تشهد أسواق الماشية حالة من الركود مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذى ارتبط بسنة الأضحية، حيث يحرص الجميع على شراء الأضاحى لذبحها، وتوزيع لحومها على الفقراء، إلا أن هذا العام قفزت الأسعار بنحو «25٪» عن العام الماضى وبلغ سعر الكيلو القائم 45 جنيهاً للخرفان، مقابل «43» جنيهاً للأبقار، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الدواء، واختفاء الأعلاف من الأسواق، مما أحدث صدمة لدى الكثيرين ممن اعتادوا على شراء الأضحية، فعزف البعض عن الشراء واتجه آخرون للاشتراك فى ذبيحة واحدة، بينما فضل آخرون شراء اللحوم للشعور بفرحة العيد. وسبق أن حذر المسئولون بالاتحاد العام للغرف التجارية، فى بداية العام الحالى من الارتفاع المتوقع لأسعار اللحوم، وذلك نتيجة لضعف الإنتاج المحلى من الثروة الحيوانية الذى لم يعد يكفى الاستهلاك المحلى ومع ذلك لم تتحرك الحكومة. وتشير الأرقام إلى أن حجم الإنتاج المحلى من الثروة الحيوانية بلغ نحو «250» ألف طن سنوياً، بينما يصل استهلاك اللحوم نحو «850» ألف طن سنوياً، ويتم استيراد نحو «250» ألف طن لحوم مجمدة، و«50» ألف طن من الرؤوس الحية، يتم استيرادها وذبحها فى مصر. وتساهم المزارع العشوائية لدى صغار المربين بنحو «60٪» من الإنتاج المحلى، أما المزارعون النظاميون، فيساهمون بحوالى «2٪» فقط. وطبقاً لبيانات وزارة الزراعة يصل عدد رؤوس الماشية فى مصر لنحو «19» مليون رأس ماشية، منهم «2» مليون و«547» ألفاً و«691» رأساً من الأبقار البلدية، و«2» مليون و«49» ألفاً و«375» رأس أبقار خليط و«174» ألفاً و«905» رؤوس أبقار من سلالات أجنبية، أى بإجمالى «4» ملايين و«744» ألفاً و«971» رأساً. هذا فضلاً عن «5» ملايين و«564» ألفاً و«117» رأس أغنام، و«4» ملايين و«153» ألفاً و«261» رأس ماعز، و«261» رأس جمالى، ويقدر حجم الفجوة من اللحوم بنحو «900» ألف طن سنوياً. وعلى الرغم من اقتراب عيد الأضحى إلا أن استعدادات التجار بإقامة الشوادر جاءت متأخرة بالمقارنة بالعام الماضى، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة لزيادة سعر الدولار وارتفاع أسعار الأعلاف، وتكلفة تسمين المواشى الأمر الذى ينعكس سلباً على المواطن الذى يضطر لتحمل فاتورة غلاء الأسعار. إقبال ضعيف عندما توجهنا للأسواق لمعرفة «أسعار المواشى هذا العام»، لاحظنا إقبالاً ضعيفاً من المواطنين على الشوادر التى خلت أغلبها من الزبائن، واختلفت أسعار الأضاحى من مكان لآخر، بينما اضطر أغلب التجار لجلب كمية قليلة من المواشى بسبب زيادة الأسعار. ففى منطقة زينهم، أكد «محمد» تاجر مواشى، أن هذا العام الأسعار زادت بنسبة «25٪» تقريباً عن العام الماضى، مؤكداً أن الإقبال ما زال ضعيفاً فعلى الرغم من اقتراب عيد الأضحى إلا أن هناك حالة من الركود أصابت الأسوق، واكتفى أغلب المواطنين بالمرور للسؤال عن الأسعار، بعد أن كان هذا الوقت يشهد حجز المواشى ولو بمبلغ بسيط، وعن الأسعار أكد أن سعر كيلو الخراف البلدية وصل إلى «45» جنيهاً، والجدى من 40 44 جنيهاً، أما