إنه قانون أو قرار استثنائى، أصدرته أمريكا خصيصًا لأجل عيون هيلارى كلينتون أبرز مرشحة عن الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الأمريكية التى تجرى حملاتها الانتخابية الآن على قدم وساق، القانون يختص بتنفيذ عقوبات مشددة على قراصنة الإنترنت الذين يستهدفون البريد الإلكترونى ورسائل هيلارى كلينتون بوجه خاص، وهى عقوبات أقصى من العقوبات العادية التى تنفذها أمريكا على قراصنة الإنترنت ومرتكبى الجرائم السيبرانية عبره وذلك بعد الدعوة المجنونة التى وجهها منافسها الجمهورى دونالد ترامب إلى قراسنة روسيا بالهجوم على مواقع هيلارى. وقد جاء القانون بعد ان بدأت السلطات الأمريكية التحقيق فى الهجمات السيبرانية الواسعة التى تعرض لها الحزب الديمقراطى فى الولاياتالمتحدة، خاصة وان ممثلى هيلارى وجهوا اتهاما مباشرا إلى موسكو بتنظيم هذه الهجمات، فى الوقت نفسه الذى تعرضت فيه روسيا لهجمات وقرصنة سيبرانية أيضا واسعة، ووجه البرلمانيون الروس ايضا اصابع اتهام مباشرة إلى أمريكا وطرحت أمريكا إشكالية هذه الهجمات فى منتدى يعرف باسم «منتدى أسبين الأمني» السنوى وقال رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية جون برينان». أن السلطات، ستتخذ الإجراءات اللازمة والمشدده بحق من يثبت تورطه فى الهجمات على بريد هيلارى كلينتون وحزب الديمقراطيين، وأشار بصورة غير مباشرة إلى موسكو قائلا ان التدخل الخرجى فى الانتخابات الرئاسية فى الولاياتالمتحدة، موضوع خطير جدا، وان أمريكا سترد على هذه الهجمات وتتخذ إجراءات مماثلة، وان هناك خطر من التصعيد وسوء الفهم، وعلى واشنطن أن تأخذ بالاعتبار المخاطر المحتملة ودراسة الموضوع بمسئولية. وسرب مصدر من إدارة أوباما بأن الرد قد يكون واسعا ويشمل هجمات على منظومات مصلحة الأمن الفدرالية والاستخبارات العسكرية الروسيتين، وحتى فرض عقوبات ضد الأشخاص الذين لهم علاقة بهذه المسألة، فيما بدأت بالفعل وكالة الأمن القومى الامريكى التحقيقات فى الهجمات السيبرانية ضد مجموعتى قرصنة لها علاقة بالحكومة الروسية، قد تكون لها صلة بالهجمات الأخيرة، حيث تشكل هذه الهجمات خطورة على الأمن القومى وأيضا عللا مسار الانتخابات القادمة من تعطيل لحملة الحزب الديمقراطى لصالح الحزب الجمهورى ومرشحه الابراز دونالد ترامب، الامر الذى يسير بامريا إلى مسار خطير سيخضع فى المستقبل على هذا النحو إلى تدخلات خارجية وإلى توجيهات وارادة العدو القديم روسيا وريثة الاتحاد السوفيتى لتحقيق أهداف استخبارية واضحة للسلطات الروسية. وبات واضحا ان أمريكا بدأت الرد على روسيا حتى قبل انتهاء التحقيقات وتحديد المتهم الحقيقى، فقد أعلنت مصلحة الأمن الفدرالية الروسية أنها اكتشفت فى شبكة إنترنت لعشرين موقعا استراتيجيا مهما فى روسيا برامج معادية تسمح بالوصول إلى معلومات سرية، و شملت البرامج مراكز المعلومات فى مؤسسات الدولة والمراكز العلمية والعسكرية ومؤسسات المجمع الصناعى العسكرى وغيرها من مواقع البنية التحتية للبلاد، وقال نائب رئيس لجنة الأمن ومكافحة الفساد فى مجلس النواب الروسى (الدوما) دميترى غوروفتسيف انه يعتقد أن مصدرها الولاياتالمتحدة، لأن هذا مفيد قبل كل شىء للأمريكيين. فشركات «ميكروسوفت» وأوراكل وبرامجها تشكل بطبيعة الحال خطورة على أمن روسيا المعلوماتى، وهكذا حذر الخبراء العسكريين والأمنيين وخبراء الإنترنت بان الساحة تشتعل الآن لمعركة قد تكون بمثابة حرب عالمية ثالثة بين روسياوأمريكا عبر الإنترنت، ستقودها عقول فذه لأكبر دولتين عظمتين، وقال عميد كلية الحقوق فى الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية سيرغى ليفتشوك: لقد بدأت بالفعل الحرب العالمية الثالثة فى المجال الإلكترونى.