اختار الوفد أن يتحالف انتخابياً مع الإخوان المسلمين لأهداف رآها مشروعة حتي لا ينقسم المجتمع إلي إسلاميين وغير إسلاميين، وعاني الوفد من مناورات شركائه ومن غضب كتلة مهمة في المشهد والأقباط والأحزاب الليبرالية فقرر الانسحاب من التحالف والنتيجة خسارة دعم الإسلاميين بعد أن كان قد خسر الأقباط والأحرار والنتيجة أنه أصبح يراوح في مكانه بعيداً عن ثوابته، ولكنه ظن أن رصيده التاريخي سيحقق له تصويتاً جيداً في الانتخابات، وكان هذا الظن سبباً في إهماله تنظيم صفوفه وأدار العملية الانتخابية بشكل غير علمي فاختار مرشحيه بلا معايير موضوعية واعتمد عليهم في الدعاية الانتخابية فخذلوه إما لأنهم موهومون برصيد الوفد التاريخي وأثره السحري، وإما لأنهم غير قادرين أو غير راغبين في بذل الجهد والمال. والنتيجة أداء انتخابي كارثي، وتفرغ بعض رجاله الي تبادل إلقاء اللوم أو البحث عن شماعة يعلق عليها تقصيره في إدارة الانتخابات. والمدخل التبريري أو مدخل البحث عن أعذار لا يجدي في هذا الظرف التاريخي المهم. يجب الاعتراف بأن ما أنجزناه أقل بكثير جداً مما وعدنا به، وأقل كثيراً مما انتظره الشعب منا. ما العمل؟ ليس سرا وليس اختراعاً القول بأننا نحتاج إلي تنظيم الصفوف وإحياء القواعد وتفعيل اللجان أو تغييرها أو إحلال مجموعات عمل قادرة محلها لمساندة المرشحين. مطلوب أيضا إعادة صياغة الرسالة الانتخابية بما يناسب الظرف الحالي، فليس من الممكن بسهولة إزالة الآثار السلبية للرقص علي الحبال بين فرقاء كتلة الناخبين وفي الرسالة الجديدة لابد من ترسيخ فكرة المصداقية وأمانة الموقف وتصوير الحلم الذي يسعي اليه الوفد وكل الليبراليين ذلك الحلم ليس فقط «مصر الديمقراطية» وإنما أيضا «مصر الغنية» و«مصر القوية» ومصر التي تكفل العيش الكريم لأبنائها، يضاف الي ذلك إشارة موجزة لإنجازات الوفد. تكثيف الظهور الإعلامي أيضا مطلوب بكل الوسائل في كافة القنوات، ولا يجب أن يتكاسل أحد عن الظهور وبعث رسالة الوفد المناسبة للظرف، كما يجب توحيد شكل وألوان نشرات الدعاية، وتنويعها، فبعضها يجب أن يتعلق بتقديم المرشح وإبراز إنجازاته وبعضها يتعلق بالوفد وثوابته ورسالته وبعضها يتعلق بمساعدة الناخب علي معرفة لجنته واختيار مرشحه. أما عن لافتات الدعاية فيجب أيضا توحيد شكلها وألوانها ورسالتها علي أن يقوم الحزب نفسه بجزء كبير من هذه الدعاية حتي لا يضيع الحزب ضحية لمحدودية خبرة أو دراية المرشحين أونقص قدراتهم. ورش العمل المتخصصة أو قل غرف العمليات الميداية أيضا وسيلة معروفة للجميع ولم يستخدمها الوفد بالمرحلة الأولي بشكل جيد وعليه الآن أن يحاول اللحاق بالقطار وأن يعتمد فقط علي الرجال.. نعم الرجال! ضرورة التواجد الشخصي للمرشحين وقياداتهم بين الناخبين مسألة بديهية، ويجب تكثيف هذا الخط الدعائي في التجمعات المدروسة بعناية من قبل غرف العمليات في كل دائرة سواء بالمؤتمرات أو زيارات التجمعات أوطرق الأبواب أو زيارة الأندية أو حتي المقاهي أو غيرذلك. هل نستخدم الرشاوي الانتخابية؟ بالقطع لا.. وألف لا.. وهناك مرشحون وقوائم حققوا في المرحلة الأولي إنجازات مبهرة بدونها، فهذه حجة العاجز، ولم نعهد أبدا أن يكون رجال الوفد بين العاجزين. كانت الهزيمة في رأيى فاضحة، ولابد أن هناك مسئولين عن هذه الهزيمة، ولكن ليس هذا وقت الحساب أو توقيع العقاب!! اقترح عليَّ بعض من أصدقائى أن أبيع الوفد، وغازلني بعض الأحزاب المنافسة، سواء وقت البحث عن مرشحين أو بعد الهزيمة. ولكن المسألة مسألة مبدأ، وظنى أن كبوة الوفد قابلة للتدارك بفضل تكاتف وتساند رجاله لإنهاء المعركة بشكل مشرف. آخر سطر إذا خسرت جولة.. فلا تخسر باقي الجولات