العجول فقد تراوح سعر الكيلو من «40 45»، وعن المواصفات التى يجب توافرها فى شراء خروف العيد، أوضح أنه لابد أن يكون الخروف يتمتع بصحة جيدة، وتبدو عليه علامات النشاط، وأن يتمتع بقرون سليمة، وأعين لامعة، وأن يراعى صغر سنه، ويكون الأفضل «4 أو 5» شهور ولديه أسنان لبنية وبلا كسور. ويشاركه الرأى الحاج شعبان، جزار من منطقة حلوان، الذى أكد أن الأسعار هذا العام شهدت زيادة ملحوظة بالمقارنة بالعام الماضى. حيث وصل سعر كيلو الخراف البلدية إلى «43 جنيهاً» وبذلك يصبح سعر الخروف وزن «60 كيلو» نحو «2580» جنيهاً، أما العجول فتباع بنفس السعر، حيث يتراوح سعر العجول من «43 44» جنيهاً للكيلو، ليصل سعر العجل وزن «500» كيلو إلى «22» ألف جنيه، هذا بالإضافة إلى «1000» جنيه لإطعامه حتى يحين وقت ذبحه، ولم يختلف الوضع كثيراً فى منطقة السيدة زينب، حيث أكد المعلم علاء، جزار، أن الأسعار زادت نحو «7» جنيهات تقريباً هذا العام، ليرتفع سعر كيلو الخراف إلى «45» جنيهاً، والعجول إلى «44» جنيهاً للكيلو، وزادت العجول هذا العام نحو «2000» جنيه، تقريباً، هذا فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف، فتكلفة إطعام العجل الواحد فى اليوم تصل إلى «10» جنيهات، أما الأغنام فتكلفة إطعامها لا تتعدى «5» جنيهات يومياً للرأس الواحدة، وأكد أن الأسعار تزداد يوماً بعد الآخر، فمن المحتمل أن يصل سعر كيلو الخراف قبل العيد بساعات قليلة لنحو «47 جنيهاً» وربما يصل إلى «50» جنيهاً للكيلو، فالأسعار تختلف من منطقة لأخرى. الشوادر.. للفرجة فقط انعكس غلاء الأسعار على المواطنين فى الشوارع الذين اكتفى أغلبهم بالسؤال والفرجة على خروف العيد، فتقول مدام إلهام، موظفة، اعتدت على شراء الأضحية كل عام لما لها من بهجة فى نفوس الجميع، فضلاً عن كونها سنة يجب أن يحتذى بها، لكننى صدمت بارتفاع الأسعار، فأنا أفضل أن يكون وزن الخروف لا يقل عن «70» كيلو حتى أتمكن من توزيع اللحوم على البسطاء والأقارب أيضاً، فالخروف الذى يزن «50» كيلو يكون صافى وزنه من اللحم بعد الذبح نحو «23» كيلو، وذلك بعد استبعاد الدهون «اللية» والأحشاء والرأس والفروة، وهذا العام سوف أضطر للبحث عن خروف صغير فلا أشعر أنا وأسرتى فرحة عيد الأضحى، إلا بإقامة شعائر الأضحية، فالكبار والصغار يلتفون هذا اليوم لمشاهدة ذبح الخروف، وتؤكد أنها تقوم بفحص الخروف جيداً قبل شرائه للتأكد من خلوه من الأمراض، أما أمينة محمد، فقد اعتادت أيضاً على شراء الأضحية لكن هذا العام لن تتمكن من شراء الأضحية أو مشاركة أقاربها فى ذبح «عجل» لأن الأسعار ارتفعت عن العام الماضى بزيادة قدرها «5» جنيهات لكيلو «القائم» وتزامن قدوم عيد الأضحى مع المدارس مما يعد مأزقاً كبيراً، والميزانية لم تعد تحتمل، لذا ستضطر هذا العام لشراء كمية قليلة من اللحوم لأطفالها بدلاً من ذبح أضحية، فأقل خروف هذا العام سيصل سعره إلى «2500» جنيه، وتتساءل كيف يستطيع محدودو الدخل توفير كل تلك النفقات فى ظل غلاء الأسعار. اقرأ أيضًا.. "الصكوك".. البديل الأرخص للأضحية