كشف منتدى «الميدل إيست» للدراسات السياسية الخارجية الأمريكية عن فضيحة تلقى بعض مراكز الأبحاث ومخازن الفكر كما يسمونها أموالًا من الشركات والحكومات على شكل تبرعات أو غيرها من المساهمات المالية، من أجل إنتاج ونشر أبحاث تصب فى مصلحة الراشى أو المتبرع، وجاء معهد بروكينجز على رأس القائمة من بين هذه المراكز، وخاصة فرع الدوحة الذى طالما هاجم الدولة المصرية وسياساتها لصالح من يدفعون، وقال جريج رومان رئيس منتدى الميدل إيست فى رسالة وجهها لقرائه وباحثيه إنه يترفع وينأى بمبحثه عن هذه التوجهات، مشيرًا إلى ما نشرته صحيفة النيويورك تايمز بتاريخ 7/9/2014، والتى أكدت دفع قطر خلال الأربع سنوات منذ 2011 حتى 2014 مبلغ 41 مليون دولار ، من أجل توجيه الدراسات فى هذا المركز لصالح مصالحها الخارجية، من بينها مهاجمة الدولة المصرية وقياداتها السياسية لصالح الإخوان، و التى قال تقرير النيويورك تايمز إن قطر حاولت من خلال معهد بروكينجز أن تصدر الصورة المضيئة لتنظيم الإخوان للإدارة الأمريكية، وأنهم النموذج الديمقراطى للإسلام السياسى فى الدول العربية. كما كشفت رسالة جريج رومان عن إشارته لتقرير نيويورك تايمز إلى محاولات ميشيلا ديون رئيسة معهد أتلانتيك كاونسل إلى محاباة تنظيم الإخوان واعتبار ثورة 30 يونيو انقلابا عسكريا ضد الرئيس المخلوع محمد مرسى، وقامت ديون بكتابة طلب بخط يدها للجنة الشئون الخارجية فى الكونجرس بحظر المساعدات العسكرية عن مصر فى 2013، إلا أن مركزها اتلانتيك كاونسل تحول فيما بعد إلى مركز رفيق الحريرى للدراسات، والذى تتبرع له أسرة الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريرى، ما دفع نجله بهاء الحريرى إلى الضغط لإعلان المركز الذى تحت رعاية أسرته وتقديم اعتراضه رسميا على ما طلبته ميشيلا ديون فى حجب المساعدات العسكرية عن مصر، وقال الحريرى وقتها إنه أعلم بحقيقة وبواطن الأمور التى لا تعلمها ميشيلا ديون، والتى تقدمت باستقالتها بعد هذه الواقعة. ثم تولى السفير الأمريكى الأسبق فى القاهرة فرانسيس ريتشاردونى رئاسة مركز الدراسات فى مقره بلبنان، والذى عاد إلى القاهرة فى يوليو الماضى فى منصب رئيس الجامعة الأمريكية فى القاهرة، رغم عدم حمله أية مؤهلات أكاديمية، ومن المعروف أن الجامعة الأمريكية فى القاهرة لديها العديد من مراكز الأبحاث والمجلات العلمية التى تنشر أبحاثا فى دراسات السياسة الخارجية المصرية والعربية والأمريكية حول القضايا العالمية. وكانت المذكرة الإيضاحية التى صدرت من الكونجرس فى مارس الماضى حول اعتبار تنظيم الإخوان إرهابيا فى الولاياتالمتحدة، اكدت أن التنظيم أنشأ مراكز بحثية يمولها من الأصل لتوجيه دراساته فى صالح التنظيم وتلميع صورته أمام الإعلام الأمريكى، للسيطرة على الشخصيات السياسية ومتخذى القرار ومجلس النواب لتمرير القوانين واجراءات فى صالحهم، وهو ما يبدو تحقيقه من ظهور مؤشرات توتر العلاقات المصرية والأمريكية و السعودية الأمريكية مؤخرا . وكشف تقرير سرى جدا صادر عن الخارجية النرويجية فى 2014، أن هناك 64 دولة مولت 28 مركزا بحثيا فى 2011، بمجموع يصل لأكثر من 92 مليون دولار خلال هذه الفترة فقط، و جاءت هذه التمويلات المكثفة قبيل وفى أعقاب ثورات الربيع العربى التى اجتاحت الدول العربية آنذاك، ما يثير العديد من التساؤلات حول توجهات الإدارة الأمريكية نحو القضايا العربية آنذاك، وغدرها بحلفائها القدامى أمثال مبارك والقذافى وصالح، وذكر التقرير النرويجى أن الحكومة القطرية التى مولت مركز بروكينجز للدراسات فى فروعه فى واشنطنوالدوحة، لكتابة دراسات لا تكشف عن تدخلاتها العسكرية فى الدول العربية المحيطة فى ليبيا وسوريا، وأضاف أن تمويل هذه المراكز يأتى من منطلق عدم قدرة الكثير من الدول والحكومات فى العالم على الوصول إلى متخذى القرار فى الولاياتالمتحدة، فتعتبر هذه المراكز بوابة مرور إلى هذه الشخصيات، فضلا عن ترويج الدارسين والباحثين لهذه الحكومات فى وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية نظير مقابل مادى مغرٍ.