ربما كانت نظرته غير المبالية، وربما الذاهلة من تواطؤالعالم وصمته وإمعانه فى نشر الرعب والخراب فى بلاده، هى التى دفعت بصورة الطفل السورى «عمران» إلى صدارة الصحف العالمية، وهو أمر مشابه لما جرى لرفيقه «الطفل » قبل عام تقريبًا والذى توفى غرقًا وقذفه الموج إلى أحد الشواطىء التركية، حين كانت أسرته تحاول الهروب من جحيم الحرب فى سوريا إلى كندا. ربما كان الدفع بصورة «عمران» مقصودًا لأغراض سياسية بعينها كما جرى مع «إيلان» وربما كان الاهتمام لأسباب صحفية ومهنية بحتة، لكن يبقى مؤكدًا أن ثمة مأساة إنسانية يعيشها الناس فى سوريا، تمامًا كما يعيشها آخرون فى مناطق أخرى من العالم، الذى يبصر هنا، ويصاب بالعمى هناك. وقد تصدرت صورة الطفل السورى عمران الذى أُنقذ من تحت الأنقاض الصفحات الأولى فى معظم الصحف البريطانية الصادرة اليوم. فنشرت الصفحة الرئيسية لصحيفة الجارديان مقالا لكريم شاهين من بيروت بعنوان صورة طفل مصاب تصبح رمزا للرعب فى سوريا ويقول شاهين إن عمران الطفل ذى الخمسة أعوام بدا ذاهلا وهو جالس على كرسى عربة الإسعاف برتقالى اللون، وكان يغطى وجهه بيده المغطاة بخليط من الدماء والتراب،ويضيف أنه قبل ذلك بدقائق أنقذ الطفل من ركام منزله، الواقع فى المنطقة الشرقية من حلب التى تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ودمر فى غارة للقوات الحكومية السورية.