«طباخ السم بيدوقه» مثل ينطبق حرفيا على أمريكا التى برعت فى إعداد برامج القرصنة لاختراق ملفات ومعلومات المؤسسات والادارات والمصالح بأى دولة فى العالم، والقرصنة على ملفاتها وبرامجها وسرقة المعلومات منها أو إتلافها أو التلاعب فيها لمصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية، ولكن هذه المرة شربت أمريكا من نفس الكأس، وإذ بقراصنة أكثر براعة فى مجال البرمجيات يقومون بالسطو على الأسلحة السيبرانية «من وكالة الأمن القومى، تلك الاسلحة المعروفة ببرامج القرصنة الخبيثة معظمها كان موجها للقرصنة على البرنامج النووى الايرانى، وقام القراصة بعرض هذه البرامج والملفات السرية التى اخترقوها للبيع بملايين الدولارات لمن يرغب فى شرائها وذلك عبر الانترنت. واعترفت الباحثون بوكالة الأمن القومى ان عمليات الاختراق والقرصنة تشكل خطرا على برمجيات القرصنة التى تمتلكها الوكالة، فى الوقت الذى اعلنت فيه مجموعة تطلق على نفسها «قراصنة الظل» على الانترنت حصولها على هذه «الأسلحة السيبرانية»، وعرضها فى المزاد لمن يدفع أكثر، وجاء الاعلان بلغة إنجليزية ركيكة باسم شخصين يطلقان على انفسهما اسم «باستبين» و«جيثب» وزعما أنهما كانا ضمن فريق امتلاك «أسلحة السيبرانية» التى ترعاها وكالة الأمن القومى الامريكى، والبرامج المسروقة تضم أسلحة رقمية متطورة، تم تمويل برمجياتها بصورة مشتركة من قبل أمريكا وإسرائيل، وتهدف فى المقام الاول الى تخريب البرنامج النووى الإيرانى، وطلب القراصنة مبلع 850 مليون دولار على الأقل ثمنا لهذه البرامج. وأعادت تلك القرصنة إلى أذهان امريكا والعالم ما قام به ادوارد سنودن عميل المخابرات الامريكى السابق والذى انشق عنهم واستولى على ملفات ومعلومات هامة كشفت تجسس أمريكا على معظم دول العالم من خلال وكالة الأمن القومى، وما حدث من قراصنة الظل يبدو وكأنه كابوس لوكالة الأمن، لتمكن القراصنة من اختراق كل الجدران الحديدية للوكالة واختراق الشفرات وبرامج الحماية غير المسبوقة، وذهبت بعض التخمينات الى ان تلك العملية تبدو وكأنها مأجورة لضرب الدعاية الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، خاصة بعد الدعوة التى وجهها منافسها الجمهورى دونالد ترامب الى روسيا لاختراق برنامج هيلارى كلينتون وملفاتها والقرصنة عليها، ما حدث لوكالة الأمن يؤكد انه لم يعد هناك شيء أمن وأن القدرات الامريكية فى امتلاك أسلحة القرصنة الخبيثة تفوقها قدرات وعقول أخرى.