اتجهت العلاقات التركية السورية إلى العدائية منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 لكن الانقلاب التركى الفاشل الذي وقع مؤخرًا فتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات تغيرت استراتيجية أنقرة تجاه سوريا وبدأت تنتهج سياسات اكثر إيجابية. تدرك تركيا مدى تأثير الازمة السورية عليها، نظرا لما تعانية من تزايد اعداد اللاجئين السوريين فى انقرة وهذا يشكل عائقا أمامها لما تعانيه من مشاكل التوطين، فبعد أحداث تركيا الأخيرة أكدت أنها ستبذل جهدا كبيرا خلال الستة أشهر القادمة لتنفيذ سياسات أكثر فعالية تجاه الازمة السورية. وتخشى تركيا من تداعيات تشكيل حكومة سورية قائمة على أساس عرقي فقد سبق واعلن رئيس الوزراء التركي علي يلدريم، أن الجهود التي ستبذلها بلاده ستحول دون تشكيل حكومة قائمة على أساس عرقي في سوريا، وأنها ستعمل على المساهمة في تشكيل حكومة تمثل جميع شرائح المجتمع السوري وتحافظ على وحدة البلاد. وبالنسبة لرؤية تركيا حول بقاء الأسد فى الحكم، فدائما ما يعتبر الخطاب السياسي لتركيا أن بقاء الأسد فى الحكم يشكل خطرا كبيرا على مستقبل سوريا، فقد صرح رئيس الوزراء التركي أنه لا ينبغى أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور في القيادة الانتقالية ولا فى مستقبل البلاد . تاريخ العلاقات السورية التركية باتت العلاقات السورية التركية متوترة قبل استقلال سوريا عام 1945، على الرغم من الروابط الاجتماعية والثقافية والتاريخية، فقد اخذ التوتر مرحلة جديدة من العداء وصلت إلى حشد تركيا قواتها العسكرية على الحدود السورية مرتين الأولى فى عام 1975 والتى جاءت بعد تأسيس حلف بغداد وانضمام سورية إلى مصر بهدف إدانة سياسة الحزب واتباع سياسة تقدمية كانت معادية للنفوذ الأمريكي، والثانية عام 1998 التى هدفت إلى إلزام الحكومة السورية بطرد عبد الله أوجلان وإغلاق مقراته العسكرية. وفي تاريخ العلاقات التركية السورية توجد ملفات أدت إلى تصعيد الخلاف بين البلدين إلى حد الأزمة وهي : 1- لواء الاسكندرونة ترجع بداية مشكلة لواء الاسكندرونة إلى عام 1936، منذ ان تم ضمها الى تركيا ، وطلبت سوريا بعد استقلالها من فرنسا ضم هذا الإقليم اليها رافضة قبول قرار ضم الاسكندرونة إلى تركيا الذى اتقفت عليه باريسوانقرة دون موافقة السوريين، ونتج عنه عداء بين الطرفين دام لفترة طويلة ، وعمدت سوريا على وضع المنطقة ضمن الخرائط التي تظهر حدودها. 2-الموارد المائية لنهر الفرات تتمثل مشكلة مياه نهر الفرات فى إقامة تركيا مجموعة من السدود على منابع النهر مما قلل من كميات المياه المستفيدة منها سوريا للشرب ولرى الاراضي الزراعية. وتعقد الامر بعد إعلان تركيا عن أكبر مشروع للتنمية الاقتصادية والاقليمية "جاب" الذي يستهدف بناء "21" سدا بهدف توفير المياه وتوليد الطاقة الكهربائية ،ويشكل هذا المشروع تهديدا للامن القومى السورى نظرا لاستقطاع الجزء الاكبر من منسوب نهر الفرات لملء بحيرة سد اتاتورك. 3-تركيا والأكراد: بدأت مخاوف تركيا من الأكراد منذ سيطرتهم على المناطق الكردية وإقامة بنية إدارية وأمنية في معظم المدن، كعفرين وكوباني "عين عرب" وديريك "المالكية" وترب سبي "القحطانية" وعامودة، فقد دفعت هذه المخاوف تركيا إلى اتهام النظام السورى بتسليم هذه المناطق لحزب العمال الكردستانى. والسبب الرئيسي وراء مخاوف الرئيس التركى رجب طيب اردوغان من الاكراد هو تصاعد الدور الاقليمى لحزب العمال الكردستانى وتطلعه إلى توظيف العامل الكردي في المعادلات الإقليمية.