لم تعرف مصر فن العرائس قبل عام 1959، وكان المتعارف عليه هو صندوق الدنيا وخيال الظل والأراجوز، وأشكال أخري من الفنون الفلكلورية المختلفة التي كانت تقدم في الساحات والعامة في الدولة الفاطمية والفرعونية دون وجود مكان كالمسرح للعرض فيه، ولكن الحال لم يدم طويلاً فقد تبدل الوضع عقب تقديم فرقة العرائس الرومانية "تساندريكا" عام 1958 لعرض "الأصابع الخمسة" التي حازت على إعجاب الجمهور. وطلبت وزارة الإرشاد فى عهد الوزير فتحى رضوان خبيرتين من فرقة العرائس الرومانية، وتم نشر إعلان بالصحف لتكوين فرقة مصرية للعرائس ونجح 24 طالبا وتم تدريبهم على فنون تحريك العرائس ثم تم تصفيتهم إلى 9 أفراد على رأسهم الفنان القدير صلاح السقا، وأول عرض من إنتاجهم وتحت إشراف الخبراء الأجانب كان "الشاطر حسن" ولاقى استحسانا ونجاحا كبيرين، ثم قاموا بتقديم عرض "بنت السلطان" واستمر عرضه لفترة، ومنذ ذلك الوقت بدأ الفنانين والنقاد الاهتمام بهذا الفن الجديد والحماس لرؤيته. الليلة الكبيرة: وقال محمد نور مدير عام مسرح العرائس، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إنه في بادىء الأمر كانت عروض فن العرائس تقدم على خشبة مسرح معهد الموسيقى العربية وتم طلب إقامة عرض لجمهور معرض الزراعى الصناعى فى ذلك الوقت ونال استحسان الجميع، وكان في هذا الوقت زيارة ملك المغرب لمصر واصطحب الرئيس عبد الناصر الملك لرؤية العرض فأثار إعجابه، علاوة على شعورة بمدى فائدته للأطفال وعنصر جذب لهم وله أثره الطيب في خدمة الطفل. وأضاف أن بعد ذلك تقرر إنشاء مسرح القاهرة للعرائس وشاركت مصر بعرض "الليلة الكبيرة" فى أكبر مهرجانات لفن العرائس بالعالم والمقام فى وقتها برومانيا، وكانت الفرقة المصرية لم تتعد خبراتها سوى سنتين فقط ولكن التحدى وإثبات النفس صنع أهم عرض مصرى والمخلد فى الأذهان حتى وقتنا هذا. وكانت صورة غنائية في الإذاعة مدتها 13 دقيقة ولما شعروا انهم سيمثلوا مصر بها اضافوا لها حتى تصل ل40 دقيقة، وبعد ذلك شاركت مصر فى مهرجان بوخاريست وحصلت على المركز الثانى. أما عن تطوير فن العرائس بمصر فطالب مدير مسرح العرائس هو بحاجة لتقنيات وأجهزة حديثة تواكب القرن الواحد والعشرين، علاوة على المنتج الفنى المقدم بحاجة لخبرات فنية من الدول الغربية المتقدم فى ذلك المجال، حيث يعمل المسرح بأدوات وأجهزة ولكنها غير متخصصة في تطوير فن العرائس. ولا يوجد معاهد فنية متخصصة لدراسة فن العرائس بمصر إما بالدول الخارجية فيوجد معاهد وكليات وأكاديميات تاريخها في دراسة هذا الفن ل400 سنة فهى مادة علمية متطورة ونحن محتاجين كل فترة معرفة ما توصل له في الخارج والتعليم منهم. استعدادات المسرح للعيد: وتابع نور، أن المسرح سيكون على استعداد لاستقبال زواره خلال أيام العيد، وسيتم فتح المسرح بعرض مسرحية "فركش لما يكش" تأليف وإخراج دكتور شوقي حجاب، وعرائس وديكور محمد كشك وألحان صلاح الشرنوبي، موضحا أن هذا العرض ليس بجديد حيث إنه قائم على مدار خمس سنوات ولكنه عرض متميز ومبهج والمسرح وجد أنه ملائم لأجواء العيد المرحة ليبدأ به. وأوضح أنهم يقومون بإجراء عمليات صيانة وإصلاحات للمسرح كمبنى كامل بداية من قاعة عرض وخشبة المسرح التى تحتاج لتطوير شامل، خاصة وأن المسرح كان بحاجة للصيانة والتجديدات منذ فترة طويلة. وفيما يخص إقبال الزوار على المسرح فأكد مدير عام مسرح القاهرة للعرائس أنه في زيادة مستمرة، فرغم ارتفاع الأسعار الذي نعاني منه في كل شئ، إلا أن المسرح ظل محتفظا بسعر التذكرة الذي يدعم بشكل يناسب المواطن المصري فيترواح سعرها من 15 ل 20 جنيهًا فقط، لأن المسرح يخاطب كل أفراد الأسرة وهدفه الوصول لكل فرد فيها، فضلاً عن رحلات المدراس المستمرة على مدار العام الدراسي لأن المسرح يتربع على أجندة رحلات المدارس باعتباره رحلة ترفيهية تثقيفة تربوية مفيدة للطلبة". وأضاف نور أن المسرح يعتبر من أهم مسارح الدولة بنسبة المشاهدة والإيرادات، قائلاً: "مسرح العرائس الوحيد الذي يحتفظ بجذب الجمهور بشكل مستمر بل وبيزيد من غير لا دعاية ولا إعلان وده طبعا بيترجم إقبال الجمهور على المسرح ثقة فيما يقدمه". شاهد الفيديو: اقرأ أيضًا.. عرائس الماريونت وخيال الظل.. فنون لها تاريخ شاهد..نعيم: 16 عامًا أذوب عشقًا في عرائس الماريونيت