية للختان على العلاقة، هي: توهم القذف المبكر: أغلب الحالات التي يعتقد الزوج أنه يعاني من القذف المبكر ماهي إلا حالات بطء أو ضعف استجابة بسبب ختان الإناث، وليست حالات مرضية تحتاج إلى علاج. ضعف التجاوب الجنسي: في هذه الحالة توجد رغبة جنسية تؤثر تأثيرا مباشرا على الجسم والعقل، وتسبب احتقانا في الحوض، ولكن دون ارتواء جنسي كامل عند الأنثى، وتكرار عدم اكتمال التجاوب الجنسي يؤدى إلى احتقان مزمن في الحوض، وآلام في البطن والظهر، وإفرازات مهبلية، وتوتر عصبي ونفسي عام، راجع إلى استئصال الأعضاء الخارجية للجهاز التناسلي للأنثى. برودة جنسية: تعاني بعض الزوجات من برودة جنسية، فبتكرار الألم عند الجماع تكره المرأة العملية الجنسية، وبالتالي تكون سلبية مع زوجها، أثناء هذه العملية، وتعتبرها واجبا كريها لابد منه، ومع تزايد صعوبة وآلام العملية، يظهر الرفض النفسي لها، والذي يؤدى بدوره إلى صعوبة أكثر وآلام أشد أثناء الاتصال الجنسي. تشنج العضلات: عند ضعف أو سلبية التجاوب أثناء الاتصال الجنسي بين الزوجين، تصبح العملية الجنسية بالنسبة للزوج عملية قذف للسائل المنوي فقط، مما يؤدي إلى ضعف الاهتمام بالعملية، ومن ثم ضعف الانتصاب وسرعة القذف، ولأن بعض السيدات حدث لهن تشويه في الأعضاء التناسلية، ويحتجن وقتا أطول للوصول إلى الارتواء، فبعض الأزواج يلجأون إلى استعمال المخدرات، خاصة الحشيش، اعتقادا منهم أن هذا يطيل العملية الجنسية. وبالرغم من تفاوت آثار ختان الأنثى على العملية الجنسية بتفاوت درجته، وكذلك بعمق الصدمة النفسية التي تعرضت لها منذ أجريت لها هذه العملية، فإن كل أنواعه لها آثار سلبية، وأحيانا لا تدرك السيدة هذه الآثار، وتتخيل أنها بوصولها للنشوة يعنى أن الختان لم يترك أثرا، لأنها لا تدري كيف يكون حالها في حالة عدم الختان. س: قليلا ما تشكو الزوجات من المشكلات الجنسية، فلماذا إثارة هذه القضية؟ ج: توجد أسباب تقلل من الاهتمام بالخلل الوظيفي الجنسي لدى النساء مقارنة بالرجال، وهذا لا يلغي معاناة النساء، ولكن يجعلها إحدى القضايا المسكوت عنها، وتتمثل الأسباب فيما يلي: · وجود الخلل الوظيفي لدى الأنثى لا يمنع من إقامة العلاقة الجنسية، مقارنة بحدوثه لدى الرجال، وكذلك عدم حدوث الارتواء لدى الأنثى لا يمنع الحمل. · في كثير من الأحيان تنشأ الفتيات على أن التعبير عن الرغبة الجنسية لدى الأنثى يعتبر مناقضا لدواعي الأدب الاجتماعي، حتى بين الزوجة وزوجها، وهذا ما يؤدى إلى صعوبة تعبير المرأة عن مشكلتها، وطلب المساعدة، إلا أننا نعلم مدى تأثير هذه الأمور على استقرار العلاقة الزوجية بين الزوجين. · إجراء الختان للأنثى لا يمنع الرغبة في الجنس، ولكنه قد يؤثر على درجة الاستمتاع، ويحرم بعض النساء من الاستمتاع في العلاقة الزوجية، وهو حق أعطاه الإسلام للمتزوجات، كما أنه قد يؤخر ويطيل الوقت لحين تحقيق الاستجابة، مما يؤثر سلبا على الزوج. س: ما حقيقة أن عدم ختان الأنثى يعيق زوجها عند العلاقة الزوجية ويعيق الولادة؟ ج: أعضاء التأنيث الخارجية، هي أنسجة رخوة، لا تؤدى إلى إعاقة على الإطلاق، بل على العكس تسهل العلاقة، وتيسر الولادة. س: هل أعضاء الأنثى تكبر مثل أعضاء الرجل إذا لم تختن الفتاة؟ ج: هذا كلام غير صحيح علميا، بل خرافة وفكرة خاطئة متوارثة، وليس لها أساس علمي؛ لأن كل عضو في جسد الإنسان يكبر إلى أن يصل إلى حد معين، ثم يقف عند هذا الحد، ولا يمكن أن يتجاوزه، فعندما تكبر الأنف أو الأذن مع نمو الطفل، يكبران بنسبة معينة بما يتناسب مع الجسم، ولم نسمع عن إنسان كبر أنفه وتدلى من جسمه، ولم يُسجل أن امرأة في أي منطقة في العالم كبر بظرها حتى وصل إلى حجم قضيب الرجل لأنها لم تختن.