آيات قرآنية وأحاديث نبوية عدة جاءت عن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لحث المسلم على العمل الصالح خلالها والتزود بالطاعات والتقرب إلى الله فيها، باعتبارها أفضل أيام الدنيا، التي يفصلنا عنها يوم واحد وفقًا للحسابات الفلكية في مصر والسعودية. وقال الحافظ ابن حجر، في كتابه "فتح الباري" وهو من أعظم كتب تفسير الحديث وأجمعها في شرح صحيح البخاري، إن السبب في امتياز العشر الأوائل من ذي الحجة غيرها هو لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي "الصلاة والصيام والصدقة وفريضة الحج" وهو ما لا يتأتى في غيرها. ووردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى"وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ." وذكرها سبحانه وتعالى أيضًا في سورة الفجر فجاء قوله "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، وأكد كل من المام الطبري وابن كثير وابن عباسٍ وابن الزبير في تفسيرهم للآية بأن المقصود ب الليالي العشر هي ليالي عشر ذي الحجة. وفي أكثر من موضع أكد الرسول على فضل تلك الأيام، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء". واستحب أهل العلم صيام الأيام التسعة من ذي الحجة أو ما تيسر منها، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم هذه الأيام، وتحديدًا صيام يوم عرفة الذي قال النبي أنه يكفر السنة التي قبله والتي بعده. وورد في مسند أحمد وسنن النسائي عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة". وعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر وأول اثنين من الشهر وخميسين ". ويستحب في هذه الأيام، الإكثار من التحميد والتهليل والتكبير بصيغة "الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، حيث قال الله تعالى في سورة الحج: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام". وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". وتعد الصدقة واحدة من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال:"يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون". كما يستحب في هذه الأيام الإكثار من صلاة النوافل وذبح الأضاحي التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر، الذي يُعد من أعظم الأيام كما روي عن عبد الله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر ، ثم يوم القَرِّ"